جهود جزائرية لتعزيز المصالحة الفلسطينية

5
جهود جزائرية لتعزيز المصالحة الفلسطينية
جهود جزائرية لتعزيز المصالحة الفلسطينية

أفريقيا برس – الجزائر. في إطار المساعي العربية لحل الأزمة الفلسطينية الداخلية، إتجهت الجزائر لإستضافة الفصائل الفلسطينية لحل الأزمة الداخلية، واستبقت السلطات الجزائرية التحرك لمؤتمر “المصالحة الفلسطينية”، من خلال مشاورات مكثفة مع القاهرة والرياض، لكونهما لهما تأثير كبير على الملف الفلسطيني، وخاصة مصر التي تعتبر أنّ “الوساطة والقضية الفلسطينية بشكل عام تقع ضمن مسؤولياتها الإقليمية”. وتدرك القيادة الجزائرية أنّ حسم كل الخلافات، بين كبرى الفصائل الفلسطينية، وخاصة ما يتعلق بملف الانتخابات، هو أمر غاية في الصعوبة، بالنظر إلى أنّ الوقت بات قصيراً قبل موعد القمة العربية المقبلة، في شهر أذار/مارس المقبل في الجزائر.

أما الهدف الأساسي للقيادة الجزائرية مباشرة بعد القمة العربية، أو الذي تعتبره تتويجاً للقمة العربية، بحسب القيادات، فهو “إبعاد القضية الفلسطينية عن التجاذبات والخلافات العربية العربية، وإعادة بلورة مقاربة مشتركة على أرضية مبادرة التسوية العربية لقمة بيروت عام 2002، لفرملة قطار التطبيع والإستثمار في الإنجازات التي حققتها حركات المقاومة الفلسطينية على الأرض. وللمزيد من التفاصيل يتحدث إلى “أفريقيا برس” الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الدكتور عبد العزيز في الحوار الصحفي التالي:

مع إستضافة الجزائر للحوار الفلسطيني الفلسطيني كيف ترى هذه الخطوة وهل حيثيات هذه المحادثات تختلف عما سبقها؟

أرى أن هذه الخطوة هي خطوة طبيعية وضرورية، لأن القمة القادمة التي ستعقد في مارس القادم آذار سوف تعقد بالجزائر، ومن الطبيعي أن الجزائر تريد أن يكون لها دور في المنطقة، وسبق من قبل أن كان لها دور في حل أزمة الجوار مع الجمهورية الليبية، فهذا أمر طبيعي من الجزائر في هذه المرحلة القادمة، وهذه المحادثات تختلف عن ما سبقتها لأن الجزائر جادة في مساعيها، حيث تهدف إلى الوقوف بجوار الأخوة الفلسطينيين من ناحية، ومن ناحية أخرى هي تريد أن تكون في تحد أمام دور المغرب في عملية الوقوف مع “إسرائيل” في الفترة الأخيرة.

جاءت هذه المحادثات بعد عدة إجتماعات شهدتها القاهرة لتحقيق المصالحة بين القوى السياسية الفلسطينية التي فشلت كلها في تحقيق هذا الهدف المنشود هل ترى أن إجتماعات الجزائر سوف تحقق الرغبة المنشودة للشعب الفلسطيني؟

سبق وأن أحدثت القاهرة إتفاق بين الفصائل الفلسطينية في 2011 وكذلك تم إتفاق بين الفصائل في 2017، والقاهرة لها دور أساسي ودور ريادي، والقضية الفلسطينية لن تحل على الإطلاق دون أن يكون للقاهرة دور إساسي في هذه المحادثات.

هل محادثات الجزائر هي قفزة على الدور الذي كانت تلعبه مصر، خاصة وأن الفصائل الفلسطينية ومن بينها حماس والجهاد ستجد نفسها في وضع أكثر أريحية؟

محادثات الجزائر هي قفزة على الدور الذي كان تلعبه مصر، خاصة وأن الفصائل الفلسطينية ومن بينها حماس والجهاد ستجد نفسها في وضع أكثر أريحية، و أنا أرى أن القضية الفلسطينية قضية صعبة وحلولها بعيدة ولابد من تظافر الجهود العربية مجتمعة، وكانت هناك زيارة لرئيس الجزائر مجتمعا بالرئيس عبد الفتاح السيسي، وتم الإتفاق على آليات لهذا الإتفاق وأعتقد أن هناك تنسيق للمزيد من المقابلات بين الطرفين لحل الأزمة.

ما هي مصلحة الجزائر في تولي دور الوساطة لحل الأزمة الفلسطينية الداخلية وهل يمكن أن تنجح في القيام بهذا الدور؟

نحن نتمنى أن يكون للجزائر دور قوي وفاعل في حل الأزمة، والجزائر لن تحل الأزمة وحدها ولابد من تظافر كافة الجهود العربية لحلها ومن أهمها مصر والأردن، ولابد من وجود آليات وتظافر وتلاحم خاصة وأن الأزمة كبيرة، والجزائر سبق وأن إستضافت الرئيس عباس ابو مازن، ودعمت الجزائر الفلسطينين بـ100 مليون دولار، معنى ذلك أن لديها نية لحل الأزمة كما وعدت بمبالغ أخرى، وكل ما يهمنا أن تجد الأزمة الفلسطينية حل في النهاية.

هل الدور الذي يلعبه المغرب في التطبيع مع الكيان ال”إسرائيل”ي سيدفع الجزائر للعمل على دعم الحقوق الفلسطينية أكثر في المرحلة المقبلة، مثل تحقيق المصالحة الفلسطينية أو عرقلة مساعي “إسرائيل” في الحصول على صفة مراقب بالإتحاد الافريقي؟

هناك مشكلة بين الجزائر والمغرب وهي أن الجزائر تدعم جبهة البوليساريو، وهذا الدعم الجزائري يصنع أزمة مع المغرب التي تطبع علاقاتها مع “إسرائيل” حتى تحصل على الدعم ال”إسرائيل”ي في الإتحاد الإفريقي، وهذا أمر خطير هو أننا أصبحنا كدول عربية نستعين ب”إسرائيل”، والمغرب تسعى لتحقيق مصالحها من ناحية وكذلك الجزائر تسعى لأن يكون لها دور في المنطقة، وهناك تنسيق بين الجزائر ومصر لحل الأزمة الفلسطينية من الداخل حتى يتسنى حل الأزمة من الخارج.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here