أفريقيا برس – السودان. رحبت الخرطوم، الخميس، بدعوة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى ضرورة وقف تسليح “قوات الدعم السريع”.
ومنذ أبريل/ نيسان 2023 يشهد السودان حربا بين الجيش وهذه القوات؛ ما تسب بمجاعة ومقتل عشرات آلاف السودانيين ونزوح نحو 13 مليونا.
وتحدث وزير الخارجية السوداني محي الدين سالم، في بيان، عن ضرورة “تسمية الأشياء بمسمياتها، وتوجيه الاتهام المباشر للمليشيا الإرهابية (قوات الدعم الشريع) والمرتزقة الذين استعانت بهم لارتكاب المجازر بحق المدنيين الأبرياء، وإمكانية تصنيفها كمنظمة إرهابية”.
وأضاف أن هذا الوضع “يمهّد الطريق لتصحيح وجهة نظر المجتمع الدولي تجاه ما يجري في السودان، ويبعد مساواة جيش نظامي قومي مع مليشيا قبلية خارجة عن القانون”.
وتابع أن “تصريحات وزير الخارجية الأمريكي واعترافه بوحشية ممارسات المليشيا الإرهابية وضرورة التعامل معها ووقف تزويدها بالسلاح، يرسل رسالة قوية”.
وهذه الرسالة موجهة “لبقية الدول التي تتابع ملف السلام في السودان، وتلك التي تساعد المليشيا، إما بتزويدها بالسلاح أو بالسماح لها باستخدام أراضيها وحدودها لإدخال السلاح والمرتزقة”، كما أردف سالم.
ودعا المجتمع الدولي إلى “الانتباه إلى أن المليشيا تمارس ذات النهج وتحاصر مدن الدلنج وكادقلي وبابنوسة، الأمر الذي يجب أن يتداركه المجتمع الدولي حتى لا تتكرر مأساة (مدينة) الفاشر” غربي البلاد.
وفي 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي استولت “قوات الدعم السريع” على الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، وارتكبت مجازر بحق مدنيين بحسب منظمات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
وأقر قائد هذه القوات محمد حمدان دقلو (حمديتي) بحدوث ما سماها “تجاوزات” ارتكبتها قواته في الفاشر، مدعيا تشكيل لجان للتحقيق فيها.
وقال سالم إن “القوات المسلحة السودانية والقوات المشتركة والقوات المساندة الأخرى في الفاشر هي التي فتحت الطريق للمواطنين للخروج قبل أن تنسحب تكتيكيا، حفاظا على أرواح وممتلكات المواطنين الأبرياء”.
والأحد، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة نزوح 88 ألفا و892 سودانيا من الفاشر ومحيطها منذ 26 أكتوبر الماضي.
وشدد سالم على أن “المؤسسة العسكرية في السودان تمارس حقها الدستوري في حماية الأرض والعرض والمدنيين الأبرياء”.
وأعرب عن تطلعه أن تكون تصريحات روبيو “بداية حقيقية لمعاملة المليشيا الإرهابية بما تستحق من محاسبة”.
وتابع: “وأن تتم مساءلة كل مَن عاونها، سواء بتزويدها بالسلاح أو فتح أراضيه لإدخال السلاح والمرتزقة، أو الذين ساندوها سياسيا وروجوا لها إقليميا ودوليا”.
سالم زاد بأن “حكومة السودان منفتحة للتواصل مع المجتمع الدولي لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار، بما يتسق مع طموحات الشعب السوداني”.
والأربعاء، شدد وزير الخارجية الأمريكي على ضرورة وقف الدعم الخارجي لـ”قوات الدعم السريع”.
وقال روبيو على هامش اجتماع مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى بكندا: “أعتقد أنه لا بد من اتخاذ خطوات لقطع الأسلحة والدعم الذي تتلقاه قوات الدعم السريع”.
وأضاف أن “المشكلة الأساسية التي نواجهها هي أن قوات الدعم السريع توافق على أشياء ثم لا تفي بها أو تنفذها”.
وتابع: “نحن بحاجة إلى إجراءات سريعة للتعامل مع الفظائع التي تحدث في السودان”.
وتحتل “الدعم السريع” كل مراكز ولايات دارفور الخمس غربا من أصل 18 ولاية بعموم البلاد، بينما يسيطر الجيش على أغلب مناطق الولايات الـ13 المتبقية بالجنوب والشمال والشرق والوسط، وبينها العاصمة الخرطوم.
ويشكل إقليم دارفور نحو خمس مساحة السودان البالغة أكثر من مليون و800 ألف كيلو متر مربع، غير أن غالبية السودانيين البالغ عددهم 50 مليونا يسكنون في مناطق سيطرة الجيش.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس





