أعطى اللاعب الجزائري دروسا عديدة في مراعاة حرمة رمضان، وهذا سواء ما تعلق بالمباريات التي نشطها المنتخب الوطني، أو من خلال مواقف عديد اللاعبين الذين خاضوا تجارب احترافية في أوربا، على غرار فريد غازي وتاسفاوت وصايفي وعبد الرؤوف زرابي وهلال سوداني وسليماني وغيرها من الأسماء التي تركت انطباعا طيبا فنيا وأخلاقيا.
صنع المهاجم هلال سوداني التميز في مسيرته الاحترافية، في ظل المردود الايجابي والمنتظم الذي أبان عنه خلال المواسم الأخيرة، بما في ذلك أثناء شهر الصيام، ما جعله يصنف ثاني أفضل هدافي البطولة الكرواتية بفضل فعاليته وأهدافه الحاسمة، وقد تألق سوداني في رمضان 2017 مع نادي زغرب، ما خلف إشادة واسعة وسط التقنيين والمتتبعين، بدليل أن مدرب العين الإماراتي سابقا زوران ماميتش اعتبره أفضل لاعب في شهر رمضان، داعيا لاعبيه إلى جعله قدوة حقيقية في التألق والصمود. أما الهداف التاريخي للمنتخب الوطني عبد الحفيظ تاسفاوت فقد كان يصوم خفية عن مدربه غي رو،
لما كان يلعب مع نادي أوكسير الفرنسي، لكن التقني الفرنسي السابق غي رو لجأ إلى إمام مسجد باريس للحسم في وضعية صايب وتاسفاوت، حيث أخذ رخصة تبيح لهما عدم الصوم في المباريات الرسمية. أما بخصوص النجم السابق لـ”الخضر” زياني فقد كان يشترط الصوم طيلة الشهر الكريم، بدليل ما حصل له مع نادي سوشو موسم 2006-2007، حيث أصر على الصوم رغم تلقيه تحذيرات في هذا الجانب، والكلام ينطبق على رفيق صايفي الذي كان حريصا على الصوم، وهذا باعتراف المدرب الوطني الأسبق غوركوف الذي أشرف عليه في نادي لوريون.
من جانب آخر، اعترف اللاعب السابق فريد غازي بحجم الصعوبات والخلافات التي واجهها مع المدرب آلان بيران بسبب رمضان، لما كان ينشط مع نادي تروا الفرنسي، ما جعله يضيع مكانته كأساسي بسبب إصراره على الصوم، وهو مشهد شبيه للوضعية التي مر بها اللاعب كريم غازي الذي خسر مشواره الاحترافي في تونس، حتى لا يخسر دينه حسب قوله، بسبب ضغوط رئيس الترجي التونسي سابقا سليم شيبوب الذي طلب منه ألا يصوم،
ورفض كريم غازي ذلك جملة وتفصيلا، حيث قال في هذا الجانب “في 2004 أكدوا لي أن نادي الترجي تنتظره تحديات كبيرة محليا وقاريا، وهو ما يتطلب عدم الصوم.. بطبيعة الحال رفضت المطلب من أساسه، وتمسكت بديني، لأنه يعد رأسمالي الحقيقي، وهو الأمر الذي جعلني أخسر مشواري الاحترافي حتى لا أخسر ديني، وفي النهاية لم نوفق في إحراز كأس رابطة إفريقيا بعدما أقصينا في الدور نصف النهائي”.
أما الدولي السابق عبد الرؤوف زرابي فلم تحدث له مشاكل كثيرة من ناحية الصوم، إلا أن له طرائف حسب قوله، بحكم أن الأوربيين يحتارون حين يرونه يلعب مباريات وهو صائم، ما جعلهم يتساءلون عن السر وراء ذلك، ويقول زرابي في هذا الجانب “على كل حال مهما حاولت تفسير الأمر فلن يفهموا السر”، مضيفا بالقول “لم أصادف متاعب مع المدربين، حيث تعاملت مع رودي كرون في أجاكسيو، وكان يقول لي إذا أردت أن تصوم فأنت حر، وقد لعبت مباريات كبيرة في عز الصيام، من ذلك مباراة ضد ستراسبوع وكان الجو حارا في أجاكسيو، لكن الحمد لله قدمت مباراة كبيرة”.