أفريقيا برس – ليبيا. شددت مجموعة الأزمات الدولية على ضرورة تكاتف القوى الخارجية للمساعدة في منع الليبيين من الصدام مرة أخرى، خاصة مع وجود حكومتين متنافستين مرة أخرى.
وقالت المجموعة في تقرير لها بعنوان “الوحدة الدولية مطلوبة لمنع انقسام ليبيا”، إن ليبيا عند مفترق طرق محفوف بالمخاطر، بعد أن صوت مجلس النواب على على إقرار حكومة مؤقتة جديدة برئاسة وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا، مما يمنحها الضوء الأخضر لتولي منصب رئيس الوزراء الحالي عبد الحميد الدبيبة.
ولفتت مجموعة الأزمات الدولية إلى أن ذلك ينذر بتجدد القتال لأول مرة منذ وقف إطلاق النار في أكتوبر 2020، الذي أنهى 6 سنوات من الخلافات السياسية والصراع المتقطع، وقالت إن ما سيحدث بعد ذلك سيعتمد إلى حد كبير على كيفية رد فعل القوى الأجنبية، وقد يشجع الرد الدولي المتشظي على الانقسام المؤسسي والتعبئة العسكرية.
وأكدت المجموعة أن الإدانة الدولية الموحدة لاستخدام القوة إلى جانب دعوة الليبيين لرسم طريق توافقي للمضي قدما بمساعدة الأمم المتحدة يمكن أن يجنب هذا السيناريو، مشيرة إلى أن القاهرة وموسكو باركتا جهود مجلس النواب لتشكيل حكومة جديدة، معتقدين على ما يبدو أن ليبيا ستستفيد من تحالف بين أعداء سابقين مثل باشاغا وحفتر.
وقالت مجموعة الأزمات الدولية إن الأمم المتحدة لم تعارض محاولة استبدال الحكومة، لكن المستشارة الأممية ستيفاني ويليامز فرضت شروطا لقبول الخطوة وقالت إنه يجب أن يكون تعيين الحكومة الجديدة “توافقيا” وأن يحظى بتأييد مجلس الدولة وأن يكون التصويت على منح الثقة لرئيس الوزراء المؤقت الجديد شفافا وأن يفي بالمتطلبات القانونية.
وأكدت المجموعة أن الصراع على السلطة قد يؤدي إلى تعطيل الهدوء الذي تتمتع به ليبيا منذ التوقيع على اتفاق أكتوبر 2020 لوقف إطلاق النار، وإلى تقويض جهود إعادة الإعمار والاقتصاد، وأضافت أن مخاطر الحرب تعتمد على ما يقرره الداعمون الأجانب لكن في الوقت الحالي يبدو من غير المرجح أن تكون هناك حرب مرة أخرى.
وقالت مجموعة الأزمات الدولية إنه على الرغم من انقساماتهم يجب على الجهات الخارجية التحدث بصوت واحد للضغط على جميع الأطراف الليبية لضبط النفس ويجب أن يكون مثل هذا الحد الأدنى من الإجماع الدولي ممكنا، بالنظر إلى أن القوى الخارجية لها مصلحة مشتركة في منع العودة إلى ليبيا مقسمة أو قيام حرب جديدة.
وشددت المجموعة على ضرورة أن تقبل الأطراف الليبية وساطة الأمم المتحدة لكسر الجمود والعودة إلى التفاوض على خريطة طريق سياسية واقعية للمضي قدما، وأشارت إلى أن إيجاد توافق بين الحكومتين المتنافستين لن يكون سهلا، ولكن لكل منهما أسباب وحوافز وجيهة لقبول الوساطة الخارجية وفق تعبيرها.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس