في جولتها الجديدة، هل تتخطى مفاوضات الحكومة والحلو عقبة العلمانية؟

36

بقلم : بدرالدين خلف الله

أفريقيا برسالسودان. استكمالا لجولة اتفاق المباديء السابق، انطلقت في جوبا عاصمة جنوب السودان  مفاوضات السلام بين الحكومة السودانية و”الحركة الشعبية شمال” بقيادة عبدالعزيز الحلو، برعاية دولة جنوب السودان. تميزت الجولة الثانية بمشاركة واسعة تمثلت في رئيس المجلس السيادي السوداني الفريق عبدالفتاح ورئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك بجانب رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت. وشهدت الجلسة الافتتاحية للمفاوضات مشاركة المبعوث الأمريكي دونالد بوث بجانب رئيس بعثة الأمم المتحدة بالسودان “يونايتامس” فولكر بيترس إضافةً لوفدي التفاوض.

بحسب مراقبين فإن جولة المفاوضات التي تستمر لمدة أسبوع ستشهد ملفات شائكة ومعقدة على رأسها قضية علمانية الدولة التي ستشكل بحسب رأيهم معضلة كبرى في إحراز أي اتقدم وسبق أن أثارت جدلاً ورفضا واسعاً من تيارات إسلامية وحزبية في السودان.

رغبة في الاتفاق

وفشلت جولات سابقة قبل أن يوقع الجانبان على اتفاقية إعلان مبادئ في مارس الماضي والتي نصت على فصل الدين عن قضايا الدولة، وحيادية الدولة في القضايا الدينية، وكفالة حرية المعتقدات وألا تتبنى الدولة أي ديانة لتكون رسمية في البلاد.

في الجولة الحالية أبدى عبدالعزيز الحلو قائد الحركة الشعبية شمال بعزمه الوصول إلى تسوية سليمة تخاطب جذور المشكلة في السودان”. بيد أن الكاتب الصحفي ورئيس تحرير موقع الساقية برس معتصم الشعدينابي استبعد أن يتم التوصل إلى اتفاق في وقت قريب. وأشار في حديثه لموقع أفريقيا برس أن الفريق شمس الدين الكباشي الذي يقود التفاوض الحكومي الحالي سبق وأن اعترض على قضية العلمانية التي أقرها إعلان المبادي.

جولات شاقة

وتوقع الشعدينابي أن تكون جولات التفاوض شاقة و لفترات طويلة. وقال إن المفاوضات ستكون لكسب الوقت فقط دون إحراز نتائج ملموسة. وعلل ذلك بتباعد المواقف بين الطرفين رغم عدم الاختلاف في القضايا الأساسية.

دعوة للسلام

شدد رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان في الجلسة الافتتاحية للمفاوضات على أن السلام هو مستقبل الأجيال القادمة التي قادت التغيير في السودان وطالب المجتمع للاهتمام به. وتابع: “يجب أن نعمل سويا لتحقيق هذه المستقبل، وقد أتينا إلى المفاوضات لتحقيق السلام وإكمال ما تم من سلام مع الحركات الأخرى”. وأضاف : “نتمنى أن يلحق عبد الواحد نور بالتغيير الذي حدث في السودان، ونريد أن نتشارك لبناء البلاد”.

ضغط دولي

ويرى الكاتب الصحفي أنور التكينة أن مفاوضات الحكومة الانتقالية مع عبدالعزير الحلو قائد الحركة الشعبية شمال سوف تتوج باتفاق رسمي. ويشير في حديثه لموقع أفريقيا برس أن السلام أصبح من المطلوبات الدولية لاسيما بعد رفع الحظر الأمريكي المفوض على السودان من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. ولفت التكينة أن الضغط الدولي أصبح يشكل عاملاً مهماً للتوصل لسلام مع عبدالعزير الحلو وعبدالواحد محمد نور.

ومنذ يونيو 2011،‎ تقاتل الحركة الشعبية شمال القوات الحكومية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق (جنوب شرق). وتضمنت الاتفاقية التي وقعها البرهان والحلو الحكم الذاتي للأقاليم السودانية وإنشاء جيش قومي موحد يعكس التنوع السوداني.‎ ووجد اتفاق المباديء الأول اعتراضاً كبيراً من مكونات وتيارات سودانية. فيما اعتبره رئيس الحركة الشعبية شمال، عبد العزيز الحلو، إتاحة للحريات الدينية والعرقية ويحافظ على حقوق الإنسان في السودان”.

وفي الثالث من أكتوبر الماضي تم توقيع اتفاق جوبا بين الحكومة السودانية وممثلين عن حركات مسلحة منضوية داخل تحالف “الجبهة الثورية”، في حين لم تشارك فيه الحركة الشعبية، وحركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد نور، التي تقاتل في إقليم دارفور.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here