تشكيل الحكومة السودانية.. هل بات وشيكا؟

341
تشكيل الحكومة السودانية.. هل بات وشيكا؟
تشكيل الحكومة السودانية.. هل بات وشيكا؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. مايقارب العام على سيطرة الجيش على السلطة المدنية في السودان، في وقت مازالت فيه البلاد تعيش في فراغ دستوري كاد يعصف بالفترة الانتقالية، الأمر الذي جعل المتابعين للراهن السياسي، يطالبون بتشكيل حكومة من كفاءات مستقلة لسد ذات الفراغ الذي يملؤه الجيش حاليا، بجانب انتشال البلاد من الواقع الاقتصادي المتردي. وربما ضغوط دولية ومحلية جعلت العسكر يسارعون لتشكيل حكومة ترضي الشارع السوداني الذي مازال يحلم بتحقيق أهداف ثورته السلمية التي مهرها بدماء شبابه، وفي سبيل ذلك كشفت تقارير صحافية، عن تشكيل حكومة كفاءات هذا الاسبوع، وقالت صحيفة الجريدة السودانية؛ إنّ القيادات المرشحّة ليس لديها انتماء سياسي صارخ، وليس لديها مواقف مأزومة وبعيدة عن المحاصصة الحزبية، ولم تستبعد دوائر أخرى أنّ يتمّ تشكيل حكومة أمر واقع حال فشل القوى السياسية في التوافق على الحكومة المدنية التي ينتظر أنّ تعلن قبل الخامس عشر من أكتوبر الجاري، ووفقًا لمصادر الصحيفة، فإنّ التيجاني السيسي أبرز المرشحين لتولي منصب نائب الوزراء بجانب إمكانية عودة عبد الله حمدوك لذات المنصب.. ليبقى السؤال؛ هل بات تشكيل الحكومة وشيكا؟ وهل ثمة عقبات تواجه عودة حمدوك بعد التأكيدات المتكررة بعودته لرئاسة مجلس الوزراء؟

سجلات ناجحة

مجدي عبدالقيوم كنب، الأمين السياسي لحركة “حق” وقيادي في قوى الحرية والتغيير

ويرى عضو المكتب السياسي لحركة “حق” مجدي عبدالقيوم كنب في حديثه لموقع “أفريقيا برس”؛ أن المشهد السياسي الحالي بكل تفاصيله بشيء بأن أمر تشكيل الحكومة قاب قوسين أو أدنى، مضيفا “لا شك في ذلك فكل الفاعلين السياسيين طرحوا افكارهم في مواثيق وإعلانات سياسية ومشاريع مرجعيات دستورية حاكمة للانتقال وليس عصيا على المتابع ان يستخلص من كل هذا ما يمكن ان يشكل خارطة طريق للخروج بالبلاد من النفق. وبشأن ما يتصل بعودة حمدوك فالرجل بحسب كنب له سجل نجاحات مشهودة في فترة حكومتيه وهو ولا شك يتمتع بكفاءة عالية إضافة إلى تأييد القطاع الاعرض من الشعب السوداني من غير المنتمين سياسيا وهذا هو المحك وقطاع واسع من السياسيين المنتمين فكريا لذلك بحسب كنب فان عودته تمثل مكسبا كبيرا فالرجل قدم رؤية لاعادة اعمار الدولة واوجد تمويلا لمشاريع البنية التحتية وربما عودته رهينة محددات موضوعية اكثر منها ذاتية .وبشأن عقبات عودة حمدوك يقول كنب “إذا كان من عقبة فهو الصراع السياسي على السلطة الانتقالية بين القوى السياسية وهذه بالضرورة ينبغى تجاوزها بحكومة الكفاءات المستقلة خاصة في ظل تجربة ضعف اداء الجهاز التنفيذي جراء ضعف أغلب العناصر التي تولت الحقائب الوزارية في حكومتي حمدوك والتي قدمتها الاحزاب”، مؤكدا إنه ليس فى تجربة هذه القوى ما يشفع لها فهذه يقول كنب “دولة مأزومة بحاجة لرجال دولة حقيقيين وليس ناشطين سياسيين”.

ورطة حمدوك

عبلة كرار ، قيادية في حزب المؤتمر السوداني وقوى الحرية والتغيير

وتذهب القيادية بحزب المؤتمر السوداني عبلة كرار، بعيدا عن حديث “كنب”، إذ تقول لموقع “أفريقيا برس”؛ “لا علم لي البتة عن تشكيل اي حكومة وعلى أي أسس سيتم تشكيل هذه الحكومة؟”، وترى عبلة أن الدكتور عبد الله حمدوك لايمكن أن يورط نفسه مرة أخرى في المشاركة في حكومة تشكل ضد إرادة الشارع السوداني وكذلك المجتمع الدولي، مشددة على ضرورة أن يسبق تشكيل أي حكومة إعلان سياسي تتوافق عليه القوى السياسية والمهنية وتتحقق كل المطالب بخروج المؤسسة العسكرية من الحياة السياسية والاقتصادية، واستئناف مسار التحول المدني الديمقراطي، منبهة إلى أن شهر اكتوبر يمثل شهرا ذا خصوصية عند السودانيين، ففيه تقول عبلة انقلب البرهان ضد ارادة ثورة ديسمبر وفيه انتصرت ثورة أكتوبر العظيمة لذلك لايمكن أن تمر في هذا التوقيت اي قرارات ضد ارادة السودانيين.

بالونة اختبار

محيي الدين محمد محيي الدين، محلل سياسي سوداني

في هذا الصدد، يقول المحلل السياسي، محيي الدين محمد محيي الدين، لموقع “أفريقيا برس” إن تشكيل الحكومة بات وشيكا على اعتبار أن هنالك تقارب في وجهات النظر بين الحكومة وعدد من القوى السياسية بالداخل، فضلا عن وصول للمجتمع الدولي لقناعة تقتضي ضرورة تشكيل حكومة حتى لو كانت حكومة أمر واقع تدير ماتبقى من فترة الانتقال وترتب للانتخابات، لذلك بحسب محي الدين فإن تشكيل الحكومة وارد. وبشأن عودة حمدوك لرئاسة مجلس الوزراء مرة أخرى؟ يقول محيي الدين، إن حظوظ عودة حمدوك ليس كبيرة لعدة أسباب أهمها إن الاتفاق الذي وقعه مع البرهان السابق لم يجد قبول وتم شيطنة الرجل وخلق رأي عام مناوئ له، وعليه بحسب محيي الدين فإن الحديث عن عودة حمدوك، يعد جزء من محاولات جس النبط وبالون اختبار لقياس الرأي العام، ويضيف “كذلك تعيين السيسي نائبا له ايضا محاولة لقياس وجهات الراي العام”. وقال محيي الدين “إن عاد حمودك أو لم يعد فإن الوقت مناسب لتشكيل حكومة أمر واقع تدير ماتبقى من الفترة الانتقالية”، ونبه إلى أن حمدوك كان يشتكي من الحاضنة السياسية التي لم تقدم له رؤية سياسية واضحة، ولم تقدم له الدعم الكافي، ويقول محي الدين “إن كان الأمر بهذه الطريقة في ظل اعتراف داخلي وخارجي بأن قحت تمثل التيار الثوري في ذلك الوقت فما بالك بهذا التوقيت الذي فيه عدد من التيارات السياسية المتباينة في توجهاتها وفي رؤيتها”، مشيرا إلى أنها واحدة من العقبات التي تواجه عودة عبدالله حمدوك، وأضاف “كذلك من العقبات أن المشهد السياسي تشكلت في أربعة كتل كبيرة وصعب أن تقبل بشخص حمدوك لما يمثله من خلاف واضح حول مقدراته وشخصيته في إدارة البلاد سيما في ظل هذا الوضع المتأزم”، وختم محيي الدين حديثه قائلا “لا اتوقع عودة حمدوك وان نسبة إمكانية عودته للمشهد السياسي ضئيل جدا خاصة بعد تقديم استقالته والتي كان بسبب الضغوط التي تعرض لها عليه من القوى السياسية والتي لاتزال تشيطنه ، بجانب ما افرزته من استطلاعات الراي العام من تهدور شعبيته بشكل كبير وسط قطاعات الشباب والمواطنين مما يجعل حظوظ عودته ضعيفة جدا”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here