أفريقيا برس – السودان. يدرك القادة العسكريون الذين لهم اليد العليا في السودان اليوم، أنهم لا يستطيعون الاستمرار من دون الحصول على الدعم الأجنبي الحيوي لإبقائهم في السلطة. لذلك، تحركوا في اتجاهين: الولايات المتحدة الأمريكية وكيان العدو الصهيوني، عبر انضمامهم إلى سيرك التطبيع المعروف باسم “اتفاقيات أبراهام” بقيادة الامارات العربية المتحدة.
آخر مستجدات هذا الملف التطبيعي، ما كشفه موقع “السوداني”، من أن وفدا سودانيا ضم عسكريين كبارا زار كيان العدو الصهيوني مؤخرا، تحت إشراف الفريق عبد الرحيم دقلو حميدتي.
فيما ذكرت تقارير أخرى أن السودان يستعد لتوقيع اتفاق لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الجاري في البيت الأبيض، بالرغم من المعارضة الشديدة في الشارع السوداني الرافض للتطبيع واتفاقية العار.
ماذا جنى دعاة التطبيع في السودان؟
لا يخفى على أي متابع، أن دعم دول التطبيع يشكل نقطة قوّةٍ للمجلس العسكري السوداني للبقاء في السلطة في مواجهة المدنيين، خاصة بعد إعلان المجلس العسكري عدائيته للمقاومة، ومصادرة أصول حركة حماس من ممتلكات وعقارات وغيرها، وتقديم خدمة مجانية للكيان الصهيوني، والأغرب من ذلك أن السودان لم يحصل على أي ثمن حقيقي في الاقتصاد مقابل صفقات التطبيع، والذي دخلها أصلا لتحسين أوضاعه الاقتصادية بوعود كاذبة من إدارة دونالد ترامب.
احتفال افتراضي بدون السودان !
فقبل أسبوعين، احتفل وزراء خارجية الإمارات والبحرين والمغرب، والكيان الصهيوني بحضور وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، أنتوني بلينكن، في اجتماع “افتراضي” بالذكرى السنوية الأولى لاتفاقات التطبيع، وبالرغم من أن السودان انضم إلى اتفاق “ابراهام)، وقدم وعوداً كثيرة، إلا أن الإدارة الأمريكية لم تهتم بالسودان، ولا بالوعود التي أغدقت عليه مقابل التطبيع، فلم تشارك بهذا الاحتفال، ما جعل حميدتي يشعر بخيبة أمل.
ثمن التطبيع
وبعد أن كان العدو الصهيوني، أحد أول الجهات التي قامت بافتتاح سفارته بالبلاد الجنوبية الجديدة، التي اقتطعت أكثر من 90 بالمئة من النفط السوداني، وإكمال إحكام قبضته على منابع النيل، يكمن الدور الذي يطمح الكيان بلعبه من خلال السودان شمالاً هذه المرة، ونهب ما تبقى من خيراته، وفي ظل الأزمة التي يعيشها السودان اليوم، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، غير المسبوقة، ولا يأمل من هذا التطبيع سوى الخروج من عزلته الدولية التي أدت إلى تحجيمه اقتصادياً بسبب الحظر الأمريكي وتصنيفه كأحد الدول الراعية للإرهاب… فهل ينتفض الشعب السوداني بوجه المطبعين قريباً؟