تحركات سودانية ومخاوف مصرية، وسط عجز دولي في تسوية ملف سد النهضة

69

بقلم : بدرالدين خلف الله

أفريقيا برسالسودان. مبادرات إقليمية ودولية وتحركات منفردة تقودها دولتي المصب “السودان ومصر” لصد الجارة أثيوبيا عن مواقفها وتمسكها بالملء الثاني لسد النهضة الأثيوبي في يوليو المقبل. كل تلك المحاولات لم تنجح حتى الآن في تقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث في اتفاق عادل وملزم بشأن سد النهضة الأثيوبي. ويستبعد مراقبون التوصل في الوقت الراهن لأي اتفاق ثلاثي لجهة أن الجارة أثيوبيا ستذهب في طريق التمسك بمواقفها وتعلب على عامل الزمن حتى تتمكن من عملية الملء الثاني وتفرض السودان ومصر على سياسة الأمر الواقع.

جولة أفريقية

وفي ظل الجمود الذي يعتري مفاوضات سد النهضة ووصوله إلى طريق مسدود؛ استهلت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي زيارة أفريقية ثانية لدول نيجيريا وغانا والسنغال والنيجر لكسب تأييد موقف السودان الداعي إلى ضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة.

خلاف سوداني

وأشارت مصادر خاصة لموقع أفريقيا برس أن هناك عدم توافق داخل المكون الحكومي حول موقف السودان بشأن سد النهضة. وبحسب المصادر فإن رئيس مجلس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك يرفض التلويح بتهديد أثيوبيا. ويشير المصدر أن حمدوك لمس ضمانات بعدم تأثير سد النهضة على السودان. ويلفت المصدر أن الرفض والتهديد السوداني لإثيوبيا يقوده المكون العسكري في مجلس السيادة.

تحركات إيجابية

توقع الكاتب الصحفي المهتم بقضة مياه النيل خالد هاشم أن تنجح تحركات السودان ومصر تجاه عدد من الدول الأفريقية لشرح موقفهم بشأن سد النهضة وكسب تأييد ودعم أفريقي. وقال هاشم لموقع أفريقيا برس إن من شأن التحركات الأفريقية خلق مبادرات وتدخلات من شأنها حل أزمة سد النهضة الأثيوبي.

إهدار للوقت

بيد أن الباحث والمحلل السياسي عثمان آدم شريف يصف الجولة الأفريقية التي تقوم بها وزيرة الخارجية السودانية بأنها إهدار للوقت. وقطع بأن الجولة الأفريقية لشرح موقف السودان لن تفضي الى نتائج ايجابية. ويقول شريف لموقع أفريقيا برس إن أثيوبيا استفادت من الصراع الذي يدور في المنطقة حيث استفادت من عامل الزمن مما جعلها تتمسك بعملية الملء الثاني لسد النهضة. ويؤكد هاشم أن كل الوساطات الدولية قد فشلت في ارغام أثيوبيا للتراجع عن موقفها حيث ترفض أثيوبيا التوقيع على أي اتفاق قانوني ملزم لها في تشغيل وإدارة سد النهضة.

ضغط أمريكي

بعد زيارته إلى مصر.. المبعوث الأمريكي يزور السودان لإجراء محادثات بشأن سد النهضة

ويشير هاشم إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية اتخذت الأسبوع الماضى خطوات فعلية للضغط على حكومة رئيس الوزراء الأثيوبي أبي أحمد منها فرض عقوبات على شخصيات إثيوبية وارترية ذات صلة بنزاع تغراى ومتهمة بارتكاب جرائم ذات صلة بالنزاع الدائر فى الإقليم منذ ديسمبر الماضى كما هددت الولايات المتحدة بالتحرك داخل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لحرمانها من التمويلات التي تقدمها المؤسستان للمشروعات التي تقوم إثيوبيا بتنفيذها وهي مشروعات حيوية بالنسبة لها ووقف التمويل الدولي لها يعجل بايقافها.

ويرى أن الضغط الأمريكي يهدف لوقف حرب إقليم التغراي و إجبار رئيس الوزراء الاثيوبى أبي أحمد على وقف سياساته التي تهدد الأمن الداخلى لاثيوبيا والأمن الإقليمي عبر قضية سد النهضة التي يمكن تفجر حرب مياه بين إثيوبيا و مصر والسودان.

و يرى شريف أن التحرك الأمريكي تجاه سد النهضة يعمل على ايجاد نقطة التقاء بين الاطراف الثلاث. ويؤكد أنه سيضغط على الجانب الأثيوبي للتتعامل بجدية مع أزمة سد النهضة. ومن المتوقع أن يعود المبعوث الأمريكي جيفري فيلتمان إلى لقاء قادة الدول الثلاث مرة أخرى نيابة عن الرئيس الأمريكي جو بايدن، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن.

وكان المبعوث الأمريكي للقرن الإفريقي قد ناقش مع قادة الدول الثلاث، في جولته السابقة استئناف المفاوضات تحت رعاية الاتحاد الإفريقي واستئنافها على وجه السرعة، بناء على إعلان المبادئ الموقع عام 2015.

ويتمسك كل من السودان ومصر باتفاق شامل وملزم حول آليات وتشغل السد قبل البدء في تنفيذ الملء الثاني. أما أثيوبيا فتنفي، من جهتها، أن يكون لعملية الملء الثاني أي أضرار محتملة على دولتي المصب، وتؤكد أنها تحمي السودان من مخاطر الفيضان وسط تمسك بالوساطة الأفريقية فقط في المفاوضات بين الدول الثلاث.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here