تلسكوب «جيمس ويب» يرصد دليلا على وجود «النجم المظلم» الغامض

3
تلسكوب «جيمس ويب» يرصد دليلا على وجود «النجم المظلم» الغامض
تلسكوب «جيمس ويب» يرصد دليلا على وجود «النجم المظلم» الغامض

أفريقيا برس – ليبيا. قد يكون تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) قد رصد «دليلاً دامغاً» على وجود جسم افتراضي يُعرف باسم «النجم المظلم» (Dark Star) في أعماق الكون، وهو اكتشاف قد يساهم في حل العديد من الألغاز المستعصية في الفيزياء.

على الرغم من اسمه، فإن النجم المظلم ليس مظلماً تماماً؛ بل إنه جسم مضيء ولكنه لا يعمل بالطاقة الناتجة عن الاندماج النووي كما تفعل النجوم العادية. بدلاً من ذلك، يتم تشغيله بواسطة تفاعل جسيمات المادة المظلمة في قلبه، وفقا لدراسة نشرت على موقع PNAS

يقول عالم الفيزياء الفلكية في جامعة كولجيت كوسمين إيلي: «النجوم المظلمة فائقة الكتلة هي سحب ساطعة للغاية وعملاقة، ومصنوعة بشكل أساسي من الهيدروجين والهيليوم، ويتم دعمها ضد الانهيار الجاذبي بواسطة كميات دقيقة من المادة المظلمة التي تفني نفسها بداخلها».

عثر الباحثون على أقوى دليل حتى الآن لوجود هذه النجوم، بعد دراسة أربعة من أكثر الأجسام بعداً التي جرى رصدها على الإطلاق. وقد تبين أن هذه الأجسام تتفق مع تفسير كونها نجوماً مظلمة.

الأمر الأكثر إثارة للاهتمام، بحسب الدراسة، هو أن أحد هذه الأجسام أظهر خاصية امتصاص ضوئي مميزة عند طول موجي يبلغ 1.640 أنجستروم. يُعتبر هذا التوقيع دليلاً مؤكداً على وجود النجوم المظلمة، وينتج عن الهيليوم المتأين أحادي التكافؤ في غلافها الجوي.

ويضيف إيلي: «على الرغم من أن نسبة الإشارة إلى الضوضاء لهذه الخاصية منخفضة نسبياً، إلا أنها المرة الأولى التي نجد فيها توقيعاً دامغاً محتملاً لنجم مظلم، وهو أمر بحد ذاته مدهش».

حل لغز المجرات العملاقة

منذ أن بدأ تلسكوب JWST عمله في العام 2021، رصد ما بدا وكأنه مجرات ضخمة في فترة مبكرة جداً من عمر الكون، وهو وقت لم يكن كافياً، نظرياً، لنمو هذه المجرات إلى هذا الحجم.

ويأتي دور النجوم المظلمة الافتراضي إذ يمكن أن تحتوي النجوم المظلمة على كتلة تصل إلى مليون ضعف كتلة الشمس، وستبدو من هذه المسافة البعيدة مماثلة للمجرات.

نظرياً، فإن زوال النجوم المظلمة سيؤدي إلى انهيارها وتحولها إلى ثقوب سوداء ذات كتلة ابتدائية هائلة، ويفسر وجود النجوم المظلمة كيف تشكلت الثقوب السوداء فائقة الكتلة التي اكتُشفت في بدايات الكون، والتي كان نموها يبدو مستحيلاً بناءً على النظريات الحالية لنموها التدريجي.

يذكر أن الأجسام الأربعة التي جرت دراستها قد تُفسّر أيضاً على أنها مجرات، لكن هذا التفسير يثير تساؤلات أخرى، وبغض النظر عن هويتها النهائية، فإن هذه الأجرام البعيدة تُنذر بإعادة كتابة ما نعرفه عن الفيزياء.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here