أفريقيا برس – السودان. رفض مجلس الأمن والدفاع أي التوقيع على أي هدنة إلا بعد خروج الدعم السريع من المدن التي احتلتها وتجميع قواتها في معسكرات محددة، وشكر كل الدول التي قدمت مبادرات لإحلال السلام وثمن جهود مستشار الرئيس الترامب مسعد بولس.
وقال عضو بمجلس الأمن والدفاع حسب قناة الجزيرة إنه لا هدنة مع ما اسماها “المليشيا” إذا لم تخرج من المدن وتتجمع في معسكرات محددة.
وأكد المجلس الاستمرار في الاستنفار والتعبئة العامة لكل الشعب في مواجهة التمرد والمؤامرة
واجتمع مجلس الأمن والدفاع بالخرطوم برئاسة القائد العام للجيش، رئيس المجلس السيادي الفريق اول الركن عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء د. كامل ادريس وحضور أعضاء المجلس السيادي من المدنيين والأعضاء العسكريين الثلاثة (شمس الدين كباشي، ياسر العطا وابراهيم جابر) ورئيس هيئة الأركان وشركاء أطراف السلام ومدير هيئة الاستخبارات ونائب مدير جهاز المخابرات العامة ووزير الدفاع ووزير المالية ووزير العدل.
وأكد على استمرار الحقوق الوطنية والمشروعة في مواصلة التجهيزات لمعركة الشعب السوداني خاصة في المرحلة المقبلة مع الترحيب بكل جهود السلام ومبادراته وتخصيص شكر لجهود المبعوث الأمريكي كما تعرض لأحداث الفاشر وشكل لجنة وطنية من جهات الاختصاص لبحث المسائل الخاصة بالوضع الإنساني
وشدد المجلس على إضافة تركيا وقطر إلى عضوية الآلية الرباعية الراعية للمبادرة، إلى جانب الدول الموجودة في الرباعية والمتمثلة في “الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر”، وذلك تعزيزاً للثقة وضماناً لتوازن الأدوار الإقليمية.
وأكد المجلس أهمية معالجة الجوانب الميدانية لضمان جدية الالتزام بالهدنة، مضيفاً ثلاث نقاط رئيسية للتداول ضمن المقترح المعدل.
وكان مستشار الرئيس الأميركي لشؤون أفريقيا، مسعد بولس، أعلن امس عدم ممانعة الجيش السوداني المبدئية في مبادرة هدنة إنسانية لثلاثة أشهر ومن ثم تسعة أشهر.
واشار إلى ترحيب أولي من الطرفين، وتركيز الجهود الأميركية حالياً على إنهاء تفاصيل الاتفاق.ولس «وافق الطرفان على المبدأ، ولم نسجل اعتراضاً أولياً من أي جهة، ونركّز الآن على التفاصيل الدقيقة.
وشدد على أن الهدف الحالي هو التوصل إلى تفاهم على إطار كامل لوقف إطلاق النار، ومن ثم فتح الباب لمرحلة ما بعد هذه الهدنة.
تابع بولس بالقول “هذا ما تطرقت له اللجنة الرباعية في بيانها الصادر في 12 سبتمبر الماضي، وتكلمنا حينها عن مرحلة ما بعد الهدنة الإنسانية، وستجدون فيه حديثاً عن ثلاثة أشهر وتسعة أشهر”. قال بولس العمل على مرحلة التسعة أشهر سيبدأ فور الانتهاء من اتفاق الهدنة، وأشار إلى تعويلهم الجدي على ما أسماه «حكمة الطرفين» لتحقيق ذلك.
أوضح بولس طرح المبادرة ضمن ما تم التوافق عليه في إطار الرباعية، وأُعلن عنها في 12 سبتمبر الماضي. أضاف أن الولايات المتحدة أعدّت ورقة عمل استناداً إلى هذا التوافق وقدّمتها إلى الطرفين قبل أسبوع، وهي الآن قيد الدراسة والبحث والتفاوض مع كل طرف على حدة. أكد بولس عدم وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الطرفين، وإنما تواصل منفصل من الجانب الأميركي، معرباً عن أمله في التوصل إلى اتفاق.
واعتبر بولس الوضع الإنساني في السودان “مُلح جداً” وأضاف “ما جرى في الفاشر مؤلم ومدان بشتى العبارات، في وقت يحتاج فيه نحو 25 مليون سوداني إلى مساعدات.
وشدد على أن العمل الإنساني لا يجب أن يرتبط بأي ترتيبات سياسية أو عسكرية، مؤكداً تنسيق الولايات المتحدة مع منظمات دولية، من بينها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، وبرنامج الغذاء العالمي، والصليب الأحمر.
وأكد وجود لجنة متابعة أميركية تعمل مع الطرفين لتأمين إيصال المساعدات إلى جميع أنحاء السودان، حتى دون وجود وقف إطلاق نار رسمي.
وفيما يتعلق بمدينة الفاشر، قال بولس أُنشأت هيئة تنسيق خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بين “أوتشا” والدعم السريع والولايات المتحدة، وتمكنت من إيصال مساعدات إلى مناطق محيطة بالفاشر، قبل أن تتجاوز الأحداث الأمنية قدرة هذا التنسيق على العمل داخل المدينة. أكد بولس أن الرباعية تُعد إطاراً فعالاً لأنها تضم دولاً قادرة على التأثير.
واوضح أن دولاً أخرى، بينها قطر، الاتحاد الأوروبي، تركيا، وبلدان مستعدة للمساهمة، وأن مشاركة الجميع ضرورية لإنجاح المساعي الحالية.
وفيما يخص الدعم العسكري الخارجي واتهامات السودان للإمارات بالتورط في تأجيج الصراع، قال بولس تناولت الرباعية هذا الملف في بيانها الصادر في 12 سبتمبر، ودعت إلى وقف كل أشكال الدعم الخارجي بشكل كامل، سيما أن الطرفين كانا يتلقيان دعماً خارجياً وأن إيران كانت تقدم دعمها في وقت ما، وأن الأمر لم يكن مقبولاً لبلاده بالمرة. أكد بولس التركيز منصب الآن على وقف النزاع والتوصل إلى سلام شامل.
وحذر بولس من تكرار ما اسماه “السيناريو الليبي” في السودان، خاصة بعد سقوط الفاشر وسيطرة قوات الدعم السريع على مناطق في كردفان، مجدداً رفض واشنطن لمبدأ “الحكومات المتوازية”، واعتبر أن ذلك لا يخدم وحدة السودان.
وحول تجاهل الولايات المتحدة الدعوات لتصنيف الدعم السريع كجماعة إرهابية رغم الانتهاكات المريعة التي ترتكبها، قال بولس المرحلة الحالية لا تتطلب تصنيف هذا الفريق أو ذاك.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة الرسمية لم تتردد في إدانة ما حدث في الفاشر عبر بيانات رسمية، كما أشار إلى فرض بلاده عقوبات على أفراد في الطرفين المشاركين بالحرب، كان آخرها العقوبات المفروضة في أغسطس الماضي. تابع بولس “همّنا الأساسي الآن معالجة الوضع الإنساني بشكل عاجل، ثم تحقيق السلام الدائم في السودان والحفاظ على وحدته”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس





