الإعلان عن تهيئة أول ناد للمُسنين في الجزائر

23
الإعلان عن تهيئة أول ناد للمُسنين في الجزائر
الإعلان عن تهيئة أول ناد للمُسنين في الجزائر

أفريقيا برس – الجزائر. شرعت جمعية “وفاء” لرعاية المسنين، في جمع التبرعات لتهيئة أكبر ناد للمسنين في الجزائر والمغرب العربي وحتى الإفريقي تتعدى مساحته 5 آلاف متر مربع كمساحة مبدئية، قبل توسيعه إلى واحد هكتار، وفي انتظار جمع التبرعات لتوفير كل الهياكل والإمكانات المادية والبشرية، تحصل رئيس الجمعية سعيد حواس، على الموافقة المبدئية لهذا النادي النموذجي بولاية بوسعادة قبل تعميم نواد أخرى في باقي الولايات الجزائرية.

وجاءت فكرة النادي من طرف مجموعة من المختصين في علم الاجتماع والنفس، والأطباء، الذين انضموا كأعضاء في الجمعية، من أجل معالجة واقع المتقاعدين في الجزائر، وفئة المسنين، إذ أكد الدكتور حكيم سفراوي، مختص في الوقاية الطبية على مستوى إحدى المديريات الصحية، أن كبار السن يعيشون موتا بطيئا في ظل التهميش، ونقص التكفل الصحي، والمعاملات السيئة في الحياة اليومية.

وقال إن وجود نواد توفر الرعاية الصحية والاجتماعية والنفسية، يرتادها المتقاعدون وكبار السن، للراحة والتنفيس عن وضعهم المعيشي، ولربط علاقات مع فئة شابية، وأخرى في نفس سنهم، وكذا مواصلة لنشاطهم الحرفي أو الفني، أصبح ضروريا بعد التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي يعرفها المجتمع الجزائري.

وتأسف ذات المتحدث، لغياب الدور الفعال للرعاية الصحية والنفسية الخاصة بالأشخاص المسنين، رغم وجود أكثر من 3 ملايين متقاعد في الجزائر، وشريحة واسعة من كبار السن الذين تجاوزوا الثمانين سنة، كما انتقد سياسة التعامل مع المحالين على التقاعد، خاصة من الذين قدموا لسنوات طويلة مجهودات وأفكار ومشاريع عظيمة.

وقال سفرواي “استغرب كيف لعاملين في إحدى المؤسسات الخاصة، كانا ينشطان في تهيئة الحديقة، تم استغلالهما بعدم إخبارهما أنهما أحيلا على التقاعد منذ سنتين!”.

التقاعد.. الموت البطيء بسب التهميش الكامل

وحول ذات الموضوع، قالت المختصة في علم النفس العيادي والصحة، فائزة بدوحان، إن كبار السن لم يعد لديهم ذلك الوسط العائلي الذي كان من قبل في المجتمع الجزائري، حيث يعاني أغلبهم اليوم من التهميش الكامل، زيادة على صعوبة الحياة وغياب المعاملة الخاصة في الصيدليات، والعيادات، والمستشفيات، وفي المؤسسات الخدماتية العمومية، حيث يبقى المسن، حسبها، في طابور طويل، في حين أن حالته النفسية والصحية لا تسمح بذلك.

وأكدت بدوحان، أن نوادي المسنين يجب أن تتوفر على مساحات خضراء وفضاءات ممارسة الحرف، ونقل الخبرات إلى الشباب والرعاية الصحية، والنفسية، والترفيه، وتحقيق الروابط والتواصل مع فئة الشباب.

ودعت بالمناسبة، إلى مراجعة التكفل الصحي والمعاملة على مستوى مؤسسات الخدمات العمومية والخاصة، مع الاستفادة من الخبرة التي يكتسبها بعض كبار السن من الذين أحيلوا على التقاعد، حتى لا نشعرهم بالتهميش الكلي.

نواد للمسنين قريبا في دور العجزة

ومن جهته، قال سعيد حواس، رئيس جمعية “وفاء”، إن نادي المسنين الذي سيكون في ولاية بوسعادة ويبعد عن عاصمة الولاية بـ60 كيلومترا، يعتبر فضاء يلتقي فيه كبار السن الذين ستنقلهم الجمعيات الخيرية، والخاصة برعاية هذه الفئة، في مقدمتها جمعيته، في رحلات ترفيهية وسياحية إلى هناك، مع فتح المكان أمام المسنين الذين يأتون بأنفسهم لقضاء أوقات ممتعة في النادي، في انتظار تواجد نواد أخرى في كل ولاية.

وأوضح أن النادي يجمع أشخاصا لديهم حرف ومواهب ويمكنهم أن يستفيدوا من محلات او قاعات لتعليم الشباب، مع توفير وكالة سياحية لخلق محيط سياحي تتخلله جولات سياحية وثقافية في شكل مجموعات، وكما يوفر النادي، حسب حواس، ألعابا جماعية، ومقاه ومطاعم.

وأكد سعيد حواس، أن الجمعية طرحت الفكرة على وزارة التضامن، يتم دراستها الآن، وتتعلق بنواد داخل دور العجزة، وهي مخصصة لكبار السن، يمكن لغير المقيمين في هذه الدور، ان يقضوا فيها يومياتهم.

دعوة وزارة العمل لفتح نواد للمتقاعدين

قال رئيس المنظمة الوطنية للعمال المتقاعدين لصناديق الضمان الاجتماعي، عمر مخلوفي، إن أهم برامج المنظمة، تتضمن مطلب فتح نواد للمحالين على التقاعد، حيث تم اقتراح ذلك على وزارة العمل والضمان الاجتماعي، إلى جانب إدراج الرعاية الصحية المنزلية، وتسهيل وصول هؤلاء إلى المصالح الإدارية.

وأكد مخلوفي، أن المتقاعدين لصندوق الضمان الاجتماعي، يقدر عددهم بـ10 آلاف شخص، لكنهم لم يستفيدوا لحد الساعة من خدمات رقمنة التعاملات في القطاع، حيث دعا المتقاعدين إلى التوجه لمراكز صندوق الضمان الاجتماعي لتصوير بطاقتهم الشخصية وإدراجها في نظام الرقمنة، لكي لا يتم مطالبتهم في كل مرة بشهادة الحياة، حيث بطريقة آلية يتجدد ملفهم.

والتمس من السلطات المحلية، بالاستثمار في خبرة ومكاسب علمية بعض المتقاعدين، من خلال الاستعانة بهم في مكتبات المطالعة للبلدية، وبعض الفضاءات العمومية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here