أفريقيا برس – الجزائر. يتفق المتتبعون لقصة المهاجم أندي ديلور مع المنتخب الجزائري، أن هذه القصة بدأت بطريقة غريبة، و انتهت على نحو غير منتظر..
وبالعودة إلى الوراء، فإن انضمام أندي ديلور إلى صفوف “الخضر” كان مختلفا، عن طريقة انضمام بقية اللاعبين المغتربين، كون اللاعب وضع نقطة البداية بتغريدة، مستغلا أصول والدته الجزائرية.
ونشر أندي ديلور في أفريل 2019، تغريدة ” وان تو ثري فيفا لالجيري”، وطلب بعدها الحصول على الجنسية الجزائرية للعب للمنتخب الوطني، ليتحصل عليها، ويتواجد قبل نهائيات أمم إفريقيا في القائمة الموسعة لـ”الخضر”.
ولعب الحظ دورا كبيرا في تواجد ديلور في النهائيات، بعد استبعاد هاريس بلقبلة لأسباب تأديبية، ليخوض المهاجم أول ودية له بألوان المنتخب أمام مالي، ويضمن التواجد في نهائيات كأس أمم إفريقيا في مصر.
ولم تكن أرقام وإحصائيات ديلور منذ انضمامه إلى المنتخب، قادرة على منافسة زميليه في الهجوم إسلام سليماني وبغداد بونجاح، رغم الفرص التي نالها في فترات جاهزيته مثلما أكد الناخب الوطني جمال بلماضي.
وكان الفصل الأخير من قصة أندي ديلور مع المنتخب، غير متوقعا، فالجميع كان يتابع العروض التي تحصل عليها اللاعب، بعد رغبته في الانتقال من مونبوليي، وكانت التمنيات كبيرة بتوقيع اللاعب في ناد يضمن له المشاركة، لأن ذلك يصب في مصلحة المنتخب.
وحسم ديلور وجهته بالتوقيع لنادي نيس الفرنسي، ويلتحق بزميليه في المنتخب يوسف عطال وبوداوي، ويشرع في تحد جديد، عنوانه المنافسة على مكانة أساسية لا جدال فيها.
غير أن هدف ديلور، كان على حساب “الخضر”، بعدما فضل ناديه نيس على المنتخب..حقيقة كشف عنها الناخب الوطني جمال بلماضي، في إجابته عن سؤال حول عدم استدعاء ديلور لتربص شهر أكتوبر.
وفضل بلماضي في أول ندوة صحفية في التربص، ترك الإجابة عن السؤال، إلى آخر الندوة، ليكشف عن السبب الحقيقي لغياب ديلور، والمتمثل في طلبه الإعفاء من المشاركة في كأس أمم إفريقيا المقبلة وتجميد مشاركته مع “الخضر” لمدة سنة، حتى يتمكن من التألق مع فريقه الجديد نيس.
وكان رد فعل الناخب الوطني منطقيا إلى أبعد الحدود اتجاه لاعب يفضل مصلحته الشخصية على المنتخب الذي يمثل بلدا بأكمله، ومن الغرابة أن الطلب جاء من لاعب لم يكن له تأثير كبير في المنتخب منذ التحاقه.
وكان بلماضي صريحا إلى أبعد الحدود في آخر تصريحات له حول أندي ديلور، بعدما قال أن المنتخب يتعب ويكد من أجل بلوغ المونديال، ثم يأتي ديلور مثل العروس للمشاركة في كأس العالم، وأضاف بلماضي أن ما قام به اللاعب إما غباء أوجرأة كبيرة.
وانتهت قصة ديلور مع المنتخب الجزائري بطريقة غريبة جدا، خاصة وأن أي لاعب آخر في مكانه كان سيفضل التواجد مع المنتخب من أجل تحقيق حلم المشاركة في المونديال.