الخرطوم وأديس أبابا، تعزيزات عسكرية بعد فشل الجهود الدبلوماسية

45

بقلم : بدرالدين خلف الله

أفريقيا برسالسودان. كشفت مصادر عسكرية أن أثيوبيا دفعت بحشود عسكرية جديدة في منطقة الفشقة الحدودية التي تتنازع عليها مع السودان. وبحسب مصادر عسكرية لـ “أفريقيا برس” فإن الحشود الإثيوبية تأتي بغرض استعادة الأراضي الزراعية السودانية التي سيطر عليها الجيش السوداني في مناطق حول محلية باسندة تقدر بنحو 30 ألف فدان. وأضافت المصادر أن القوات الإثيوبية التي تمركزت حول مستوطنتي قطراند وشاي بيت هي لإسناد ودعم عسكري لمواجهات قادمة محتملة. وتعد الحشود هي الثانية من نوعها بعد أن وصلت الحلول الدبلوماسية والسياسية نحو طريق مسدود وظلت حالة الاستعداد العسكري هي المسيطر على مشهد الشريط الحدودي بين البلدين. وفي الطرف الآخر دفع السودان بتعزيزات عسكرية وأمنية حيث قرر مجلس الأمن والدفاع بالسودان إرسال دفعة عسكرية إضافية لتعزيز الوجود الأمني بالفشقة وبسط سيطرته على المنطقة.

جهود سابقة

وفشلت العديد من المبادرات لوقف التوتر العسكري بين البلدين وفي الشهر الماضي سحبت دولة الإمارات العربية المتحدة مبادرتها الخاصة بحل الأزمة والمتمثلة في استثمار الأراضي الزراعية المتنازع عليها بين البلدين بيد أن المبادرة وجدت اعتراضاً كبيراً من بعض مكونات الحكومة الانتقالية في السودان ووصفها بعض المراقبين بأنها تمس سيادة السودانية وتغض الطرف عن الاعتراف بسودانية الأرض محل النزاع.

غياب الحل

المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية محمد علي فزاري

يشير المحلل والباحث في العلاقات الدولية محمد علي فزاري أن تعزيزات الحشود العسكرية للسودان وأثيوبيا في منطقة الفشقة الحدودية يأتي بعد أن فشل الحل السياسي والدبلوماسي لأزمة الحدود بين البلدين. واعتبر تعزيزات أثيوبيا العسكرية نوع من المراوغة السياسية ورسالة لتأكيد وجودها في المنطقة. ووصف لموقع “أفريقيا برس” تعزيزات الخرطوم بالطبيعة رداً على استفزازات الجانب الأثيوبي. وكشف عن سيطرة الجيش السوداني عن منطقتي الفشقة الكبرى والصغرى. وأوضح أن ما تبقي للجانب السوداني هو منطقة واحدة لاستردادها من القوات الأثيوبية واعادتها إلى الأراضي السودانية. واستعد محمد علي أن الحشود العسكرية للجانبين السوداني والاثيوبي أن تكون بداية حرب لجهة أن أي حرب سيكلف البلدين والمنطقة تكاليف وخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، بيد أنه اعتبرها شرارة قابلة للانفجار في أي وقت.

مرحلة صعبة

الخبير العسكري اللواء ركن مهندس عبد الرحمن الأرباب مرسال

و يرى الخبير العسكري اللواء ركن مهندس عبد الرحمن الأرباب مرسال أن كل من السودان وإثيوبيا يمران بأوضاع اقتصادية متشابهة من الظروف المعقدة. وأعتبر ان إلحشود الإثيوبية العسكرية في الحدود هي محاولة إثيوبية لتبيض وجهها أمام مواطنيها في ظل الظروف التي تمر بها كما أن السودان يريد إرجاع أراضيه التي احتلتها إثيوبيا في الوقت السابق. واتفق مرسال مع ماذهب إليه محمد علي في إن الحشود العسكرية لن تقود إلى حرب في الوقت الحالي مشيرا إلى أن السودان أيضا يمر بمشاكل اقتصادية وحكم انتقالي.

أجندة خارجية

ونبه الخبير العسكري مرسال إلى مسألة خطيرة وهي أن جهات خارجية تحاول استنزاف البلدين لأن الحشود العسكرية في الحدود تحتاج إلى أموال طائلة ولم يستبعد إسرائيل ودول لها أجندة تقف وراء ذلك بتعقيد علاقة البلدين. واضاف مرسال انه ومهما طال الزمن فلابد للطرفين من الجلوس للتفاوض لحل المشاكل بينهم علما بأن السودان وهو طرف في النزاع يحاول استراد أراضيه فقط. وتابع ” إذا كانت إثيوبيا متضررة لذهبت بالقضية إلى مجلس الأمن والاتحاد الأفريقي لكنها لم تفعل لعلمها بأن الأراضي سودانية. ورأى مرسال أن يعمل البلدين على حسن الجوار وتحسين العلاقات بينهما.

وشهدت حدود البلدين عمليات عسكرية بدأت منذ نوفمبر الماضي وأعلن السودان قبل شهور أنه استعاد معظم الأراضي التي كانت تسيطر عليها مليشيات إثيوبية، مؤكدا أنه نشر قواته في المناطق التي بسط سيطرته عليها.

فشل

الكاتب الصحفي السماني عوض الله

و يقر الكاتب الصحفي السماني عوض الله بأن أديس أبابا والخرطوم فشلا فشلاً ذريعاً في التوصل لحل أزمة الحدود بينها بالطرق الدبلوماسية والسياسية. وقال لموقع “أفريقيا برس” إن الدبلوماسية لم تلعب دورا إيجابيا في ايجاد حلول لاعادة العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين كما كانت عليه في السابق. ويفترض عوض الله أن يكون لمفوضية الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة دورا بارزا في حل النزاع الحالي. وطالب الدولتين باللجوء للتحكيم الدولي لوضع حد للنزاع في منطقة الفشقة. ولفت إلى عدم رغبة البلدين في الدخول في مواجهات حرب مباشرة. واستبعد أن تحل المبادرات التي تم طرحها لحل النزاع لجهة أن الأمر متعلق بسيادة الدولتين.

ارتباط وثيق

وربط عوض الله نزاع الحدود بقضية سد النهضة الأثيوبي وقال إذا لم تحل قضية سد النهضة بين مصر والسودان وأثيوبيا سوف تستمر أزمة توتر الحدود بين الخرطوم واديس أبابا باعتبار أن أثيوبيا تتخذ نزاع الحدود كوسيلة ضغط على السودان حتى تمضي في بناء وملء السد الثاني في يوليو المقبل.

وعلى مدى أشهر تصاعد الخلاف بين البلدين بالتصريحات والتهديدات وتتمسك كل من الخرطوم وأديس أبابا بتبعية المناطق الحدودية المتنازع عليها لها ، رغم استبعادهم الدخول في حرب.

ولا زال الجيش السوداني يهيمن على أراضي الفشقة الزراعية التي استردها في نوفمبر الماضي من مليشيات ومزارعين إثيوبيين ظلوا يفلحونها منذ العام 1995.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here