هل حاد المتظاهرون عن السلمية؟

13
هل حاد المتظاهرون عن السلمية؟
هل حاد المتظاهرون عن السلمية؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أثار بيان قوات الشرطة بشأن موكب 25 أكتوبر ردود أفعال غاضبة ، وفيما اعتبرته بعض القوى السياسية بالملفق والكاذب، رأت جهات أخرى ، أن البيان تبرير للعنف المفرط تجاه المتظاهرين ، مؤكدة أن البيان بمثابة ضوء أخضر لقوات الشرطة بأن تستخدم مزيدا من القمع الدموي في التظاهرات القادمة.

ماذا قالت الشرطة؟

وكانت قوات الشرطة قد قالت قي بيان إنه “منذ انطلاق موكب 25 أكتوبر تبين أننا نتعامل مع قوات مدربة بتشكيلات عسكرية مسلحة”، مشيرة إلى وجود “جماعات منظمة بالمواكب ومسلحة بالدرق والغاز والخوازيق المصنعة والعبوات الحارقة” وأضاف البيان: “ما حدث اليوم هو تأكيد لمعلوماتنا بوجود جماعات منظمة ومتمردة ومتفلته وخلايا نائمة تستهدف أمن العاصمة” ، وحثت وزارة العدل والجهاز التشريعي على “فرض إجراءات استثنائية تمكننا من مواجهة تلك الجماعات لحسم الفوضى”.

اعلان حرب

عروة الصادق، قيادي في حزب الأمة القومي وقوى الحرية والتغيير
عروة الصادق، قيادي في حزب الأمة القومي وقوى الحرية والتغيير

القيادي بحزب الأمة القومي عروة الصادق شن هجوما عنيفا على الشرطة ، إذ يقول لموقع “أفريقيا برس” إن بيان الشرطة السودانية إذا تبنته وزارة الداخلية وحكومة الإنقلاب فهو بمثابة إعلان حرب على المدنيين العزل وتبرير للقمع والقتل والسحل والتعذيب، واستحلال لدماء المحتجين، وسير على ذات الطريقة (القوشية)، بالتدريج لأكاذيب خلايا إرهابية من حركات دارفور، واضاف ، بعد هذا البيان غدا ستعود قصة الفتاة التي تحمل بندقية موريس في حقيبتها وغيرها من أحاييل العهد المقبور، والذي يحاول عناصره المبعثرون من قبور النظام البائد إحياء خططته وخطاباته على طريقة (نسخ ولصق). ويؤكد عروة إن بيان الشرطة نسخة من تقرير تم إرساله بإشارة عاجلة من القوات الميدانية التي تعاملت مع المتظاهرين وقتلت الشهيد قاسم دهسا ليلحق بالخالدين في علياء رب العالمين، والذي بحسب عروة لم يكلف إعلام الشرطة نفسه الترحم عليه كونه مواطنا سودانيا بإعادة الصياغة حتى، ولم يقم سوى بإضافة بعض الكلمات المغلظة والمفخخة، على شاكلة (تشكيلات عسكرية مساحة)، و (تنظيمات غير مشروعة)، (تحت تأثير المخدر) لتصوير مدى التخدير الذي ينتشر وسط هؤلاء الجماهير (المغيبون)، و(زعزعة الأمن) وغيره من الترهات، كحماية المدنيين والممتلكات، وهناك أكثر من 10 آلاف بلاغ نهب وسلب في العاصمة مقيدة ضد مجهول وبعضها تم تصويرها متورط فيها نظاميين أو ببطاقات نظامية. ويقول عروة إن البيان حمل في طياته من أسماهم بالمراقبين والمستشارين المنتدبيبن من النائب العام ووزارة العدل، وهو ما يعني بحسب الصادق أن المسؤلية من الانتهاكات تقع على عاتق وزارة العدل والنيابة العامة، وأن ما حدث من تعامل باشتراك إن لم يكن بتوجيه من هؤلاء “المراقبين”، وهو ما يستوجب بحسب عروة استصدار بيانات من هذه المؤسسات تؤكد أو تنفي اشتراكها الجنائي في جريمة مواكب الخامس والعشرين من أكتوبر.

تهديد مبطن

ويقول الصادق إن الحديث عن عبوات ناسفة يستخدمها المتظاهرين هو تضخيم وتهديد مبطن مفاده: بأن البلاد يمكن أن تتحول إلى قندهار أو كابول، مستدركا ، ولكن قد فشل النظام البائد وصلاح قوش في جر البلاد إلى درك الإنفجارات، وستفشل مخططات السلطة الإنقلابية بإدارة البلاد بالحرائق والفوضى، فقد يقول عروة تم تجريب خلية جبره، وتسعة طويلة وحريق النيل الأزرق ولقاوة والجنينة وغيرها. وأضاف ، أما محاولة دق إسفين خبيث بين القوى السياسية والتنسيقيات والشباب في الميدان بأن هذه التحركات خلت من شعارات حزبية، وأن الأحزاب السودانية عليها أن تحدد موقفها من هذا الحراك، أؤكد أن القوى السياسية السودانية جميعها اليوم كانت مشاركة بكل قطاعاتها الشبابية والنسائية والفئوية والحرفية والمركزية والولائية ومكاتبها الميدانية، وبعض المهجريين الذين انخرطوا في هذه المواكب وقد أصدروا بيانات تؤيدها وتدعوا لها وكذلك سيفعلون.

خلايا تخربية

العميد ياسر أحمد الخزين، الناطق الرسمي باسم قوات السلام السودانية
العميد ياسر أحمد الخزين، الناطق الرسمي باسم قوات السلام السودانية

الخبير العسكري العميد ياسر أحمد الخزين ، يؤكد لموقع “أفريقيا برس ” بأن المتظاهرون لايحيدون عن السلمية ، وعن بيان الشرطة يقول الخزين : أجزم بوجود خلايا تخريبية تتخذ من المواكب والمسيرات وسيلة لتحقيق أغراضها ، وهنا يتهم الخزين ، الحركات المتمردة والتي يرى إنها لم تجنح لنداء السلام ، ويضيف ، هذا الحديث أشرت له وتنبأت به منذ حل هيئة العمليات بجهاز المخابرات العامة والذي أعقبه تكبيل قوات الشرطة وغل يدها بإلغاء بعض القوانين المقيدة لها وسن قانون أخر يدع الشرطي في خانة “الخفير” المكبل كمثل الذي ألقاه في اليم مكتوفا وقال له “إياك إياك أن تبتل بالماء” ، وشدد الخزين على ضرورة إعادة هيئة العمليات بجهاز المخابرات العامة وسن قوانين وتشريعات وفق ما طلبت الشرطة في بيانها ، محذرا من عدم تطبيق ذلك بالقول “وإلا القادم سيكون أسوأ”.

بيان “مشتول”

عضو بلجان مقاومة الخرطوم ، وصف بيان الشرطة بالملفق و”المشتول” لجهة إنهم اتبعوا السلمية في كل المواكب التي خرجوا فيها ، منبها إلى إنهم كقيادات للشارع دائما مايحثون الثوار على ضرورة السلمية في المواكب و عدم الاشتباك مع الاجهزة الامنية ، وقال عضو لجان المقاومة لموقع “أفريقيا برس” : نحن ليست لدينا مشكلة مع فرد من الشرطة أو الاجهزة الامنية بل لدينا مطالب يجب أن تحقق في مقدمتها ذهاب هذا الانقلاب وتحقيق أهداف الثورة ” متعهدا بأنهم سيسقطونه بسلاح السلمية ، واكد إن حديث الشرطة عن إنهم مخربون وإنهم مدربون عسكريا حديث لايستقيم و لا يجافي الحقائق ، مشيرا إلى إنهم يخرجون للشوارع بسلاح الهتاف والعزيمة والتي قطع بأنها لا تلين حتى سقوط الانقلاب ، ولم يستبعد أن يكون البيان مقدمة من الاجهزة الامنية لإستخدام العنف المفرط تجاه الثوار في المواكب القادمة ، داعيا الثوار بضرورة تجنب الاحتكاك مع قوات الشرطة حتى لو أقتضى الامر بالتضحية لأرواحهم.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here