التلوث البلاستيكي يهدد صحة الجزائريين

التلوث البلاستيكي يهدد صحة الجزائريين
التلوث البلاستيكي يهدد صحة الجزائريين

أفريقيا برس – الجزائر. في ظل تسارع الأبحاث العلمية حول تأثيرات التلوث البلاستيكي على صحة الإنسان، دقت دراسات عالمية حديثة ناقوس الخطر، بعد تأكيدها وجود جزيئات بلاستيكية دقيقة داخل جسم الإنسان، بما في ذلك الدم، والرئتان، وحتى بعض الأنسجة الحيوية، وهو ما أثار القلق وفتح باب التساؤل حول مصادر هذا التسلل الصامت، الذي يبدأ من بعض ممارساتنا اليومية داخل بيوتنا، بحسب ما تراه منظمة “حمايتك”.

وفي هذا السياق، نبهت المنظمة الجزائرية للدفاع عن المستهلك “حمايتك” إلى مخاطر صحية محتملة مرتبطة بتخزين بعض الأغذية، خاصة المالحة والحمضية، داخل العبوات البلاستيكية لفترات طويلة، وهي عادة منتشرة في العديد من البيوت الجزائرية، خصوصًا عند حفظ الزيتون، الطرشي، الفلفل المخلل، وغيرها، مع إضافة الخل أو عصير الليمون.

وبحسب “حمايتك”، تشير البيانات العلمية إلى أن تخزين الأغذية ذات الحموضة العالية أو المحتوى المرتفع من الملح داخل البلاستيك، خاصة مع طول مدة التخزين أو التعرض للحرارة والضوء، قد يؤدي إلى هجرة مواد كيميائية من العبوة إلى الغذاء. هذه المواد، وإن كانت بكميات صغيرة، إلا أن تأثيرها قد يكون تراكميًا على المدى المتوسط والبعيد.

“الهجرة الكيميائية”… من العبوة إلى الغذاء

وتحذر المنظمة من أن هذه “الهجرة الكيميائية” تصبح أكثر خطورة في حال استعمال عبوات بلاستيكية غير مخصصة لتلامس الأغذية، أو إعادة استعمال قوارير المياه والمشروبات الغازية لأغراض الحفظ الغذائي.

ويؤكد رئيس المنظمة الجزائرية للدفاع عن المستهلك، محمد عيساوي، أن هناك تحذيرات وتوصيات صادرة عن هيئات صحية دولية مرجعية، على غرار منظمة الصحة العالمية، باستمرار، من أن سلامة الغذاء لا تقتصر على مكوناته فقط، بل تشمل أيضًا مواد التعبئة والتغليف، معتبرة أن التلوث الكيميائي الناتج عن التخزين غير السليم يمثل خطرًا حقيقيًا على الصحة العامة.

وأيضا حذرت، الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية، من الموضوع، بحيث أشارت إلى أن هجرة المواد الكيميائية من البلاستيك تزداد مع الأطعمة الحمضية والدهنية ومع التخزين الطويل.

ويضيف محمد عيساوي، بأن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، هي بدورها، أوصت بعدم إعادة استعمال العبوات البلاستيكية، وعدم استخدام القوارير غير المخصصة لحفظ الأغذية.

تفاصيل بسيطة تحمي صحتك

ويشار إلى أن هذه التوصيات تأتي متزامنة مع أبحاث حديثة، كشفت عن وجود جزيئات بلاستيكية دقيقة داخل جسم الإنسان، يُرجح أن مصدرها الغذاء، الماء، والهواء، ما يعزز المخاوف من آثارها الصحية المحتملة التي لا تزال قيد الدراسة.

وعليه، تنصح منظمة “حمايتك”، في إطار الوقاية، بالامتناع عن تخزين الأغذية المالحة أو الحمضية في العبوات البلاستيكية لفترات طويلة. اعتماد أوعية زجاجية أو فخارية أو عبوات مخصصة لتلامس الأغذية، إضافة إلى عدم إعادة استعمال قوارير المياه والمشروبات لأي غرض غذائي.

وختم محدثنا قائلا: “إن هذا التنبيه لا يهدف إلى إثارة الذعر، بل إلى تعزيز ثقافة الوقاية.. لأن الحفاظ على صحة المستهلك يبدأ من تفاصيل بسيطة داخل البيت”، وتبقى الوقاية، بحسبه، خيرا من العلاج، وسلامة الغذاء مسؤولية جماعية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here