شروط البرهان للسيسي لإجراء تسوية في السودان

46
شروط البرهان للسيسي لإجراء تسوية في السودان
شروط البرهان للسيسي لإجراء تسوية في السودان

أفريقيا برس – السودان. قالت الصحفية السودانية رشان أوشي إن السودان لم يُغلق أبواب السلام، لكنه يرفض أن يُصاغ مصيره دون أن يكون له الكلمة الفصل، مؤكدة أن الإرادة الوطنية تظل الحجر الأساس لأي حوار أو تسوية قادمة.

وكشفت أوشي أن رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رسم خطوطاً حمراء واضحة أمام أي وساطة لا تحترم سيادة السودان أو لا تنطلق من الواقع الميداني والسياسي الذي فرضته الحرب، خلال لقائه الأخير بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة.

وأوضحت أن البرهان شدّد على أن أي تفاهمات مستقبلية يجب أن تستند إلى اتفاق جدة، بوصفه المرجعية المعترف بها رسمياً والتي شكّلت الإطار العملي لوقف إطلاق النار وبناء الثقة. لكنها قالت إن البرهان لم يكتفِ بالحديث عن المرجعية، بل وضع ثلاثة شروط جوهرية تمثل موقف السودان من أي عملية تسوية أو وساطة قادمة:

تجميع المقاتلين تحت إشراف الجيش السوداني: قالت أوشي إن البرهان أكّد أن السلام لا يمكن أن يتم في ظل واقع تتناثر فيه الميليشيات على الأجزاء الغربية من البلاد، وأن أولى خطوات الحل هي تجميعها تحت إشراف الجيش الوطني، بما يضمن وحدة القرار العسكري ويعيد للدولة احتكار القوة الشرعية. وأضافت أن أي حديث عن السلام دون السيطرة على السلاح يظل وهماً سياسياً.

إبعاد آل دقلو عن المشهد السياسي والعسكري: أوضحت أوشي أن البرهان اعتبر أن جوهر الأزمة لا ينفصل عن الطموحات الشخصية لعائلة دقلو التي حولت ميليشيا الدعم السريع إلى كيان فوق الدولة، وأن أي عملية سياسية تُبقي على هذا النفوذ خارج نطاق المحاسبة تُعد إهانة لدماء السودانيين الذين سقطوا نتيجة جرائم تلك الميليشيا. وقالت الصحفية إن البرهان شدّد على أن السلام الحقيقي لا يمكن بناؤه بوجود من تلطخت أيديهم بالدماء في معادلة السلطة.

رفض مشاركة الإمارات في الوساطة الدولية: أفادت أوشي بأن البرهان كان صريحاً للغاية في هذا الموقف، مؤكداً أن أي وساطة تشارك فيها الإمارات مرفوضة، ما لم توقف الأخيرة دعمها المالي والعسكري لمليشيا الدعم السريع، مشدداً على أن من موّل الحرب لا يمكن أن يكون وسيطاً في السلام، وأن الطريق الوحيد أمام الإمارات إن رغبت في المساعدة هو التوقف الكامل عن دعم الميليشيات، والتعامل مباشرة مع حكومة السودان الشرعية.

وقالت الصحفية إن المصادر المطلعة أوضحت أن أبوظبي رفضت هذه الشروط، وأصرت على البقاء ضمن إطار اللجنة الرباعية الدولية التي تضم الولايات المتحدة والسعودية وبريطانيا، في محاولة للحفاظ على نفوذها داخل مسار الأزمة السودانية، رغم الاتهامات الرسمية الموجّهة إليها بدعم طرف متمرّد على الدولة.

وأضافت أوشي أن الأحداث أثبتت أن اللجنة الرباعية الدولية قد تجاوزت دور المراقب إلى دور الموجّه، وهو ما يرفضه السودان بشدّة، خاصة بعد أن كان ضغطها المتكرر باتجاه الاتفاق الإطاري أحد الأسباب المباشرة لانفجار الحرب.

وقالت الصحفية السودانية إن السودان اليوم لن يقبل بوساطة جديدة تُعيد إنتاج الفشل القديم، أو تُكافئ الميليشيات على حساب الجيش والمؤسسات الوطنية، مؤكدة أن هذه الرسائل الثلاث للبرهان ترسم موقفاً سودانياً حازماً ومستقلاً، يؤكد أن السيادة غير قابلة للمساومة، وأن السودان وإن رحّب بالجهود الإقليمية الصادقة لن يقبل أن تُدار أزمته من عواصم تملك مصلحة في استمرارها.

وتابعت أن إرادة السودان وحدها هي القادرة على صياغة سلام حقيقي، لا يقوم على التسويات الهشّة، بل على العدالة والكرامة الوطنية.

وأشارت إلى أن الخطوط الحمراء التي رسمها البرهان تمثل موقف الدولة الثابت تجاه أي تدخل خارجي أو محاولات لتجاوز إرادة الشعب السوداني.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here