سلاح الإضراب الشامل.. هل يسهم في إنهاء الانقلاب؟

22
سلاح الاضراب الشامل.. هل يسهم في إنهاء الانقلاب؟
سلاح الاضراب الشامل.. هل يسهم في إنهاء الانقلاب؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. في الوقت الذي ما تزال فيه الأزمة السياسية في السودان ماثلة ولم تراوح مكانها البتة، تنتظم عدد من القطاعات الخدمية والصناعية في إضراب شامل لأسباب تتعلق بتوفير حقوقهم وأوضاعهم المعيشية، وأبرز القطاعات التي أشهرت سلاح الإضراب الشامل هي عمال الكهرباء، وموظفو وزارة الزراعة وبعض البنوك، بجانب عدد من التجار في الأسواق ..ليبقى السؤال حاضر؛ هل سلاح الإضراب الشامل يساهم في إنهاء الانقلاب؟

سلاح مجرب

مجدي عبدالقيوم كنب
مجدي عبدالقيوم كنب، الأمين السياسي لحركة “حق” وقيادي في قوى الحرية والتغيير

يقول عضو المكتب السياسي لحركة “حق” مجدي عبدالقيوم كنب في تصريحات خاصة لموقع “أفريقيا برس”؛ إن الإضراب الشامل أحد أهم أسلحة الحركة الجماهيرية المجربة وقطعا هو سلاح فعال حال توافر الإعداد الجيد له في ظل رجحان ميزان القوى لصالح القوى المناهضة للانقلاب، ورأى كنب أن الشرط الواجب لنجاح العصيان في إسقاط الانقلاب هو وحدة القوى المناهضة للانقلاب بمختلف أطيافها وهو ما لا يلوح في الأفق حتى الآن في ظل تمترس كل القوى تحت لافتات تحالفية متعددة، ويقول كنب
“إن عملية الإضراب المنتظمة التي بدأت في قطاعات مختلفة على طريق الإضراب الشامل يعزز من فرص وحدة قوى الانتقال الديمقراطي”.

سلاح قوي

أحمد حضرة، عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير
أحمد حضرة، عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير

ولم يختلف عن كنب كثيرا، عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير أحمد حضرة، إذ يرى في حديثه لموقع “أفريقيا برس”؛ إن الإضراب سلاح فعال في تحقيق القضايا المطلبية والسياسية، ويقول حضرة “إن الأوضاع المعيشية المتردية الآن من غلاء للمعيشة وارتفاع الأسعار أسباب منطقية دفعت جميع القطاعات المضربة لاستخدام هذه الوسيلة المجربة في تحقيق مطالبها بالقوة”، وهي مطالب في نظر حضرة مشروعة لتحقيق حياة كريمة للمواطن الموظف والعامل الذي لا يمكنه الآن إعالة أسرته في ظل الأوضاع الحالية بالمرتبات القديمة، ويرى حضرة أن الإضراب سلاح قوي في مناهضة نظام الحكم المرفوض من الجماهير وهو احد الأساليب المتعددة للمقاومة وإزالة الأنظمة الدكتاتورية والعسكرية، وقطع بأن الإضراب الشامل سيوقف حركة العمل بالدولة وسينهار نظام الانقلاب العسكري للبرهان وجماعته ولا يمكن للقائمين على السلطة أن يفصلوا غالبية العاملين بالدولة أو يسجنوهم أو يقتلوهم، متوقعا أن تحقق المطالب وتنجح الاضرابات كلما توسع التضامن من جميع القطاعات الهامة بالدولة ودخولها الإضراب الجماعي وسترضخ الدولة أو تذهب غير مأسوف عليها.

سلاح راقٍ

عروة الصادق، قيادي في حزب الأمة القومي وقوى الحرية والتغيير
عروة الصادق، قيادي في حزب الأمة القومي وقوى الحرية والتغيير

اما، القيادي بحزب الأمة القومي عروة الصادق، يقول لموقع “أفريقيا برس”؛ إن سلاح الإضراب أرقى أسلحة المناهضة المدنية والاحتجاجات السلمية وهو كذلك من أعرق الأسلحة التي جربتها النقابات والكيانات المطلبية والتنظيمات الفئوية، مشيرا إلى أن إضرابات تجار السودان في الأسواق المختلفة هي جرس إنذار للولايات والحكومات الاتحادية والولائية وللمنظومة الاقتصادية والبنك المركزي، ووزارات القطاع الاقتصادي جميعها. وأضاف “ثبت أنه بمقدور هذه التكتلات التجارية النقابية التي تدعو إلى إعلان الاضراب وتنفذه بنسبة 100% وبدون ضجيج أو إخلال مع السماح للمرافق التجارية الخدمية بالعمل وعدم الإضرار بحياة المواطنين، هذا يؤكد تزايد الوعي المطلبي للقطاعات الحية في السودان، وأن إجراءات 25 أكتوبر تسببت في إلحاق أذى بالغ بهم، وهو ما دفعهم لاتخاذ هذا الطريق”.

أزمات جديدة

ويقول عروة إن بعض أصحاب هذه المحال والأسواق طالب الجهات المسؤولة بالاستجابة لمطلوباتهم، وقدم بعضهم طلبات لمقابلة مسؤولي وزارة المالية وديوان الضرائب والجمارك ووزارات القطاع الاقتصادي، إلا أن جميع مطالباتهم بحسب الصادق قوبلت بالتجاهل والتسفيه، وبعضهم تعرض للتهديد والوعيد ومنهم من وصلته رسائل مباشرة ومبطنة بالتصفية أو الإفقار، وهو ما يعني في نظر عروة غياب الأمان المالي والحماية الشخصية، وبحسب الصادق، فإن الإضرابات التجارية هي حلقة من سلسلة إضرابات متواصلة بدأها موظفو القطاع الحكومي ولحقتها بنوك ومؤسسات خدمية وها هو الآن القطاع التجاري يدخل حيز التنفيذ، ويرى عروة وفي حال استمر النظام بصورته الحالية، وأصر البرهان وسدنته للمواصلة في الانقلاب العسكري وعدم التنحي الفعلي من السلطة سيتواصل التصعيد وصولا لإغلاق شامل يشمل قطاعات أخرى مهمة وحيوية وصولا للعصيان المدني الشامل. واعتبر عروة أن الانتفاضة الحالية للتجار خطوة تكلفتها المالية عالية والنفسية والاقتصادية والاجتماعية تستحق أن يستجاب لها لأن أي عبث في هذا القطاع سيهدد الاستثمار والتجارة ونمو الأسواق الناشئة وخروج الآلاف من سوق العمل وربما دخولهم للسجون جراء الخسائر المترتبة عليهم.

وحذر عروة من ارتفاع أسعار العملات والذهب على اعتبار أن عدد من هؤلاء التجار سيتخلص من السيولة التي تفقد قيمتها يوما بعد يوم، وكذلك هيمنة فئات جديدة على الاقتصاد واحتكار السيولة النقدية خارج المنظومة المصرفية، ما سيولد بحسب عروة أزمات جديدة تترتب على هذا التضييق الممنهج على التجار.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here