افريقيا برس – الجزائر. وبرزت في المدّة الأخيرة ثقافة استهلاكية جديدة لدى أغلب المواطنين مع انتشار المساحات الكبرى التي تحوّلت إلى قبلة لعديد العائلات التي تفضل التبضع دفعة واحدة واقتناء كافة مستلزماتها لتجنب التنقلات المتكررة خلال شهر رمضان، مع ما يعرف فيه من نرفزة وتجاوزات في حركة المرور والطرقات.
ويغفل كثير من الزبائن عن التقيد بارتداء الكمامة واجتناب الزوايا المكتظة، حيث يضعونها ديكورا للتمويه عند الدخول وتأشيرة للسماح لهم بالمرور، وسرعان ما ينزلونها بعيدا عن أعين الأعوان، معرّضين بذلك حياتهم وحياة الآخرين للخطر، والحال ذاته في الأسواق الشعبية والبلدية والموازية التي تضرب فيها مقاييس الحماية عرض الحائط.
وفي هذا السياق أفاد البروفيسور أخموك المختص في الأمراض المعدية وعضو اللجنة العلمية لمتابعة ورصد تفشي فيروس كورونا في الجزائر في تصريح للشروق بأن غلق الحدود الجزائرية الجوية والبحرية والبرية هو القرار الذي ساهم في استقرار الوضعية الوبائية وجنبنا أزمة حادة رغم وجود الفيروس وبقاءه في البلاد.
وذكر المختص بأن نيوزيلندا التي سجلت 0 حالة شهدت عودة الفيروس من جديد مع عودة النشاط الاقتصادي، وكذلك البرازيل التي تشهد ما يناهز 4 آلاف وفاة يوميا وانجلترا التي بلغت تلقيحات شعبها 50 من المائة تعاني وضعا صعبا للغاية..كل هذا يضيف البروفيسور أخموك يجب أن يشعرنا بحجم وأهمية الإجراءات الوقائية حتى مع استقرار الحالة الوبائية وتراجعها.
ولفت المختص الانتباه إلى تهديدات الفيروس المتحوّر في شكله المتعلق بالسلالتين النيجيرية والبريطانية اللتين تعرفان بحسب معهد باستور الجزائر اتساعا في رقعة الانتشار، وهو ما لا يجعلنا في منأى عن تسجيل موجة ثالثة للفيروس القاتل.
ودعا أخموك الجزائريين إلى المحافظة على هذا المكسب المحقق من تراجع الحصيلة اليومية والحرص على حماية ذويهم من المسنين والمرضى والمصابين بالأمراض المزمنة، موضحا بأن كل وفاة هي خسارة للجزائر في أبنائها.
وأردف المتحدث بأن ارتداء الكمامة والغسل الجيد لليدين وتطهيرهما بالكحول مع المحافظة على التباعد بين الأفراد تعد إجراءات أساسية لا يمكن الاستغناء عنها، حيث قال يجب أن لا نجعل من مناسباتنا وأفراحنا مقبرة لأهلنا وذوينا، مستحضرا في حديثه ما عشناه بعد انقضاء رمضان الماضي من عودة ارتفاع الحالات بسبب التلاشي والتراخي في التدابير الوقائية.
من جهته أفاد البروفيسور رشيد بلحاج مدير النشاطات الطبية بمستشفى مصطفى باشا الجامعي أن الوضع لا يزال غير مطمئن ولم نتخلص بعد من الفيروس القاتل، لذا يتعين على جميع المتسوّقين والمواطنين الانضباط والالتزام بالتباعد والكمامة في الأماكن المكتظة، منتقدا التساهل الذي نراه في الأسواق وبعض المحلات التجارية.





