توفيق الشهيبي لـ”أفريقيا برس”: الدبيبة العائق الأول أمام تنظيم الانتخابات في ليبيا

22
توفيق الشهيبي لـ
توفيق الشهيبي لـ"أفريقيا برس": الدبيبة العائق الأول أمام تنظيم الانتخابات في ليبيا

أفريقيا برس – ليبيا. اعتبر توفيق الشهيبي رئيس الهيئة العليا لتحالف القوى الوطنية في ليبيا في حواره مع “أفريقيا برس” أن وجود عبد الحميد الدبيبة على رأس الحكومة هو العائق الأول أمام تنظيم الانتخابات والاستحقاقات في البلد، مشيرا إلى أن المال الفاسد غذى الصراع بين الجماعات المسلحة وزاد من تأزم الأوضاع، حسب وصفه.

واستعبد الشهيبي تنازل الدبيبة على السلطة أو قبوله بمقترح المبعوث الأممي عبدالله باتيلي طالما لم يكن هناك ضغطا حقيقيا عليه، واصفا تحركات باتيلي بالمناورة الفاشلة وقد أثبتت الاشتباكات التي دارت مؤخرا بطرابلس فشل تحركاته، وفي تقديره ستكرر الاشتباكات بين المليشيات المتناحرة في ظل حالة الانفلات الأمني مرة أخرى في آجال قريبة.

وتوفيق الشهيبي هو رئيس الهيئة العليا لتحالف القوى الوطنية في ليبيا، وهو عضو سابق في المؤتمر الوطني العام للبرلمان الليبي سابقا حيث قدم استقالته سنة 2014، وهو عضو مشارك في حوار الصخيرات وقد التحق بالحوار قبل إنتاج حكومة فائز السراج سنة 2016.

آمنة جبران
كيف يمكن إكمال مسار الانتخابات في ليبيا في ظل حالة التدهور الأمني مع عودة الاشتباكات في طرابلس مؤخرا؟

للأسف مسار الانتخابات في ليبيا معقد جدا ربما العائق الأول للانتخابات هو وجود عبد الحميد الدبيبة على رأس الحكومة المنتهية الولاية، فهو من يغذي تلك العصابات بالمال وقد توغلت بشكل كبير جدا في حقيقة الأمر هو لا يملك السلطة إطلاقا، وعند سؤالكم في طرابلس نفسها هل الدبيبة رئيس الحكومة الفعلي أم المجموعات المسلحة سيقولون لك لا يملك من أمره شيء، الأمر شكلي فقط في ظل ضخ مليارات على هذه الجماعات المسلحة في طرابلس تحديدا، لذلك أن يعود المسار الانتخابي في ليبيا أو أن نضع العربة على الطريق وعلى السكة الطبيعية أمر في اعتقادي صعب جدا إن لم يقع تغيير حكومة الدبيبة بحكومة تنحصر مهامها فقط في الانتخابات، أي أن الحكومة محددة بمدة ليست لها أي صلاحية منذ أول يوم فقط وظيفتها الانتخابات، و تكون حكومة مصغرة من مناصب سيادية فقط هذا ما أراه مناسبا إن كنا نريد العودة إلى طريق الانتخابات غير ذلك يكون من شبه المستحيل حدوث انتخابات في ليبيا.

من يقف برأيك وراء الاشتباكات التي شهدتها طرابلس بين اللواء 444 وقوة الدعم؟

هو صراع نفوذ حيث أن ما تعرف بقوة الردع برئاسة عبد الرؤوف كارة ترى أن نفوذ اللواء 444 بدأ يمتد أكبر وبدأت قوته تزداد أكثر، ربما من هذا الإطار حاولوا إيقاف آمرها ما أدى إلى معركة كبيرة، صراع النفوذ وصراع الميلشيات المتناحرة على الأرض وصراع السلطة والمال هو ما أدى إلى هذه الاشتباكات.

بكل تأكيد هناك دعم غير مباشر لما يعرف بقوة اللواء 444 من قبل أميركا من حيث التدريب، لا أدرى إن كان هناك دعما لوجيستيا أكبر من ذلك، ولكن ما أظهرته الاشتباكات هو أن قوة اللواء 444 قوة لا يستهان بها، وفي النهاية هذه حال الميلشيات في ليبيا من شرقها إلى غربها ولائها الأول لآمرها، والمشكل في طرابلس هو كثرة هذه التشكيلات إجمالا وفي محيطها لا تأتمر لشخص واحد وبالتالي التناحر فيما بينها يحدث بين ليلة وضحاها يحدث حتى حول مشكلة شخصية داخل تلك الميليشيات.

هل سيقبل عبد الحميد الدبيبة مقترح المبعوث الدولي باتيلي الداعي إلى تشكيل حكومة جديدة؟

في الحقيقة مقترح باتيلي غامض في حين أن بيان مجلس الأمن كان أكثر وضوحا حول ضرورة تشكيل حكومة، باتيلي واضح حتى هذه اللحظة، لكن كل ما نخشاه هو أن المال الفاسد الذي يقدمه الدبيبة من خزانة الدولة الليبية قد يؤثر على رأي البعثة الأممية خاصة أنه كانت هناك كثير من الاتهامات طيلة السنوات الماضية حيث أن كثير من أعضاء البعثة غيروا ما في التقارير وقدموا توصيات غير واقعية لرئيس بعثتهم في كل مرة وذلك لشراء ذممهم، وهذا الأمر تكرر في عديد المرات وعاصرته بنفسي خلال حوار الصخيرات وشكونا كثيرا بسبب وجود أعضاء بعض البعثة المنحازين بسبب الفساد المالي لكن هذا ما لم يجزم وهناك الكثير من الأقاويل حول هذا الأمر، في كل الأحوال الدبيبة لن يقبل بتغيير حكومته لو أدى الأمر إلى نشوب حرب أخرى، وبالتالي لا باتيلي وغيره يمكنه إقناعه بذلك، إلا إذا وصلته رسالة دولية مباشرة تجعله يخشى على نفسه وعلى أمواله وأموال عائلته المتواجدة في الخارج ممن نهبوها في السابق، بالتالي ربما يخشى على ثرواته في الخارج وعلى عائلته ربما هذا قد يؤدي به إلى التنازل على السلطة مقابل ضمانات عدم ملاحقته وعائلته بالخارج بأي شكل من الأشكال ماليا أو بشكل شخصي.

واستطرادا للحديث فإنه من الصعب جدا أن يقبل الدبيبة بمقترح باتيلي أو غيره بتسليم السلطة طالما لم يكن هناك ضغط حقيقيا عليه.

الدبيبة قلق من أن يقبل بتشكيل حكومة مهمتها تنظيم الانتخابات وفي الأخير لا يتم تنظيمها نتيجة الخلافات القائمة فيصبح الهدف في النهاية هو إزالة الدبيبة من الواجهة السياسية تحت عنوان تشكيل حكومة انتخابات فيما تبقى الاختلافات قائمة بين الفرقاء؟

بكل تأكيد مخاوف الدبيبة كثيرة فالتجاوزات التي قام بها خلال السنتين الأخيرتين فترة مكوثه بالسلطة كثيرة جدا لدرجة أنه مهدد بالملاحقة ، وهو ما يخشاه لذلك ذكرت منذ قليل أنه إن وجدت ضمانات بعدم ملاحقته قد يكون هذا مسهلا لتنازله على السلطة لأن الدبيبة لن يساهم بل سيدير أزمات عدة لأجل عدم حدوث أي انتخابات، ولن يؤدي بنا الدبيبة إلى أي عملية انتخابية، وهو رئيس حكومة ومرشح رئاسي ولديه المال والمصرف المركزي ومؤسسات نفط طرابلس تحت إمرته صحيح هو غير مسيطر عليها لكنه يملك التوقيعة النهائية لصرف الأموال التي تأتي عبر مؤسسة النفط ، لذلك لا أعتقد أن الدبيبة سيستسلم بسهولة لأنه يعرف أن إقالته أو خروجه من السلطة قد تؤدي إلى ملاحقته خصوصا أنه قام بمعاداة كثير من السياسيين في ليبيا، صحيح أنه قام بشراء ذمم بعضهم لكنه قام بمعاداة الكثيرين بشكل أو بآخر، كما لم يوفي ببعض الوعود الذي قطعها لبعض السياسيين.

هل أن فكرة تشكيل حكومة جديدة هي برأيك محاولة من قبل القوى المسيطرة على الأرض لترحيل الانتخابات إلى السنوات القادمة؟

الحكومة قد ترحل الانتخابات أجل هو كذلك، لكن الوضع الحالي لن يأتي بانتخابات، ومرة أخرى إن تشكلت الحكومة مصغرة بمناصب سيادية فقط محدودة بمدة لا تتجاوز السنة لتجهيز للانتخابات أمنيا سياسيا على أرض الواقع من حيث القوانين والقدرة الحكومة على تنفيذ هذه الانتخابات وحمايتها، أجل من الممكن ذلك، لكن أن تشكل حكومة دون أن تكون محدودة المدة ومحدودة الصلاحيات بمعنى أن تكون صلاحياتها الوحيدة هي الانتخابات لا صلاحيات أخرى كبند التنمية أو مصروفات أو وزارات متعددة حيث كل الوزارات الأخرى تسير من باب المرتبات وبذلك كل شيء يبوب على أنها تأتي بانتخابات، غير ذلك ستمدد لنفسها وستلقي الحجج بعدم القيام بانتخابات وستكون ممتدة كحكومة السراج من سنة ونصف إلى خمس سنوات وكما هو الحال حاليا مع حكومة الدبيبة.

عبد الله باتيلي يعمل على إدخال عناصر جديدة في الصراع القائم بدعوته للعشائر و منظمات المجتمع المدني والنخب و القبائل ، ألا يربك هذا المشهد الليبي ويزيد من الانقسام ويعمق الأزمة كما شهدنا ذلك في السودان بعد سقوط عمر البشير؟

للأسف لا نعلم كيف يفكر باتيلي، لكن رأينا على الأرض أطراف الصراع كيف تفكر في ليلة واحدة عشرات قتلوا لأني طرفي الصراع الرئيسين في طرابلس لديهم مشكلة شخصية مع بعضهم، آمر مليشيا لديه مشكلة مع آمر ميليشيا آخر فأدى ذلك إلى حرب ومقتل العشرات، لذلك إن لم يرى باتيلي أن ما يقوم به هو أمر للأسف سيء إذن علينا التساؤل هنا كيف يقيس القوة؟ هل يقيسها بالعدد بالمجموعة المسلحة والمساحة التي تسيطر عليها، كيف يقيس هذا الأمر؟ لذلك أرى ما يقوم به باتيلي هو مناورة فاشلة ولا ندري أن كان ذلك لسوء تقدير منه، ولكن في كل الأحوال هذه المحاولة والطريقة من باتيلي هي فاشلة وأثبتت فشلها مرارا وتكرارا، وربما الفشل ظهر مع باتيلي مع اندلاع اشتباكات اللواء 444 وقوات الردع والتي ستكرر مع قوات أخرى أعتقد في وقت قريب.

تحديد موعد الانتخابات البلدية مؤخرا هل هو اختبار وتحدي أمام السلطات على مدى قدرتها على تنظيم الانتخابات، وهل برأيك الانتخابات البلدية قادرة على إنهاء الانقسام السياسي؟

بخصوص الانتخابات البلدية، لا أعتقد أن البلديات قادرة على أي شيء فالصراع على الأرض واضح للعيان أطرافه الداخلية وأطرافه الخارجية ، لذلك البلديات هي تحصيل حاصل فقط تسعى كل بلدية جيدة لحل الاختناقات داخل بلديتها لكن ليس لهم علاقة بالأمر السياسي إطلاقا ولا يملكون الأدوات التنفيذية للدخول والتأثير في مثل هذا المجال.

ذكرت في تصريح سابق أنه هناك إصرار على إقحام القضاء وسط المعمعة السياسية وبأي ثمن كيف ذلك؟

بكل تأكيد، و ما يقوم به تيار المفتي دليل على ذلك مثلا صادق الغرياتي شخص تمت إقالته وانتهى إلى سن التقاعد وسلم منصبه لشخص آخر، لكن هناك من قام بمحاصرة المحكمة العليا وإدخال شخص وفرضه بالقوة في الداخل هذا أمر ينبئ بإشارات سيئة للغاية بأن القضاء نفسه مسيس، وهو مسيس عندما ترشح رئيس المحكمة العليا لمنصب رئيس المجلس الرئاسي وفقد في تلك اللحظة التي ترشح فيها القضاء حياديته وأصبح هو الآخر طرف من تلك الأطراف يباع ويشترى في السوق السياسي الليبي الحالي خصوصا مع كثرة المال الفاسد وانفلات الأمن وعدم وجود قوة واحدة مسيطرة على البلاد.

لماذا تعثرت خطوات تحقيق المصالحة بين الليبيين إلى اليوم؟

تعثرت جهود المصالحة لعدم اهتمام من هم في السلطة بهذا الملف ولعدم وضع الخطوات والآليات الخاصة بها، فقط تشكلت لجنة يصرف لها الملایين وهي لجنة فارغة من محتواها لا يمكن أن تأثر في شيء، وبالنسبة لنا في ليبيا لا نريد أن نخترع العجلة من جديد، وهناك كثير من نماذج المصالحة على مستوى العالم يمكن الاستفادة منها.

وللإشارة فإن أحد اختصاصات المجلس الرئاسي هو ملف المصالحة لكن عندما انتهت مدته التي حددت في جنيف بدأ في التحرك في هذا الملف. ومن هم موجودون في السلطة حاليا لا يهمهم غير جمع المال بقدر الإمكان والحصول على النفوذ عبر تعيين الأقارب والأصدقاء في المناصب داخل وخارج البلاد هذا ما يهمهم بدرجة أولى، وعندما أقول هذا الكلام هذا ليس اتهاما فكثير من الأسماء الحالية بالسلطة استفادت من مناصبها المتواجدين بها، لذلك ملف المصالحة آخر همومهم وإبقاء الوضع على ما عليه هو جنة بالنسبة لهم وجحيم علينا نحن كمواطنين في ليبيا.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here