واشنطن بوست : الشعب التونسي يعطي أمريكا و أوروبا دروسا في الديمقراطية

16

نشرت صحيفة الواشنطون بوست الأمريكية على موقعها الالكتروني مقالا تحت عنوان: The democratic success story that no one is talking about  للكاتب كريستيان كاريل رئيس قسم الرأي في اليومية الأمريكية و اعتبرت الواشنطن بوست، أنه في الوقت الذي ينتقد فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب و سائل الاعلام و المعارضة بعد التلويح بعزله في علاقة بتجاوزات على مستوى السياسة الخارجية الأمريكية، و في الوقت الذي يستعد فيه البرلمان البريطاني للتصويت على البرنامح التشريعي لرئيس الوزراء بوريس جونسون الامر الذي يشي بتشكل حكومة عقيمة بسبب الانقسام العميق حول خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، و في الوقت الذي حقق فيه حزب القانون و العدالة البولوني الاستبدادي نصرا مدويا كمكافأة له على هجومه الممنهج على حرية الصحافة والمؤسسات الديمقراطية، فهناك و في دولة صغيرة في شمال افريقيا تأتينا أخبار سارة حيث أنهت تونس الاستحقاقات الانتخابية بالعلامة الكاملة حيث قال الشعب كلمته واختار رئيسه بالاغلبية حيث تغلب أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد على منافسه نبيل القروي بشكل مريح، فالقروي كان مشروعا لمستبد جديد على غرار الفيليبيني رودريغو دوترتي والامريكي ترامب ومع ذلك فقد خسر و استسلم لمنطق الصندوق رغم تمويلاته الضخمة وعلاقاته الملتبسة بدوائر القرار السياسي و المالي.

و أردف كريستيان كاريل بأن التونسي كان بإمكانه انتخاب القروي بإعتبار الظروف الاقتصادية والاجتماعية الكارثية خاصة أن المترشح المذكور قد تبنى خطابا اجتماعيا شعبويا و مع ذلك فقد اختار الشعب التونسي رئيسا من خارج المنظومة في إطار توجه انتخابي تغييري بتغليب المبادئ على الشعبوية.

و أضاف كاريل أن هذا لم يكن مفاجئا من الشعب التونسي الذي أبهر العالم بالنفخ في شرارة الربيع العربي سنة 2011 و طرد الديكتاتور بن علي و هو ما فتح أبواب التغيير على مصراعيه في المنطقة العربية و بالرغم من استسلام دول اخرى من دول الربيع العربي لموجات الثورات المضادة على غرار مصر و سوريا و ليبيا و اليمن، فإن تونس شقت طريقها نحو الديمقراطية بثبات رغم كل المطبات في أكثر من استحقاق انتخابي أفرز حزبا إسلاميا في التشريعيات و هو حركة النهضة التي نأت بنفسها عن الأجندات المتشددة و قبلت بشروط اللعبة الديمقراطية رغم محاولات القوى العلمانية تحجبم نفوذها و كبح الحريات المدنية و اعادة تونس الى مربع السلطوية، ومع ذلك فقد استمر الشعب التونسي في تحكيم صناديق الانتخابات لتقول كلمتها مع اللجوء للشارع لتعديل الأوتار بشكل سلمي.

و استدرك المقال بالتسليم بأن الشعب التونسي لا يزال غير راضيا على تدهور المقدرة الشرائية و الظروف الاقتصادية و الاجتماعية الصعبة لكنه غلب المصلحة العامة و امن بالديمقراطية.

و أشار الكاتب ان الشعب التونسي قد كذّب السردية البذيئة من الدول الغربية التي تقول بإستحالة نشأة الديمقراطية في التربة العربية المستبدة بطبعها.

و ختمت الواشنطن بوست مقالها بالتلخيص بأن تونس علاوة على تايوان و هونغ كونغ هي مستقبل الديمقراطية التي ستخرج من معقلها التاريخي في أوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية، لكن لا تزال الطريق وعرة.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here