جزائريون يقاطعون التبذير في احتفالات المولد

9
جزائريون يقاطعون التبذير في احتفالات المولد
جزائريون يقاطعون التبذير في احتفالات المولد

أفريقيا برسالجزائر. اعترف تجار “طاولات المولد” هذا العام بمقاطعة الجزائريين لشراء مختلف أنواع المفرقعات التي تصل قيمة الواحدة منها 2000 دج، وتعويضها بالبخور والشموع والفوانيس التي تزينت بها مختلف الأسواق والمحلات والطاولات التي تبيع مستلزمات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، الذي فرضت فيه الجائحة منطقها وبات المواطن يعمل ألف حساب لكل دينار يخرج من جيبه، مع مقاطعة المواطنين لمختلف مظاهر التبذير في هذه المناسبة التي كانت العائلات فيها تنفق أموالها لشراء مفرقعات سرعان ما تتبخر في الهواء وتتسبب في تشويه احتفالات مولد خير الأنام.

الزّربوط والمرقازة والفراشة.. ليست كُنيات مجرمين، بل هي أسماء مُفرقعات غزت السوق الجزائرية، تحسبا للمولد النبوي الشريف. والتي وصلت أسعار بعضها حتى 2000 دج. والغريب أنه رغم شكاوىي المواطنين بانهيار قدرتهم الشرائية، لكن رأيناهم متكدسين في طوابير أمام طاولات بيع المفرقعات والشموع، لإدخال بعض الفرحة على أطفالهم. وحتى محلاّت بيع الدجاج عرفت نشاطا، غاب عنها الأيام الماضية.

لم تتغيّر عادات الجزائريين، في الاحتفال بيوم ازدياد خير الأنام، محمد عليه الصّلاة والسلام، وإن كانت حدّتها خفت قليلا، في ظلّ جائحة كورونا السنتين الأخيرتين.

“الشروق” تجوّلت في بعض أسواق العاصمة الشعبية، للاطلاع عن قرب على تجارة المفرقعات عشية حلول المولد النبوي الشريف. فسوق ساحة الشهداء، وكعادته كان مليئا بالمتسوّقين خاصة من الجنس اللّطيف، وغالبيتهن كنّ مرفوقات بأولادهن، لأن الأول، السبت، هو يوم عطلة. ورأينا غالبيتهن مُتجمعات أمام طاولات بيع المفرقعات بإلحاح من أطفالهن.

“الزّربوط ” بـ20 دج و”الفراشة” بـ 150 دج

اقتربنا من بعض الباعة، لمعرفة الأسعار والأنواع الجديدة منها، فحقيقة شاهدنا أغراضا لم نفهم ماهيّتها، وهي أقرب في أشكالها إلى قطع الحلوى، أو لُعب الأطفال. وهي ملفتة للنظر حقا.

فهذه السّنة، ظهرت أنواع جديدة من المفرقعات، وحسب الباعة، غالبيتها دخلت بلادنا عن طريق “الكابة” بعد منع استيرادها، وهي مجلوبة من الصين. وأخرى تُصنع محليا ولكنها قليلة. ومن أنواع المفرقعات الجديدة، هناك الكبسولات الصغيرة وبمختلف الألوان، ومفرقعة “الثومة” بمبلغ 50 دج للواحدة، وأخرى تسمى “الفراشة” وهي تبدو وكأنها فراشة حقيقية، وكان الإقبال عليها كبيرا، خاصة من الأطفال الصغار، بسبب شكلها الجميل. ومفرقعة “الزربوط” والتي تدور مثل لعبة “الزربوط” وتطلق ضوءا أثناء دورانها، ولكنها لا تنفجر، وتباع بمبلغ 20 دج للواحدة.

عزوف عن شراء المفرقعات بسبب الغلاء

وأخبرنا الباعة عن أنواع جديدة من المفرقعات، ومنها مفرقعة “المرقازة” بسبب شكلها الطويل. أما “الشيطانة” فهي مفرقعة ذات انفجار مدو. ويُعرض الباعة المفرقعات العادية. فيما تتراوح الأسعار بين 100 دج، وصولا حتى 3000دج. وقد رأينا مواطنين اشتروا مفرقعات بمبلغ 5 آلاف دج دفعة واحدة. ومع ذلك أكد لنا الباعة بسوق ساحة الشهداء، بأن الإقبال على الشراء مُنخفض نوعا ما، مُقارنة بسنوات ما قبل الكورونا. بسبب انهيار القدرة الشرائية، وتوقيف كثير من النشاطات بسبب كورونا .وهو ما جعل كثيرا من الباعة، يفضلون بيع الشموع والفوانيس فقط، لأن الإقبال على المفرقعات لم يكن كبيرا. حيث شاهدنا عشرات الطاولات تعرض مختلف أنواع الشموع فقط.

باعة يعرضون الشموع فقط..

وفي ظاهرة جديدة، انتشرت ظاهرة بيع الفوانيس “الجميلة”، والتي تتراوح أثمانها، بين 700 دج إلى 1200دج، وصولا حتى 2500 دج. وحتى مُختلف أنواع “البخور” والمعروفة بكثرة استعمالها في دول الخليج، فيبدو أن ثقافة استعمال البخور لتعطير المنازل، انتشرت لدينا. فرأينا فوانيس وضع البخور على مختلف أنواعها، معروضة للبيع بأسعار تتراوح بين 500 دج إلى 1200 دج، وهي عبارة عن فوانيس توضع أسفلها شمعة وفي الجهة العلوية نضع صابونة معطرة، فتطلق روائح زكية عند احتراقها.

أما عن الشموع، فحدّث ولا حرج..فهي معروضة للبيع بمختلف الأشكال والأنواع، والجديد فيها، هي شموع محلية الصنع، بيضاء اللون، ومرسوم عليها رسومات لأشخاص بين ذكور وإناث، تحمل مختلف الأسماء، إذ يشتري كل طفل الشمعة التي تحمل اسمه، وأسعارها 50 دج للشمعة الواحدة.

الفوانيس والبخور حاضرة بقوة

وأكد لنا صاحب محل لبيع مختلف أنواع العطور بميسونيي، بأن الجزائريين صاروا يقبلون على شراء بخور تعطير المنازل مؤخرا، وأظهر لنا مختلف أنواع البخور، ومنها ما يصل سعرها حتى مليون سنتيم، بسبب رائحتها النفّاذة، حيث تحسبُها عطرا أصليا غالي الثمن.

إلى ذلك، أكد مواطنون تحدثنا معهم، بأنهم ورغم انهيار قدرتهم الشرائية، فلا استغناء لهم عن شراء الأغراض المتعلقة باحتفالات المولد النبوي الشريف، لأنها أضحت عادة ينتظرها أولادهم بشغف، حتى ولو اضطرّ الآباء إلى “السّلف”.

فالبعض أكد أن مصروفه ليلة المولد فقط، يصل حتى مليون سنتيم، بين شراء الشموع والمفرقعات والدجاج والخضر، وبعض المكسرات “دراز”، ومستلزمات تحضير “الطّمينة “.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here