أفريقيا برس – الجزائر. تعتبر أمراض القلب من الأسباب الرئيسية للوفاة حول العالم، وهو ما جعل جراحة القلب من أهم فروع الطب تطورا في العقود الأخيرة، وفي ظل التقدم السريع في التكنولوجيا، ظهرت تقنيات حديثة أدت إلى نقلة نوعية في طرق علاج أمراض القلب، فقللت من مخاطر العمليات الجراحية وساهمت في تحسين نسب النجاح والتعافي السريع للمرضى.
وفي هذا السياق، كشف البروفيسور يزيد عودية، رئيس مصلحة طب القلب بالمستشفى العمومي “تاقزايت عبد القادر” بتيبازة، وعميد كلية الطب بالبليدة، عن إدخال تقنيات طاقة جديدة لإجراء عمليات القلب بدقة أكبر، وتقليل المضاعفات، وتحسين نتائج العلاج، وتسريع التعافي، وذلك في غضون 3 أسابيع تقريبا، في انتظار إجراء أولى العمليات بها للمرضى داخل المصلحة يومي 19 و20 أكتوبر القادم.
تقنيات حديثة لتفادي أعراض ثانوية بعد العمليات الجراحية
وأكد عودية، أن جراحة القلب تعد من العمليات الدقيقة والمعقدة التي تتطلب تقنيات متطورة لضمان نجاحها وسلامة المريض، فمع تقدم العلم، ظهرت تقنيات طاقة جديدة تساعد الجراحين على إجراء أصعب العمليات الجراحية الدقيقة للقلب.
وقال البروفيسور يزيد عودية، أن بعض التقنيات الجديدة التي اعتمدتها المصلحة لفائدة المرضى لأول مرة في المستشفيات العمومية، أن 1020 مريض بالقلب سنة 2024، تم تلقيهم العلاج داخل مصلحة مستشفى تيبازة، بينهم 80 بالمائة يعانون أمراض الشرايين وانسدادها، بسبب تغير نمط الحياة، والسكري والضغط الدموي، والتدخين، والكوليستيرول، مشيرا إلى أنه في السنة، تجرى حوالي 20 عملية جراحية دقيقة على القلب و8 عمليات في الأسبوع لعلاج تذبذب نبضات القلب.
وأفاد محدثنا، أن الجزائر تتجه نحو اعتماد تقنيات متطورة واستغلال الذكاء الاصطناعي في تشخيص وعلاج أمراض القلب، كما تمكنت، حسبه، مصلحة طب القلب بمستشفى “تاقزايت عبد القادر” بتيبازة، من زرع أجهزة لتنظيم ضربات القلب أكثر دقة وتقي من المضاعفات الجانبية، وزرع أجهزة بالقلب يمكن متابعتها وحتى برمجتها عن بعد، بحيث أكد أنه تم الإعلان سابقا، عن إطلاق تقنية تحفيز جهاز التوصيل الكهربائي للقلب، وهي تقنية جديدة في مجال التحفيز القلبي في الجزائر.
وقال البروفيسور، إن تقنية تحفيز جهاز التوصيل الكهربائي للقلب، تتعلق بتنظيم ضربات القلب، موضحا أن المرضى الذين يعانون من انخفاض ضربات القلب الذين تجرى لهم عمليات زرع بطارية يمكن أن تسبب لهم أعراضا ثانوية، ولهذا، فإن التقنية الجديدة، وهي حديثة في العالم، يمكن أن تحل المشكل، “خاصة أنها تقنية تحفز الجهاز الناقل في القلب، ما يسمح بتنظيم نبضات القلب بطريقة فيزيولوجية وأكثر دقة، وعليه، فإنها تجنب المريض الأعراض الثانوية الممكنة”.
وأكد نفس المصدر، أن تقنية تحفيز جهاز التوصيل الكهربائي للقلب، ستعتمدها قريبا بعض مصالح أمراض القلب في المستشفيات العمومية الجزائرية، مشيرا إلى أن 25 بالمائة من المرضى ضمن 200 مريض أجريت لهم عملية زرع بطارية سنويا في مصلحة مستشفى تيبازة، سيستفيدون من هذه التقنية الجديدة. مع الإشارة، بحسبه، إلى أن هذه الأخيرة أغلى ثمنا بـ5 مرات من تقنية زرع البطارية التقليدية، وأفاد أن تقنيات الطاقة الحديثة في جراحة القلب متعددة منها الطاقة الليزرية وتستخدم أشعة الليزر في قطع أو تبخير الأنسجة بدقة عالية، مما يقلل من النزيف ويساعد على إجراء عمليات دقيقة مثل فتح الشرايين أو إصلاح الصمامات والطاقة الراديوية، وهي تستخدم لتدمير الأنسجة المسببة لاضطرابات النبض، مثل الرجفان الأذيني، من خلال تسخين مناطق محددة بالقلب بطريقة دقيقة، مع حماية الأنسجة السليمة والطاقة فوق الصوتية، وتستخدم الموجات فوق الصوتية لقطع الأنسجة من دون تلف الأنسجة المحيطة، وتستخدم في عمليات القلب المفتوح أو الجراحة التنظيرية، وأما الطاقة الكهربائية، فإنها أداة تستخدم تيارا كهربائيا على التردد لقطع الأنسجة أو إيقاف النزيف أثناء الجراحة وتتميز بدقتها وقدرتها على تقليل فقد الدم.
نحو جراحة روبوتية وعمليات تحكم عن بعد
وأحدث التقنيات في مجال الطاقة لجراحة القلب، حسب عودية، مثل التجميد العلاجى، والليزر رباعي الأبعاد، والروبوتات الذكية، التي تجعل الجراحة أكثر أمانا وفعالية مع تقليل المضاعفات.
وينتظر، حسب البروفيسور يزيد عودية، رئيس مصلحة طب القلب بالمستشفى العمومي “تاقزايت عبد القادر” بتيبازة، أن تعتمد الجراحة الروبوتية في جراحة القلب وهذا لإجراء عمليات دقيقة للغاية باستخدام أذرع روبوتية تتحكم عن بعد، بحيث توفر هذه التقنية دقة عالية، وتقلل من الأخطاء البشرية، وتستخدم في عمليات مثل إصلاح صمامات القلب.
وعن تقنيات استخدام الذكاء الاصطناعي، قال عودية، إن التقنيات الحديثة غيرت مفهوم جراحة القلب، وجعلتها أكثر أمانا وفعالية، وساهمت في تحسين جودة حياة المرضى بشكل كبير، فمع استمرار الأبحاث والتطورات، يتوقع أن يصبح المستقبل أكثر إشراقا في مجال طب وجراحة القلب، فبعد استخدام تقنية طباعة نماذج ثلاثية الأبعاد لقلوب المرضى بهدف التخطيط الدقيق للجراحة، واستخدامها مستقبلا لطباعة صمامات أو أنسجة قلبية، فإنه بالذكاء الاصطناعي، يتم رسم البيانات، وتشخيص أمراض القلب بشكل أدق، كما يتم التنبؤ بمخاطرها، ويمكن تحليل نتائج الفحوصات الطبية، وهو ما يساعد الأطباء على اتخاذ قرارات أفضل قبل وأثناء العملية الجراحية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس