آلية المبادرة.. دم حمدوك يتفرق بين الخلافات !!

43
قال إن الوقت حان لرد الجميل .. حمدوك يؤكد التواصل مع تعقيدات الملف الإثيوبي

بقلم : خالد الفكى

أفريقيا برسالسودان. رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، أطلق مبادرته، (الأزمة الوطنية وقضايا الانتقال _ الطريق إلى الأمام)، والتي قال إنها تستهدف جمع شتات الصف الداخلي بمختلف مكوناته وإيجاد الحلول لمشكلات فترة الإنتقال تمهيداً بإيصالها للخواتيم السعيدة بإجراء السباق الإنتخابي كإستحقاق ديمقراطي يؤسس للدولة المدنية السودانية الحديثة. ولكن ثمة تقاطعات وخلافات برزت بشأن آلية تنفيذ المبادرة ليرى مراقبون أن دمها يتفرق بين تباعد وجهات نظر الشركاء خاصة الحاضنة السياسية في ظل ترقب المكون العسكري لمخرجات هذه المبادرة.

تقصي وتجني

عبدالله حمدوك قال أن آلية المبادرة، ليست جسماً دائماً، وإنما هي آلية مؤقتة لإنجاز مهام محددة في فترة شهرين بغرض الوصول لاتفاق حول القضايا المطروحة. وأضاف” أن المُبادرة وتكوين الآلية أثار تساؤلات كثيرة بعضها بغرض الاستفهام والبحث والتقصي والبعض الآخر من موقع الاتهام والتجني”.

يذكر أن العضوية المُعلنة للآلية هي 71 عضوا، اعتذر خمسة أشخاص عن عضويتها فصار العدد 66، وعقدت اجتماعات حضر منهم ٥٣ حضورياً وعضوان عبر تقنية “الزوم”، وقدم خمسة أعضاء اعتذارهم لوجودهم خارج الخرطوم.

عبد القيوم عوض السيد،، رئيس المجلس المركزي لحزب المؤتمر السوداني

بالمقابل رئيس المجلس المركزي لحزب المؤتمر السوداني، عبدالقيوم عوض السيد، قال لـ ’’ أفريقيا برس’’، أن حمدوك حاول التدخل في المشهد السياسي بعد التشظي والخلافات بين مكونات الثورة. وأشار عوض السيد لمحاولات الرجل لترميم شق صف الحاضنة السياسة، من جانب والتنافر العكسري المدني، مُضيفاً” دون شك هناك تقاطعات بين القوى العسكرية ذاتها، لذا أطلق حمدوك رسالة إليها”. وأكد أن تدخل حمدوك لرأب خلافات القوى المدنية والعسكرية خطوة محمودة وتنطلق من روح الثورة، وتابع “بحكم منصب رئيس الوزراء يقوم حمدوك لإنجاح الفترة الانتقالية وتماسك مؤسساتها”.

وكان حمدوك قد شدد بأن الآلية ليست حاضنة سياسية جديدة أو حزباً أو كتلة سياسية ولا هي بديل عن المجلس التشريعي أو الحرية والتغيير أو أي جسم آخر. كما قال أنها لا توفر ولا ترشح لوظائف ولا تحقق أي منافع شخصية لعضويتها. الناطق الرسمي باسم اللجنة الفنية للمبادرة، رشا عوض، تُشير بأن الآلية تدرس وتأخذ بعين الاعتبار كل الملاحظات والتحفظات التي رشحت حولها، وتدارك كافة الأخطاء، والاتصال بكل الجهات التي ترى أنها لم تمثل.

مصالحة الإسلاميين

رئيس قطاع العاصمة بحركة كوش، ممدوح طاهر، يقول لـ “أفريقيا برس”، أن المبادرة تعبر خطوة جيدة لجمع وتوحيد رابطة القوى السياسية السودانية، وحل مشكلات البلاد. طاهر أعاب ماوصفه بـ “تدوير عناصر وقيادات للنظام البائد”، ورأى مشاركتهم في لجان المبادرة محاولات لعقد مصالحة مع الاسلاميين والذي إنقلب عليهم الشارع السوداني بثورة ديسمبر.

ويقول حمدوك إن عملية الاختيار لم تكن سهلة، وأن الصراعات القبلية والإثنية ساهمت في تعقيد عملية الاختيار وتمثيل بعض المناطق. رشا عوض تؤكد بإنه يجب أن لا تكون الآلية نفسها هي محور انقسام خاصة وأنها لتقديم الافكار المتعلقة بالتحول الديمقراطي وليست لها أي صلاحيات تنفيذية والعمل فيها عمل طوعي.

وأعلن طاهر أن حركة كوش ترفض جملاً وتفصيلاً المشاركة في مسارات المبادرة، مُطالباً بإعادة هيكلتها ووضعها على جادة طريق الثورة.

بالمقابل عضو آلية تنفيذ مبادرة حمدوك، بشرى الصائم، يوضح أن حمدوك يفلح في حصد النجاح للمرة الثانية بعد طرح المبادرة، بيد إنه لفت لخلافات حول مسار الآلية وعدم وجود تمثيل لقطاعات الثورة الحية.

ويُشير موقع ’’ أفريقيا برس’’، إلى إنه تم تكوين عدد من فرق العمل لوضع مقترحات لمعالجة القضايا التي أثيرت بشأن عمل الآلية والاختيارات التي تمت لعضويتها.

رئيس المجلس المركزي لحزب المؤتمر السوداني، عبدالقيوم عوض السيد، أكد لـ “أفريقيا برس”، وجود إرتياح كبير في أوساط القوى السياسية وان جاءت المبادرة متآخرة. وقدم نقداً لعدم التشاور في إجراءات التنفيذ وتشكيل عضوية الآلية خاصة الحاضنة السياسية لذا برزت هذه التحفظات والاعتذارات من البعض. ويعتقد أن هذه الانسحابات تهدم ولا تبني كما إنه يمكن إيجاد معالجات لمشاركات إدارة أهلية ورموز للنظام السابق في آلية تنفيذ المبادرة. ويرى أن الانسحابات تمت على مواقف عقائدية وهي مضرة، حاثاً على الموضوعية والتعلق بروح التماسك الجماعي.

وتقول رشا عوض أن الآلية تتفهم الحسابات والتقديرات المختلفة للأشخاص، مؤكدةً أن كافة المختارين تم الاتصال بهم وأبدو موافقتهم على الانضمام، ولكن لتقديرات لاحقة عقب الإعلان قرروا أن يعتذروا.

مبررات حمدوك

حمدوك يعتقد إن من مصلحة قوى الثورة والتغيير ضمان انضمام كل الفئات الاجتماعية المؤثرة التي ترغب في الانتقال وتدعمه، لصفوف الجماهير الساعية للتغيير، وألا تتركها نهباً لخصوم الثورة وأنصار التمترس في القديم.

بشرى الصائم، عضو آلية تنفيذ مبادرة حمدوك

عضو آلية تنفيذ مبادرة حمدوك، بشرى الصائم، لم يتردد في القول أن هناك إنحيار واضح للشركاء الثلاثة والذي يشمل الإئتلاف الجديد (حزب الأمة والجبهة الثورية والمجلس المكزي للحرية والتغيير).
وأفاد أن عدد تمثيلهم يصل لربع العدد الكلي لأعضاء الآلية البالغ 72 شخصية، موضحاً “الشركاء هم السبب في طرح المبادرة لفشلهم في وضع المعالجات لإشكالات الفترة الانتقالية”. واستنكر الصائم تدخل حمدوك في عمل الآلية باختيار قيادة العمل مما يشير لاستجابة غير معلنة لتوجيهات ورغبات رئيس مجلس الوزراء. كما أعاب اختيار رئيس الآلية من حزب الأمة رغم أنها قومية حيث كان يجب إختيار شخصية قومية وبعيد من الإنتماءات.

وكشف عن طرح مقترحات تتعلق بإعادة هيكلة الآلية وتصحيح مسار العمل من خلال تكوين لجان داخلية في هذا الصدد، ويشمل هذا النظر في حسم أمر عناصر النظام السابق المشاركة في الآلية. ومضي للقول ” هناك عقبات إجرائية يجب حسمها حتى نمضي في العمل بشكل سليم بعيد عن إختلافات الرأي التي ربما تكون قد فرقت دم مبادرة حمدوك.

وأعلن عن اضافة بندين للمبادرة تتعلق بالصحة والخدمات والسلام والمرحلة الانتقالية خاصة ماتبقي منها المتعلق بقضايا التحول الديمقراطي وتشمل التعداد السكاني والمؤتمر الدستوري، و الدستور وقانون الانتخابات. وأكد أن هذا يتطلب مشاركة كافة السودانيين بمن فيهم عناصر المؤتمر الوطني لكونهم سودانيين وليس حزبهم المحلول قانونياً.

ويوضح حمدوك إن التشاور مع المكون العسكري لم يتوقف، وأنهم ظلوا على اطّلاع مستمر بتطورات المبادرة وأشاروا لضرورة أن تتضمن المبادرة إشارات لعملية التحول الديمقراطي وكيفية مواجهة صعوباتها وقضايا الانتقال.

عبدالقيوم عوض السيد، يضيف قائلا ” الحياة لابد أن تستمر رغم مواقف الكثيرين من قضايا تتعلق بالفترة الانتقالية، مشيراً للمضي في معالجة اشكالات راهنة يقود لمسارات التحول الديمقراطي وصولاً للانتخابات. وأردف قائلاً ” أي متطرف في رأيه سيأتي في نهاية فترة الانتقال ويجد أنه لا خيارات”.

عوض السيد يقول أنه من الطبيعي أن لا تسير فترة الانتقال بكل سلاسة كما يتوقع الناس، لافتاً لعقبات داخلية وإقليمية ودولية تقف في الطريق. فالجذر الأساسي للأزمة سياسي، كما يرى حمدوك، حيث أنه يشدد على أنه لا يمكن حل المشكلة الاقتصادية دون معالجة الأزمة السياسية. وأشار لما واجهته تجارب الانتقال في كثيرٍ من دول المنطقة من صعاب وتحديات مما أدى لانهيارها.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here