أفريقيا برس – الجزائر. تشهد حوادث المرور ارتفاعا ملحوظا تزامنا مع بداية سقوط أمطار الخريف، وهو ما يطلق عليه المختصون “ذروة الحوادث المرورية”، حيث يشدّدون على السائقين والراجلين، بضرورة اتباع قواعد معينة وسياقة وقائية، حفاظا على أنفسهم وغيرهم، فخلال ثلاثة أيام ممطرة فقط، توفي 10 مواطنين في حوادث مرور مختلفة.
كواش: الطرقات في الشتاء تحتاج سائقا محترفا وحذرا
تسببت أمطار الخريف، المتساقطة على معظم التراب الوطني، والتي وصفت بالمعتبرة، في حوادث مرور كثيرة، من دون الحديث عن المفقودين والقتلى بالطرقات، الذين داهمتهم الفيضانات داخل مركباتهم.
النقيب يوسفي: تدخلاتنا تزداد خلال الأمطار وندعو لسياقة هادئة
وفي هذا الصّدد، يؤكد أمحمد كواش خبير في مجال السلامة المرورية، في تصريح لـ”الشروق”، بأنه خلال كل موسم لتساقط الأمطار، تشهد طرقاتنا ازديادا في إحصائيات الحوادث المرورية، وبالخصوص خلال تساقط الأمطار الخريفية الأولى، والتي تكون غالبا طوفانية.
4 ذروات مرورية تعرفها الجزائر خلال السنة
وحسب المختص، تعرف الجزائر، أربع ذروات لحوادث المرور، وهي ذروة الدخول المدرسي، تليها ذروة شهر رمضان، ثم موسم الاصطياف والعطلة السنوية، وأخيرا ذروة التقلبات الجوية.
واعتبر مُحدثنا، أن الخروج من هذه الذّروات الأربع بسلام، يكون عن طريق عاملين اثنين، أولهما الاستعداد “الجيّد” لها، وتكييف القوانين الرادعة، وثانيهما الدور الرئيسي للسّائق والمواطن، في هذه المهمة.
وقال كواش “إنه على السائقين خلال فصلي الخريف والشتاء، المواظبة على تتبع النشرات الجوية التي باتت متاحة عبر جميع المنصات، وخاصة النشرات الخاصة، والتي تقدّم معلومات طارئة عن أحوال الطقس، وكميات الأمطار المتساقطة، حتى لا يجازف السائق بحياته ومركبته وبضاعته”.
كما شدّد على السائقين، بضرورة إلغاء رحلاتهم وتنقلاتهم، خلال الأيام الممطرة، لأن الوضعية تهدّد حياة السائق والمسافر على حد سواء.
والسياقة الآمنة، خلال فصل الأمطار، تعتمد، حسبه، على قواعد مهمة، على رأسها مدى تحكم السّائق بسياقة مركّبته، وبسلامة رؤيته. وقال “لتكون لدينا رؤية آمنة لابدّ من وجود مركبة في كامل قواها الميكانيكية، مع عجلات سليمة غير ملساء، يكون فيها التحام جيد مع الأرضية..في حين أن العجلات الملساء، تُصعّب عملية كبح السيارة أو وقفها”.
وأضاف، “كما تعتمدُ السّياقة أثناء المطر، على سلامة ماسح الزجاج، والذي لابد وأن ينظف بشكل سليم، ويتحكم بالخصوص في المياه الملوّثة والتي تحجب الرؤية. وبالتالي علينا تفقد مطاط الماسح دوريا، لأنه يتمزق بسبب حرارة الصيف. وتفقد أيضا قارورة الماء الخاصة بتنظيف الزجاج الأمامي والخلفي، دون إغفال مراقبة سلامة المكابح. مع تنظيف الأضواء الأمامية والخلفية، لأن الظلام يحل مبكرا خلال فصل الشتاء، مع ضرورة تخفيض السرعة، إلى أقصى حد أثناء التهاطل، وترك مسافة أمان أكبر، فكلما كانت مسافة التباعد أكثر، تجنبنا الاصطدام الخلفي والجماعي للمركبات”.
ويؤكد المختصّ في السلامة المرورية، على أنّ الطرقات خلال موسم الأمطار، تحتاج سائقا حذرا ومحترفا، أو ما يُسمى بالسياقة الاحترافية.
وبشأن ظاهرة الفيضانات وامتلاء الطرقات بمياه المطر، فينصح محدثنا، السائقين والمشاة، بعدم المجازفة بحياتهم، لعبور المياه المتراكمة بالطرقات. مع تجنب الوقوف والتوقف أثناء تساقط الأمطار وهبوب الرياح، بالقرب من الأشجار الطويلة والجدران الهشّة. وأيضا عدم المغامرة بقطع الوديان.
وأهم تحذير وجهه للسائقين، هو تجنب التجاوز الخطير أثناء تهاطل الأمطار، لصعوبة التحكم في المركبة خاصة في المنحدرات.
357 حادث مروري خلال 3 أيام.. ؟
من جهته، كشف المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية، النقيب مراد يوسفي لـ”الشروق”، بأن الأمطار المتساقطة مؤخرا، كانت معتبرة، حيث أصدرت نشرية جوية للديوان الوطني للأرصاد الجوية، تنبيها في المستوى الثاني، يشير لتساقط أمطار غزيرة على المناطق الوسطى والداخلية والغربية، تتراوح كميتها بين 60 و80 ملمترا وأحيانا تصل إلى 120 ملمتر.
وكشف محدثنا، عن تسجيل المديرية العامة للحماية المدنية، خلال الثلاثة أيام الأخيرة فقط، 357 حادث مروري، خلفت 10 وفيات و406 جريح.
ودعا النقيب يوسفي، كافة المواطنين وخاصة السائقين لرفع درجة الحذر، عن طريق الصيانة الدورية للسيارات، وتجنب قيادة المركبة أثناء اشتداد الاضطراب الجوي، مع التقيد بقواعد القيادة الأمنية. وبالخصوص تخفيض السرعة والسير بهدوء، ومحاولة ضبط النفس وتجنّب الهلع عند أي طارئ.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس