كيف يرى شباب المقاومة بجنوب كردفان حل مشكلة الحرب والتنمية؟

15
كيف يرى شباب المقاومة بجنوب كردفان حل مشكلة الحرب والتنمية؟
كيف يرى شباب المقاومة بجنوب كردفان حل مشكلة الحرب والتنمية؟

أفريقيا برسالسودان. كادوقلي : محمد الأقرع – تحريك ملف السلام وإنزاله إلى أرض الواقع، كان أولى المطالبات في المنتدى التشاوري للشباب بولاية جنوب كردفان، الذي اختتم مداولاته، (الأربعاء)، بمدينة كادوقلي عاصمة الولاية.

واتفق كل المتحدثين من لجان مقاومة المحليات المختلفة، على أن طريق التنمية يمر في بداياته عبر إحلال السلام، مشيرين إلى أن هناك العديد من مشاريع التنمية معطلة بسبب الحرب، التي أفرزت أيضاً كما يقولون، حالة سيولة أمنية في كامل الولاية.

ونظمت تنسيقية لجان المقاومة، بمشاركة حكومة ولاية جنوب كردفان منتدى المشاركات الشبابية استمر لثلاثة أيام، وجاء تحت شعار (نحو مشاركة فعالة في قضايا السلام والتنمية)، بالتعاون مع منظمة (اليونسيف) والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة (قواسم).

وشهد المنتدى، برنامجاً مكثفاً، تضمن تعريف الشباب والشابات بالإطار النظري المناسب لتحقيق أهداف المنتدى، التي شملت دراسة أسس تحقيق السلام المستدام، والنهضة والتخطيط الاستراتيجي، واختيار التوجه الاستراتيجي وصياغة الاستراتيجية، بجانب التعرف على قضايا النوع والاستماع للقضايا والتحديات الملحة التي تواجه الناس والشباب بالمحليات.

وقال المتحدث باسم لجان المقاومة بالولاية، حسن الضي، إن فكرة عقد منتدى الشباب كانت قبل خمسة أشهر، وكانت الفكرة نابعة من أن شباب السودان عموماً والولاية خصوصاً مبعدون خلال الفترة الماضية من صناعة القرار والمشاركة السياسية بشكل عام.

وبيّن أن تنسيقية المقاومة، رأت أن المرحلة المقبلة، مرحلة بناء، وبالتالي دور الشباب فيها رئيسي، مما يستوجب جمعهم وفتح باب النقاش بينهم، وبناء قدراتهم ومناقشة قضاياهم الخاصة والمشاكل بمحلياتهم.

وأوضح الضي، لـ(الحداثة)، أن هناك ورشاً تم عقدها خلال الفترة الماضية بكافة محليات الولاية لمدة يومين، وبحضور (٨٠) شاباً من كل محلية، قام هؤلاء بعد تحديد المشاكل بانتخاب (١٠) شبان وشابات من كل محلية لحضور المنتدى بكادوقلي.

فكرة المنتدى، وهي الأولى من نوعها على مستوى ولايات السودان، تهدف كما يقول الضي، لعمل استراتيجية للشباب في الولاية، تقوم المؤسسات المعنية سواء كانت وزارة الرعاية الاجتماعية أو الشباب والرياضة، بوضع الخطط على ضوئها.

يشار إلى أن المنتدى شهد مشاركة فاعلة من الحاضرين، كما قام الخبير الاستراتيجي محمد حسين أبوصالح، بمحاضرة المشاركين عن ضرورة وجود الرؤى الاستراتيجية وكيفية بنائها.

المنتدى الشبابي بجنوب كردفان، ناقش أيضاً عدداً من القضايا بدءاً من السلام، بجانب المشاكل الأخرى التي تعاني منها الولاية، مثل تكرار عمليات النهب والتفلتات الأمنية، بالإضافة إلى غياب التنمية والبنية التحتية وقضايا التعليم والخدمات، وأفرد المنتدى مساحة واسعة لمناقشة قضايا المرأة في الولاية.

ورأى المتحدث باسم لجان المقاومة، أن شباب ولاية جنوب كردفان، ذوو وضع خاص نسبة للمشاكل المعقدة مثل الحرب والمشكلة الأمنية والقبلية، مشيراً إلى أنهم الوقود والضحايا لكل ما يحدث.

وشهد المنتدى غياب الشباب من المناطق تحت سيطرة الحركة الشعبية، وحول هذه النقطة قال الضي، إن ظروف الخريف وضيق الوقت، هو سبب عدم حضور الشباب هناك، موضحاً أن العدد المستهدف (٢١٥) مشاركاً، (٤٥) بينهم من شباب مناطق سيطرة الحركة الشعبية.

وأضاف: “لكن من بين المشاركين أعضاء بالحركة الشعبية”، متابعاً: “السلام كما هو مهم للشباب في مناطق الحرب، هو أيضاً مهم لمناطق السلام”.

وأكد أن كافة الشباب وتنسيقيات المقاومة ليس لهم هدف الآن سوى السلام والإصلاح المؤسسي؛ لأن مجمع المشاكل التي تشهدها الولاية هي إفرازات للحرب.

ولخصت توصيات شباب ولجان مقاومة جنوب كردفان، في عدد من النقاط، منها إشراك الشباب في مفاوضات السلام، والتعرّف على كافة المبادرات والمشكلات التي يعاني منها المجتمع، خاصة المتعلقة بالتعايش السلمي وبناء الوطن بروح شباب، واستلهام أهداف وغايات ثورة ديسمبر.

كما شدّد الشباب المشارك، على وضع برامج ومشروعات لإذابة كل حواجز القبلية والإثنية، ورسم المستقبل المشرق. أيضاً طالبوا بأهمية التمسك بوحدة وهوية السودان، كما طالبوا الحكومة بتحمل المسؤولية الأخلاقية والوطنية تجاه الشعب، وإقامة مشروعات تنموية واقتصادية، والاهتمام بتعبيد الطرق.

توصيات المنتدى كذلك، طالبت بإجراء الحوار الشعبي وفتح المناطق للحركة الطبيعية، وشددوا على توظيف وتسكين أبناء الولاية في الوظائف.

قضايا العدالة وإنصاف الضحايا كانت حاضرة، ودعا شباب جنوب كردفان لتسليم المطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية.

أيضاً شملت التوصيات إلغاء كل التمييز تجاه النساء، وتوفير نظام مستدام لتمويل الشباب، بالإضافة لتطوير الإنتاج التقليدي ومنع التلوث الييئي بمناطق التعدين.

وأقر المشاركون بتكوين منصة للتنسيق بين شباب الولاية، وتكوين آلية لمتابعة تنفيذ التوصيات، وضمان استمرارية الحوار الشبابي.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here