5 نقاط عسكرية ملتهبة بين الجيش والدعم السريع بالفاشر

9
5 نقاط عسكرية ملتهبة بين الجيش والدعم السريع بالفاشر
5 نقاط عسكرية ملتهبة بين الجيش والدعم السريع بالفاشر

أفريقيا برس – السودان. بعد استيلاء قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور غربي السودان، أواخر الشهر الماضي، اتجه مدار المعارك مع الجيش خلال الأسبوع الأخير، ليتركز على 5 محاور ملتهبة بولايات شمال كردفان وغرب كردفان وجنوب كردفان وسط وجنوبي البلاد.

ومنذ 26 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، تستولي “قوات الدعم السريع” على مدينة الفاشر، وارتكبت مجازر بحق مدنيين، وفق مؤسسات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.

وفي 29 أكتوبر الماضي، أقر قائد “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو “حميدتي” بحدوث “تجاوزات” من قواته في الفاشر، مدعيا تشكيل لجان تحقيق.

ومن أصل 18 ولاية بعموم البلاد، تسيطر “الدعم السريع” حاليا على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غربا، عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور، لا تزال في قبضة الجيش الذي يسيطر على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية بالجنوب والشمال والشرق والوسط، بينها العاصمة الخرطوم.

وباستخدام الطائرات المسيرة والقصف المدفعي وزيادة الحشود العسكرية، تركزت المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع خلال الأسبوع الأخير على محاور “الأُبيِّض” و”بارا” بولاية شمال كردفان (وسط)، و”بابنوسة” بولاية غرب كردفان (غرب) و”الدلنج” و”كادوقلي” بولاية جنوب كردفان (جنوب).

وتأخذ ولايات كردفان الثلاث أهميتها العسكرية من قرب حدودها الغربية لإقليم دارفور الذي تستولي “الدعم السريع” على جميع مدنه المركزية.

** شمال كردفان

بولاية شمال كردفان، تركزت المواجهات العسكرية حول مدينة الأبيض مركز الولاية، ومدينة بارا التي سيطرت عليها قوات “الدعم السريع” أكتوبر الماضي.

وفي 8 و9 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، أفادت مصادر عسكرية للأناضول بأن الجيش السوداني شن غارات جوية في محور بارا استهدفت مراكز تجمع “قوات الدعم السريع”.

بينما أفاد شهود عيان للأناضول بأن “الدعم السريع” استهدفت مناطق وقري شمال مدينة بارا.

** جنوب كردفان

ومنذ الاستيلاء على الفاشر، تشهد ولاية جنوب كردفان حشودا عسكرية ومعارك حول مدينة الدلنج ثاني أكبر مدن الولاية إلى جانب كادوقلي عاصمتها.

وفي 7 نوفمبر، قصفت “الدعم السريع” وقوات “الحركة الشعبية – شمال” الحليفة لها بقيادة عبد العزيز الحلو، الدلنج بالمدافع، ما أسفر عن قتلى وجرحي وفق شهود عيان للأناضول.

وذكر الشهود أن قوات الجيش ردت وقتها على ذلك بقصف مدفعي استهدف تمركز هذه القوات في الاتجاه الشمالي الشرقي للمدينة.

وأشاروا إلى أن “الدعم السريع” زادت من تمركز قواتها في الاتجاه الشمالي والشرقي والغربي للمدينة.

وتتعرض الدلنج لحصار خانق، حيث تسيطر “الدعم السريع” على المناطق الشمالية والشرقية حول المدينة، بينما توجد قوات “الحركة الشعبية” في الجهة الغربية والجنوبية.

** غرب كردفان

وخلال اليومين الماضيين، عادت مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان إلى الواجهة مع استمرار “الدعم السريع” في قصفها بالمدافع والهجوم عليها بغرض السيطرة عليها، ويدافع الجيش عن المدينة بضراوة من خلال فرقته “22 مشاه” الموجودة بالمدينة، وفق مصادر محلية للأناضول.

وأعلنت قوات “الدعم السريع” في 10 نوفمبر الجاري عبر مقاطع فيديو نشرت على قناتها في “تلغرام”، عن وصول حشود ضخمة من قواتها إلى مدينة بابنوسة في محاولة لاقتحامها.

كما بثت مقاطع فيديو على “تلغرام”، دعت خلالها قادة الجيش في مناطق عدة بكردفان إلى “الاستسلام” خاصة في بابنوسة.

وفي 9 نوفمبر، قال الجيش إن “الفرقة 22 مشاة” ببابنوسة “تصدت لهجوم مكثف شنته مليشيا الدعم السريع عبر المسيّرات والقصف المدفعي المكثف وقامت قواتنا بالتعامل مع الاستهداف بكل احترافية”.

بينما شهدت المدينة نزوح نحو 177 ألف شخص جراء القصف المدفعي لقوات “الدعم السريع” على المدينة المحاصرة منذ أكثر من عامين، وفق تقديرات “لجان غرفة طوارئ بابنوسة” (لجنة إغاثية).

** تحول استراتيجي

ويرى مراقبون أن الجيش السوداني يسعى حاليا إلى تحصين مناطق شمال كردفان كخط دفاع استراتيجي عن ولايات الجزيرة والخرطوم (وسط) ومن ثم التمدد جنوبا إلى ولاية جنوب كردفان والزحف غربا باتجاه دارفور.

في المقابل، تعمل “الدعم السريع” على تثبيت مواقعها غربا في دارفور، وشن هجمات متواصلة في كردفان وتوسيع مساحاتها على الأرض.

الخبير العسكري معتصم عبد القادر قال للأناضول، إن الجيش السوداني موجود في كل ولايات كردفان الثلاث، وكذلك في المناطق الشمالية الغربية لولاية شمال دارفور.

وتبعا لذلك، “فالمعارك في كردفان مستمرة، وهناك تقدم وستستمر كما قال رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان لتشمل كل الأراضي السودانية”، أضاف عبد القادر.

وأشار إلى أن الجيش “يستخدم الطيران في هذه المرحلة وهذا طبيعي في استخدامه في بوادر القوة العسكرية بعد ذلك يتبعه بالمدفعية ومن ثم القوات البرية”.

وتوقع الخبير العسكري أن “يتوالى تقدم الجيش في كردفان حتى استعادة السيطرة على دارفور”.

في المقابل تكرر قوات الدعم السريع في بياناتها أنها “ستقود المعركة الثانية لتحرير كل السودان بعد تحرير كردفان” وأن معركتها المقبلة بعد كردفان “ستكون في ولايات الشمال والوسط وصولا حتى بورتسودان شرقا مقر الحكومة المؤقت”.

ولم تفلح جهود إقليمية ودولية حتى الآن، في وقف الحرب الدامية بين الجيش و”الدعم السريع” المندلعة منذ أبريل/ نيسان 2023، مخلفة مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here