أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. خلال حوار مع وكالة “أفريقيا برس”، أكد رئيس حركة جيش تحرير السودان – المجلس الانتقالي بولاية نهر النيل، اللواء عزالدين إسماعيل إبراهيم “جينقا”، عزمهم القضاء على التمرد في كافة أنحاء السودان. وأضاف: “سنقاتل بكل ما نملك من قوة حتى تحرير البلاد وتنظيفها من دنس الخونة والعملاء”.
وتعهد اللواء “جينقا” للشعب السوداني بعدم سقوط مدينة الفاشر، قائلاً: “بإذن الله، الفاشر لن تسقط، ونعمل على القضاء على التمرد”.
ما هو موقف حركة جيش تحرير السودان – المجلس الانتقالي – من الوضع السياسي الحالي، وماذا يمكن أن تقدم الحركة للسودانيين؟
نحن شركاء في الكتلة الديمقراطية والتنسيقية الوطنية، ورؤيتنا بعد انتهاء الحرب هي التوجه نحو حوار سوداني-سوداني يشمل جميع الأطياف السياسية دون إقصاء، باستثناء الخونة والعملاء الذين باعوا دماء الشعب السوداني بثمن بخس. كما نؤكد أن المليشيات لن يكون لها دور في المشهد السياسي أو العسكري، مع ضرورة تكوين حكومة مدنية من الوطنيين وجيش قومي موحد، وفق توجهات رئيس الحركة القائد صلاح آدم رصاص.
أما على مستوى ولاية نهر النيل، فنحن في حركة جيش تحرير السودان – المجلس الانتقالي (T_C) نشارك في جميع النفرات الداعمة للقوات المسلحة، ومنها دعم ولاية الخرطوم ورئاسة الفرقة الثالثة في شندي والمدفعية. كما نعمل مع كافة مكونات المجتمع من عمد ومشايخ ومواطنين، ونساعد المتضررين من خريف 2024 بالدعم المادي واللوجستي. لدينا أيضًا روابط ومنظمات ومجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعم إنسان الولاية دون تفرقة، سواء كان من دارفور أو كردفان أو النيل الأزرق أو الشرق والشمال والوسط، ونقف مع كل سوداني يطرق بابنا.
كيف تقيم أداء القوات المشتركة منذ انحيازها للقتال مع الجيش؟ برأيك، هل صنعت الفارق في انتصارات الجيش الأخيرة؟
توحيد الجهود والتمسك بالقضية الوطنية، إضافة إلى التحام القوات المشتركة مع المستنفرين والبراون والشرطة وجهاز الأمن والشعب السوداني خلف قوات الشعب المسلحة، كان له دور كبير في تحقيق هذه الانتصارات.
من المهم أن يكون هناك توحيد لكل الوطنيين للدفاع عن الدولة السودانية ضد العدوان الغاشم، لتحرير كل شبر من أرض السودان من دنس قوات التمرد ومليشيا الجنجويد، وكل من يتآمر أو يفكر في غزو السودان. شجاعة أبناء الشعب السوداني وبسالتهم في تقديم دمائهم دفاعًا عن سيادة وكرامة الشعب السوداني وقيادته كانت ولا تزال مفتاح هذه الانتصارات.
هل انسحاب القوات المشتركة والجيش خلال 48 ساعة من الفاشر مؤشر لسقوط المدينة؟
الفاشر، بإذن الله، لن تسقط. شباب ونساء الفاشر، إلى جانب حركات الكفاح المسلح، يقاتلون بشراسة ويحققون انتصارات يومية، مكبدين المرتزقة والميليشيات خسائر فادحة. على الرغم من أن قوات دقلو الإرهابية، بدعم من دول خارجية منذ عامين، حشدت آلاف المرتزقة للسيطرة على الفاشر، إلا أنه تم إفشال أكثر من 171 هجومًا على المدينة. وقد هلك في محور الفاشر عدد كبير من قيادات الميليشيا البارزين.
أما المهلة التي زعمت الميليشيا تحديدها فهي مجرد بروباغندا إعلامية على منصاتهم المزيفة، هدفها تضليل الرأي العام والتقليل من انتصارات الجيش والقوات المشتركة. الميليشيا باتت منهكة، وقواتها الضاربة انتهت. الحديث عن هذه المهلة لا يعدو كونه “فرفرة مذبوح”، تحاول من خلالها الحفاظ على الدعم الخارجي من دولة الشر، الإمارات.
في حال سقوط الفاشر، برأيك هل تتجه قوات الدعم السريع لتشكيل حكومة في الإقليم ومن ثم التمهيد للانفصال؟
هذه الميليشيا فاشلة على جميع المستويات، سواء العسكرية أو السياسية. تحاول إسقاط الإقليم لإرضاء داعميها الإقليميين، وعلى رأسهم دولة الإمارات العربية المتحدة وحلفاؤها المدنيون. ورغم الاجتماعات الموسعة التي يديرونها لإنقاذ ما تبقى من الميليشيا، إلا أنهم لن يتمكنوا من إسقاط الفاشر أو السيطرة على إقليم دارفور بأكمله.
كما أن فكرة تشكيل حكومة ليست في مقدرتهم؛ فلو كان ذلك ممكنًا لكانوا قد فعلوها منذ لحظة دخولهم ولاية الجزيرة. الميليشيا أشبه بالصفيح الفارغ، تصدر الكثير من الضجيج دون أي إنجاز حقيقي. حربهم تعتمد أكثر على الإعلام المزيف منها على الواقع.
اتهامات لقيادات من “تقدم” بمشاركتهم في اجتماع بكينيا مع الدعم السريع لتكوين حكومة موازية.. كيف تعلق على هذا الأمر؟
في تقديري، هذه الحكومة ماتت قبل أن تولد. القوة المدنية “تقدم” تعاني من خلافات دائمة داخل صفوفها، خاصة فيما يتعلق بتشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة مليشيا آل دقلو الإرهابية. هذه القوى لا تمتلك أي سند شعبي، بالإضافة إلى أن المليشيا نفسها لا تلتزم بالعهد والمواثيق، وقد تنقلب على القوة المدنية في أي لحظة.
وفي حال تأكد مشاركة القوة المدنية في هذه الاجتماعات، فإن ذلك يعني نهاية وجودها السياسي في السودان.
انتصارات عديدة للقوات المشتركة في محور الصحراء واستبسال في الفاشر.. هل القوات المشتركة ستنهي الدعم السريع في السودان؟
أولاً، نهنئ الشعب السوداني على الانتصارات العظيمة التي تحققها القوات المسلحة والقوات المشتركة والمستنفرين في محور الصحراء، خاصة في منطقتي الزرق والمالحة.
هذا عهد قطعناه لقيادات القوات المسلحة وللشعب السوداني: سنقاتل بكل ما نملك من قوة حتى تحرير كل شبر من أرض الوطن وتنظيفه من دنس الخونة والعملاء المرجفين. وسنعمل على القضاء على كل من يتمرد على الدولة حتى يصبح السودان خالياً من مليشيا الجنجويد.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس