حجز قرابة مليون مفرقعة في ولايات بشرق البلاد

5
حجز قرابة مليون مفرقعة في ولايات بشرق البلاد
حجز قرابة مليون مفرقعة في ولايات بشرق البلاد

أفريقيا برس – الجزائر. مع إصرار “تجار” المفرقعات على ترويج “سلعتهم”، مع اقتراب كل مناسبة احتفالية بمولد خير الأنام صلى الله عليه وسلم، تزداد مصالح الأمن صرامة من خلال حجز مئات الآلاف من الوحدات بأشكالها ومخاطرها المتنوعة، كلها تباع في الأسواق السوداء البعيدة عن الأنظار وتصطاد بالخصوص زبائن من فئة الأطفال والمراهقين.

600 ألف مفرقعة وسبعة متورطين في قسنطينة

ففي ولاية قسنطينة، ضربت الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بأمن دائرة علي منجلي المدينة الجديدة، بيد من حديد في أكبر عملية بشرق البلاد أسفرت عن توقيف سبعة أشخاص، منهم من يمتلك سجل تجاري وينتمي إلى التجارة النظامية، والبقية وسطاء على علاقة لهم بالتجارة النظامية. وحجزت خلال العملية الضخمة أكثر من 600 ألف وحدة من المفرقعات والألعاب النارية المهربة والموجهة للبيع في مختلف أحياء المدينة الجديدة علي منجلي وفي ولايات أخرى.

وبحسب بيان لمصالح الأمن، صدر مساء الاثنين، فإن معلومات، وردت عناصر الفرقة عن قيام بعض الشباب بإدخال كمية ضخمة من المفرقعات عبر مركبات إلى قلب المدينة الجديدة علي منجي، فقامت الفرقة الأمنية باستغلال المعلومات من خلال رصد تحركات المشتبه فيهم، مع وضع خطة محكمة مكّنت أولا من توقيف خمسة أشخاص داخل سيارة نفعية، كانت بها بعض السلعة من المحجوزات في العملية وهي عبارةعن مفرقعات وألعاب نارية وكانوا على أهبة بيعها لعدد من الأشخاص بين تجار وتجار مناسبات.

السيارة النفعية التي تم توقيفها وُجد بها أكثر من عشرين ألف وحدة، كانت مخبأة في كيس بلاستيكي، إضافة إلى أكثر من 37 مليون سنتيم من عائدات بيع المفرقعات والألعاب النارية. حيث تم تحويل المعنيين والمحجوزات إلى مقر الفرقة بالمدينة الجديدة علي منجلي لمواصلة التحقيق معهم والذي أفضى إلى أن المفرقعات والألعاب النارية، يتم تخزينها على مستوى محل مغلق وغير مستعمل في التجارة، بإحدى عمارات المدينة الجديدة علي منجلي، وهناك ضُبطت كمية أخرى جد معتبرة تجاوزت النصف مليون وحدة، من مختلف الأنواع والأصناف والأشكال ليبلغ إجمالي الكمية المحجوزة أزيد من 600 ألف وحدة، مع توقيف شابين آخرين من بينهما صاحب المحل المستعمل لتخزين المفرقعات.

مباشرة بعد الانتهاء من التحقيق،أنجز ملف جزائي في حق المعنيين وتمت إحالتهم على النيابة المحلية بقسنطينة، بتهمة التهريب والتخزين والاتجار في الألعاب النارية والمفرقعات.

من جهتها، حجزت وحدات المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بسطيف، في عمليات متفرقة نُفذت خلال اليومين الأخيرين، ما يقارب 100 ألف وحدة من المفرقعات والألعاب النارية المختلفة الأنواع والأحجام، جميعها ذات منشأ أجنبي وممنوعة من الاستيراد، قُدرت قيمتها المالية بحوالي 68 مليون سنتيم.

وتندرج هذه العمليات ضمن المخطط الوقائي الذي باشرته قيادة الدرك الوطني مع اقتراب ذكرى المولد النبوي، من أجل تشديد الرقابة على المنافذ والمسالك الوطنية، حيث ترتفع محاولات إدخال المفرقعات وترويجها بشكل لافت. وقد تمت هذه المرة عبر 3 تدخلات منفصلة في مناطق مختلفة من الولاية، سمحت مجتمعة بحجز الكمية المذكورة وإحالة ملفات المخالفين على الجهات القضائية المختصة.

العملية جاءت بعد أيام قليلة من تنفيذ عملية سابقة قامت بها فرقة الأبحاث بالعلمة، أين تم حجز أزيد من 34 ألف وحدة كانت مخبأة في صندوق أمتعة حافلة متجهة نحو قسنطينة، حتى عادت مصالح الدرك لتسجل حصيلة أكبر، ما يؤكد أن شبكات التهريب تنشط بقوة مستغلة ظرف المناسبة لإغراق الأسواق المحلية بكميات ضخمة من المفرقعات والألعاب النارية المحظورة.

وتثير هذه الأرقام المتصاعدة مخاوف متجددة في الأوساط الشعبية، حيث تحولت المفرقعات من وسيلة احتفال إلى مصدر تهديد حقيقي للصحة والأمن العام. إذ تسجل سنوياً عشرات الإصابات البليغة في صفوف الأطفال والشباب بسبب سوء الاستعمال أو انفجار بعض الألعاب النارية، فضلاً عن حالات التشوه الدائم التي ظلت تلاحق العديد من الضحايا. كما يشتكي السكان من الضوضاء والفوضى التي تعم الأحياء السكنية خلال ليالي المولد، حين تتحول الأزقة إلى مسارح لمعارك صوتية مقلقة.

من جانب آخر، يطرح الملف أبعاداً اقتصادية وأمنية أوسع، فالمفرقعات التي يتم إدخالها بطرق غير شرعية تمثل نزيفاً مالياً وضرباً مباشراً للاقتصاد الوطني، لكونها تروج خارج القنوات القانونية وتدر أرباحاً طائلة لشبكات التهريب. وهو ما يفسر إصرار السلطات الأمنية على تكثيف العمليات لمصادرة هذه المواد وحماية السوق الوطنية من انعكاساتها.

يخزن 75 ألف وحدة من المفرقعات في بيته بالطارف

كما تمكن عناصر الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بالشط في ولاية الطارف، من إحباط محاولة تهريب كمية معتبرة من المفرقعات والألعاب النارية، مع توقيف صاحبها الذي كان بصدد عرضها للبيع بمناسبة الاحتفال بليلة المولد النبوي الشريف.

العملية التي أسفرت عن حجز كمية معتبرة من الألعاب النارية ومختلف أنواع المفرقعات أجنبية الصنع، قُدرت إجمالا بـ74900 وحدة، تمت على إثر استغلال عناصر الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بالشط، للمعلومات التي وردت إليهم بخصوص تخزين أحد الأشخاص لكمية معتبرة من المفرقعات والألعاب النارية أجنبية الصنع داخل مسكنه، بغرض تهريب جزء منها وتسويق الجزء الآخر داخل التراب الوطني، بمناسبة ليلة المولد النبوي الشريف، حيث تم بعد التحريات والتحقيقات التي باشرها عناصر الفرقة تم تحديد هوية المشتبه فيه، الذي تم توقيفه مع مداهمة مقر إقامته بإذن من نيابة الجمهورية لدى محكمة الذرعان، ما مكّن من حجز كمية السلع المهربّة.

المشتبه فيه وعند تحويله إلى مقر الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بالشط، تم إنجاز ملف قضائي ضده عن تهمة حيازة بضاعة محظورة وحساسة تتمثل في مفرقعات وألعاب نارية، داخل النطاق الجمركي من دون وثائق إثبات معدة للتهريب، تم بموجبه تقديمه أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الذرعان.

كما سجل حجز مماثل، ولكن بكميات أقل بالمئات والآلاف في ولايات أخرى مثل سوق اهراس وبسكرة وخنشلة وأم البواقي وميلة.

يذكر أن وزارة الصحة، حذرت الاثنين، من مخاطر استعمال المفرقعات والألعاب النارية بمناسبة إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف وما قد ينجر عنها من حوادث خطيرة تهدد سلامة المواطنين، وهذا عبر بيان، أوضحت فيه أن المواد النارية كالمفرقعات والألعاب النارية قد تتسبب في “حوادث خطيرة تهدد سلامة الأشخاص ويتحول الاحتفال إلى المأساة” من بينها “الحرائق، الصخب الناجم عن انفجار المفرقعات والقذائف وآثاره السلبية على راحة الأفراد المادية والمعنوية، خاصة المسنين، المرضى، النساء الحوامل والأطفال”، مشيرة إلى أن صوت الانفجارات قد يؤدي إلى “إتلاف السمع، ويتسبب في الإزعاج والقلق”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here