وسام عبد الكبير لـ”أفريقيا برس”: منطق الغنيمة أنهك مؤسسات الدولة الليبية وأضعفها

97
وسام عبد الكبير لـ
وسام عبد الكبير لـ"أفريقيا برس": منطق الغنيمة أنهك مؤسسات الدولة الليبية وأضعفها

آمنة جبران

أفريقيا برس – ليبيا. اعتبر الناشط الحقوقي الليبي وسام عبد الكبير في حواره مع”أفريقيا برس” أن “منطق الغنيمة أنهك مؤسسات الدولة الليبية وأضعفها بسبب الصراع المستمر على السلطة والنفوذ بين الفرقاء، ومع ذلك فإن سيناريو التقسيم مازال بعيدا، على أمل إنهاء حالة الانقسام السياسي وتوحيد المؤسسات الوطنية”، وفق تقديره.

ورأى عبد الكبير أن “أزمة الانتخابات الرئاسية تعكس حالة من الاستقطاب والتدافع الدولي حول ليبيا حيث تريد أطراف دولية إفشال العملية السياسية لأجل فرض أجندتها ونفوذها في البلد، وهي من ساهمت في نسف الانتخابات الرئاسية”، لافتا أن “أولى خطوات إصلاح العملية السياسية تكمن في الخروج من نفق المراحل الإنتقالية، وإنتاج حكومة وطنية منتخبة قوية”.

ووسام عبد الكبير هو كاتب وناشط حقوقي ليبي حاصل على ماجستير في المعاملات الدولية والقانونية ودبلوم دراسات عليا في العلاقات الدولية وبكالوريوس في العلوم السياسية.

لماذا لم تنجح حكومة الوحدة الوطنية إلى حد الآن في تخفيف التوتر في العاصمة طرابلس وإخلاءها من الجماعات المسلحة مع عودة الاشتباكات بين الفترة والأخرى؟

لا توجد خطة حكومية واضحة فيما يخص إخلاء العاصمة من التشكيلات المسلحة، حاولت كافة الحكومات السابقة التعامل مع هذا الملف ولكنها فشلت، إن نجاح هذا الأمر يحتاج إلى مرحلة أكثر استقرارا من الناحية السياسية، في ظل وجود مؤسسات موحدة وقوية، بعيدا عن الاصطفافات الناتجة عن الانقسام السياسي.

هل اندماج الجماعات المسلحة بقوة داخل أجهزة الدولة يجعل البلد مهددة بالعودة إلى مربع العنف والفوضى خاصة أن حالة الانغلاق والانسداد السياسي بين الفرقاء مستمرة؟

إن دمج التشكيلات المسلحة في المؤسسات الأمنية ضمن مشروع واضح وبطريقة مهنية في إطار مؤسسي يجعلها تابعة لسلطة الحكومة ربما يكون عاملا مساعدا في تجاوز مرحلة الانسداد السياسي، ولكن هذا الأمر يحتاج إلى حكومة منتخبة وقوية، وإرادة سياسية لا تزال مفقودة لذي الأطراف الرئيسية الفاعلة في المشهد السياسي الليبي، واليوم بعد قرابة الأربعة سنوات من اتفاق وقف إطلاق النار فإن العودة إلى مربع الفوضى والحرب أمر مستبعد، وتبقى حالة الاستقرار النسبي هي عنوان المرحلة.

ما تقييمكم لأداء ستيفاني خوري هل بوسعها بلورة موقف موحد للتغلب على المأزق الليبي أم أن طريق الحل مازال طويلا؟

ستيفاني خوري لاتزال في بداية مهمتها، وعليها الاستفادة من تجارب المبعوثين السابقين إلى ليبيا، حتى تتمكن من وضع خارطة طريق فاعلة لها القدرة على فك شيفرة الانسداد السياسي، ويجب الإشارة إلى أن خوري جاءت في ظروف إقليمية ودولية معقدة ومشحونة، مثل الحرب في أوكرانيا والصراع الدولي في دول الساحل الأفريقي والاقتتال في السودان والعدوان على غزة.

هل يساعد انسحاب خليفة حفتر وعبد الحميد الدبيبة من الترشح للانتخابات المقبلة في حل الأزمة؟

في اعتقادي فإن أزمة الانتخابات الرئاسية تعكس حالة من الاستقطاب والتدافع الدولي حول ليبيا، وهي تعبر عن الصراع الحاصل ما بين الأقطاب الدولية الكبرى في أكثر من مكان في العالم، من وجها نظري؛ إن الدول التي دعمت ترشح سيف القذافي المطلوب للقضاء الوطني والعدالة الدولية هي من ساهمت في نسف الانتخابات الرئاسية، ولا يخفى على أحد أن هناك أطرافا محلية وإقليمية ودولية تستفيد من حالة الانقسام السياسي في ليبيا وتعمل على إفشال العملية السياسية من أجل استمرار الأوضاع الحالية.

هل تعتقد أن الوضع في ليبيا مرشح لتقسيم البلاد من جديد بعد ما تم وصفه بـ”منطق الغنيمة” السائد حاليا داخل الطبقة السياسية؟

منطق الغنيمة أنهك مؤسسات الدولة وأضعفها، ثقافة كرسها النظام السابق وتحتاج إلى مشروع وطني شامل من أجل القضاء عليها، ومع ذلك يبقى شبح التقسيم لا يزال بعيدا على أمل إنهاء الانقسام السياسي وتوحيد المؤسسات الوطنية، المطلوب تأهيل المؤسسات الرقابية، والعمل على تعزيز الثقافة المجتمعية في إطار المحاسبة والشفافية.

كيف يمكن إصلاح العملية السياسية والأمنية وإنهاء المراحل الانتقالية والذهاب بالبلاد نحو انتخابات رئاسية وتشريعية؟

من أجل الوصول إلى عملية سياسية حقيقية، يمكنها أن تكسر حالة الجمود السياسي وأن تعيد الأمل في إحياء العملية السياسية، فإن ذلك يكون عبر توسيع باب المشاركة في العملية السياسية، من خلال مشاركة أصحاب مصلحة حقيقيين لديهم الإرادة والرغبة في الوصول إلى الانتخابات، أمثال الفاعلين السياسيين والأمنيين، والشخصيات السياسية الوطنية، والمرأة والشباب، أما استمرار رهن العملية السياسية في الأجسام الرسمية المستفيدة من الأزمة للمحافظة على نفوذها وسلطتها لن يضيف أي جديد للمشهد السياسي.

في تقديري أولى خطوات إصلاح العملية السياسية تبدأ بإيجاد إرادة وطنية للوصول للانتخابات من خلال دمج الشخصيات السياسية الفاعلة في العملية السياسية، ومن لهم المصلحة في الوصول للسلطة عبر الانتخابات العامة، والخروج من نفق المراحل الإنتقالية، وإنتاج حكومة وطنية منتخبة قوية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here