ناشطان من أسطول الصمود يعودان للمغرب وسط احتفاء

2
ناشطان من أسطول الصمود يعودان للمغرب وسط احتفاء
ناشطان من أسطول الصمود يعودان للمغرب وسط احتفاء

أفريقيا برس – المغرب. استقبل حشد من النشطاء والمواطنين المغاربة، أمس الأحد، الناشطين عزيز غالي وعبد العظيم بن ضراوي في مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، عقب الإفراج عنهما من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، إثر اعتقالهما بسبب مشاركتهما في أسطول الصمود العالمي الهادف إلى كسر الحصار المفروض على غزة.

وامتلأت قاعة الاستقبال بالمواطنين الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية والمغربية، ولوّحوا بصور العائدين، مردّدين شعارات تضامنية تمجّد صمود المشاركين في الأسطول وتُدين كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني.

واحتفى المستقبلون بالناشطين المغربيين وحيّوا صمودهما إلى جانب المشاركين في الأسطول، معتبرين أن المشاركة المغربية تأكيد على الوجدان الشعبي الثابت تجاه القضية الفلسطينية باعتبارها قضية وطنية جامعة للمغاربة، كما أنها تبرز، إلى جانب المسيرات الشعبية، الرفض المطلق للتطبيع مع الكيان الصهيوني.

خلال كلمته في الاستقبال، نفى الحقوقي عزيز غالي، الرئيس السابق لـ “الجمعية المغربية لحقوق الإنسان”، أن يكون أي من المسؤولين المغاربة قد تدخل للإفراج عنهما أو عن أي من النشطاء المغاربة المشاركين في الأسطول، مؤكداً: “لم يتدخل أي مسؤول مغربي، ولا حتى استقبلنا أي مسؤول بعد الإفراج”.

وأوضح غالي أن إطلاق سراح النشطاء المغاربة تم بتفاوض وبجهود من دولة تركيا والمحامية ألف مادلين وهيئة محاميي ‘عدالة’، التي ساندت أكثر من 460 معتقلاً من مختلف الجنسيات. وقال: “أشكر الدولة التركية على كل ما قامت به، وأشكر الدولة التونسية التي سهّلت الطريق وفتحته للوصول إلى غزة. نحن السهم الذي يشير إلى غزة، ولا يجب أن يكون الاهتمام بغزة مؤقتاً أو ظرفياً. نعود لنستعد للمرة القادمة، فقد وصلنا إلى 24 ميلاً، ونعدكم أن المرة القادمة سنصل إلى شواطئ غزة”.

وأضاف: “الكيان الصهيوني أهون من بيت العنكبوت، والسجون التي احتجزنا فيها كانت مليئة بالأطفال والنساء والشيوخ، إذ يضم الاحتلال اليوم أكثر من 10 آلاف أسير فلسطيني، بينهم 400 طفل، يعيشون ظروفاً لا إنسانية”.

وأكد غالي قراره بعدم التعامل مع أي جهة مطبعة، قائلاً: “بالنسبة لي كان قراري واضحاً بعدم التعامل مع أي مطبّع، فإن لم تُخرجنا الجماهير ستُخرجنا المقاومة. أما باقي النشطاء المغاربة في الأفواج الثلاثة فلم يزرهم أي مسؤول مغربي، لا في إسرائيل ولا في تركيا”. واستطرد: “أحد المسؤولين في السجن، ونحن في إضراب عن الطعام والماء، قال لنا: ما ذنبنا إذا كانت دولتكم لا تريدكم؟ الرهان كان على الجماهير وليس على أي نظام مطبع. لم نستسلم ولم نركع، وخرجنا برؤوس مرفوعة”.

وعبّر غالي عن شكره لدولة تونس التي سهلت مأمورية الأسطول، ولتركيا التي استقبلت المشاركين بعد الإفراج، مشيداً بأسطول كسر الحصار وباقترابه غير المسبوق من شواطئ غزة، مؤكداً أن المحاولات المتكررة ستؤدي في نهاية المطاف إلى كسر الحصار والوصول إلى غزة.

من جهته، قال عبد العظيم بن ضراوي: “لسنا أبطالاً، بل تم اختيارنا من بين العشرات من المغاربة الذين عبّروا عن رغبتهم في المشاركة بالأسطول. وقد لمسنا من نشطاء دول أخرى الفخر بمسيرات المغاربة الداعمة لغزة”.

وأكد بن ضراوي أن القضية الفلسطينية أمانة لا يجوز خذلانها، مستنكراً ما يعانيه الفلسطينيون داخل السجون، وما وصفه بـ”وحشية الكيان الصهيوني الذي يستمتع بعذاب الآخرين”.

إلى ذلك، وصف نشطاء لحظة عودة المواطنين المغربيين بأنها لحظة “عز وشرف وإكبار”، معتبرين أن المشاركة المغربية في الأسطول “تشريف للمغاربة جميعاً الذين لم يتوقفوا طيلة سنتين عن التظاهر نصرة لغزة، خصوصاً وأن المبادرة جاءت في لحظة حرجة من العدوان، وسط القتل والتجويع والإبادة”.

وأجمع المتحدثون على أن النضال من أجل فلسطين ممتد من النهر إلى البحر، مجددين الدعوة للمسؤولين المغاربة لقطع كل أشكال العلاقات مع الكيان الصهيوني والاستماع لصوت الشعب الرافض للتطبيع.

وفي تدوينات متفرقة، كتب الناشط محمد الموساوي: “سخروا منه وقالوا له اذهب إلى فلسطين، فذهب فعلاً ليشارك أحرار العالم في أسطول الصمود الذي أعاد أنظار العالم نحو غزة. وعندما سطا الكيان على الأسطول، خرج الناس في مدريد وباريس وسائر المدن الأوروبية للاحتجاج. اليوم يعود حاملاً شارة النصر وبسمة الحرية، فهنيئاً له هذا المجد الذي حفره بصدق نضاله”.

وأضاف الموساوي: “تستحق تكريماً واستقبالاً شعبياً يليق بصمودك ووفائك، لأنك سجلت اسم الشعب المغربي ضمن رموز أسطول الصمود، بعد أن لطخ النظام الرسمي سمعة هذا الوطن بالتطبيع”.

أما الصحافي رشيد البلغيتي فكتب: “يبدو أن عزيز غالي وعبد العظيم بن ضراوي في حالة اتفاق تام مع قناعاتهما: مشاركة في أسطول حمل شراع الإنسانية لإرساء الشرعية الدولية، ورفض للإبادة والاحتلال، ورفض للتطبيع. الظاهر أنهما رفضا التوقيع على وثيقة ترحيل تتضمن التزاماً بعدم العودة، لأنها فيها إقرار بشرعية الاحتلال. كما طلبا التعامل فقط مع الدبلوماسية المغربية في رام الله، ورفضا التعامل مع البعثة في تل أبيب لأنها تمثل التطبيع. وما أعظم الرؤية والرؤيا”.

اضغط على الرابط لمشاهدة التفاصيل
اضغط على الرابط لمشاهدة التفاصيل

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس