حرائق الخريف تلتهم مساحات غابية بـ10 ولايات

حرائق الخريف تلتهم مساحات غابية بـ10 ولايات
حرائق الخريف تلتهم مساحات غابية بـ10 ولايات

أفريقيا برس – الجزائر. شهدت 10 ولايات من الوطن، نشوب حرائق غابية، تفاوتت في قوتها، وكانت أهمها في تيبازة، أين اقتربت ألسنة اللهب، ليلة الخميس إلى الجمعة، من التجمعات السكانية، مجبرة العائلات على مغادرة سكناتها.

وتطلبت ضراوة النيران تجنيد إمكانيات بشرية ومادية معتبرة، واستخدام طائرات الإطفاء، ومكنت تلك الجهود، التي شارك فيها أفراد الجيش، من إخماد غالبية الحرائق، عدا بعض البؤر المتفرقة، التي استمر التعامل معها الجمعة.

كما استنفر ضلوع السلطات من مختلف المستويات، ومن ذلك تنقل الوزير الأول سيفي غريب إلى الولاية رقم 42، للإشراف ميدانيا على جهود الإطفاء. ويشار إلى أن الحرائق التي لم يُعهد نشوبها بمثل هذه الحدة في هذا الوقت من العام، تزامنت مع هبوب رياح عاتية بلغت سرعتها 90 كلم في الساعة ببعض المناطق.

حالة هلع ومواطنون يفرون من بيوتهم.. النيران تأتي على مساحات غابية واسعة بتيبازة

تمكنت فرق الحماية المدنية، مدعمة بعناصر الجيش الوطني الشعبي ووحدات تدخل من ولايات مجاورة، من السيطرة على سلسلة الحرائق العنيفة التي اندلعت الخميس عبر بلديات بني ميلك والأرهاط ومسلمون وحجرة النص بولاية تيبازة، بعد جهود مضنية وعمليات إخماد واسعة النطاق استمرت حتى زوال الجمعة.

وذكر رئيس خلية الإعلام بمديرية الحماية المدنية لتيبازة محمد ميشاليخ أن “النيران تمت السيطرة عليها بالكامل وتم الخروج من دائرة الخطر، مع إبقاء فرق الحراسة في حالة تأهب قصوى”، مشيرا إلى أن التنسيق بين مختلف المصالح كان عاملا حاسما في منع توسع اللهيب.

وامتد لهيب الحريق الأول، الذي اندلع في حدود العاشرة والنصف صباح الخميس بالأرهاط، إلى بلديات مسلمون وبني ميلك، قبل أن يشهد مساء اليوم نفسه اشتعالا نيران قوية بغابات حجرة النص، وسط رياح عاتية بلغت سرعتها 70 كلم/سا، ما صعب مهمة الإطفاء وأدى إلى توسع النيران بسرعة كبيرة، واستنفر المخطط العملياتي ما يفوق 350 عون حماية مدنية و97 شاحنة إخماد، بالإضافة إلى طائرات “بيريف 200” التي تدخلت في البؤر الأكثر اشتعالا.

كما أغلقت السلطات الطريق الوطني رقم 11 ليلاً لتأمين حركة الإطفاء ومنع الخطر على مستعمليه، في حين اضطرت “سونلغاز” إلى قطع التموين بالكهرباء والغاز بعد تضرر أجزاء من الشبكة، قبل أن تباشر فرقها التقنية إصلاح الأعطاب وإعادة التموين تدريجيا.

وفي مسلمون، عاش السكان ساعات عصيبة وسط دخان كثيف ولهيب كان يقترب من المنازل، ويقول حسين بوعبد الله الله، رئيس اللجنة المحلية للهلال الأحمر: “النيران انتشرت بسرعة غير عادية، وعندما شارفت على البيوت قمنا بمعية مصالح الأمن والدرك بإجلاء السكان فوراً، نقلنا 38 عائلة إلى مدرسة بوعبدالله ووفرنا لهم الأفرشة والوجبات”.

ويضيف أن الخسائر طالت الغابات والأراضي الفلاحية والأكواخ، إلى جانب نفوق الحيوانات واحتراق صناديق النحل، وفي حجرة النص، يؤكد المواطن حسان مسافر أن مساء الخميس كان “محملا بالخوف والهلع”، قائلاً: “النيران حاصرت المدينة والناس هربوا تاركين منازلهم. لم نر شيئا كهذا من قبل”.

وقد أشرف والي الولاية محمد أمين بن شاولية على عمليات الإجلاء، وتم نقل أكثر من 30 عائلة إلى مدرسة جموعي تسعديت وبيت الشباب، مع متابعة ظروفهم طيلة الليل قبل عودتهم تدريجيا إلى منازلهم بعد زوال الخطر.

وفي تقييم أولي، أوضحت مقراني آمال، رئيسة مصلحة الثروة الغابية، أن الوضع “تحت السيطرة” بعد تراجع قوة الرياح، لكنها أشارت إلى تسجيل خسائر غابية كبيرة ستحصى لاحقا بدقة، من جهتها، أعلنت مديرية الصحة التكفل بـ91 حالة اختناق وجروح بسيطة، مؤكدة عدم تسجيل أي وفيات، مع وضع جميع المؤسسات الصحية في حالة تأهب وتفعيل خلايا للدعم النفسي للتخفيف من آثار الصدمة على السكان، خاصة الأطفال وكبار السن.

وبعد يوم كامل من حالة الهلع والرعب تطوي تيبازة يوما استثنائيا من اللهيب، خلف خسائر واسعة لكنه لم يحصد الأرواح بفضل يقظة المتدخلين وتضامن السكان والاستجابة السريعة للسلطات المحلية والمركزية.

مشاركة طائرتين عسكريتين في عمليات الإخماد

من جهته، أكد المدير الفرعي للإعلام والإحصائيات، المقدم نسيم برناوي، أن الإمكانيات الجوية المسخرة من طرف قيادة الجيش الوطني الشعبي، والمتمثلة في طائرتين قاذفتين للمياه، بسعة 12 ألف لتر لكل منهما، شكلت “إضافة قوية مكنت الفرق الراجلة للحماية المدينة المجهزة بالشاحنات ذات الصهاريج، من التقدم واستكمال عمليات الإطفاء”.

وأشار المقدم برناوي، في تصريحات لوكالة الأنباء الجزائرية، إلى أن “مثل هذه الإمكانيات الجوية التي اقتنتها الجزائر منذ سنتين تعد إضافة كبيرة للاستراتيجية الخاصة بإخماد حرائق الغابات”، بفضل “الاحترافية الكبيرة لطيارين جزائريين من قوات الجيش الوطني الشعبي، يؤدون مهامهم بنجاعة”. وإزاء هذا الوضع دعت مصالح الحماية المدنية المواطنين إلى التحلي بالحيطة والحذر وتفادي الاقتراب من مناطق الحرائق والإبلاغ الفوري عن أي بؤرة جديدة على رقم الطوارئ (14) أو الرقم الأخضر (10 21).

خسائر مادية ولا إصابات

وأكدت وزارة الصحة، الجمعة في بيان لها، أن الحرائق التي نشبت بعدد من غابات ولاية تيبازة لم تخلف أي إصابة لحد الآن، مشيرة إلى أنه تم وضع جميع المؤسسات الصحية بالولاية، فضلا عن مركز الحروق الكبرى بزرالدة، في حالة تأهب، للتكفل بأي حالات إصابة محتملة.

وفي هذا الإطار، أشار البيان إلى أن وزير الصحة، محمد صديق آيت مسعودان “يتابع الوضع عن كثب”، كما يطمئن المواطنين بأن جميع الإجراءات والتدابير اللازمة قد اتخذت للتكفل الصحي والنفسي بالمتضررين.

وفي السياق ذاته، أفادت الوزارة بأنه “تم وضع جميع المؤسسات الصحية بولاية تيبازة في حالة تأهب، بما في ذلك المستشفيات والعيادات متعددة الخدمات، التي تم تزويدها بكل الوسائل والموارد البشرية الضرورية للتكفل بأي حالة محتملة”، فضلا عن “وضع مركز الحروق الكبرى بزرالدة في حالة استعداد تام، دعما للمنظومة الصحية على المستوى المحلي”.

كما تم، في نفس الإطار، تشكيل خلية متابعة للتكفل بالأشخاص الذين تضرروا من انبعاثات الدخان، “لتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم بالإضافة إلى الدعم النفسي”.

الوزير الأول يهرع إلى تيبازة لمتابعة عمليات الإخماد

تنقل الوزير الأول السيد سيفي غريب، ليلة الخميس إلى الجمعة، لمواقع الحرائق التي اندلعت بعدد من غابات بلديات الناحية الغربية لولاية تيبازة لمتابعة عمليات وجهود إخماد ألسنة النيران، وهذا وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية. وكانت المحطة الأولى للوزير الأول بلدية حجرة النص غرب تيبازة أين تلقى شروحات وافية عن مجهودات سير عمليات إخماد الحرائق من قبل المدير العام للحماية المدنية العقيد بوعلام بوغلاف قبل التوجه إلى بلدية مسلمون للوقوف عن قرب على بؤر الحرائق في المنطقة.

وجندت مصالح الحماية المدنية بالتنسيق مع مختلف مصالح الدولة وأفراد الجيش الوطني الشعبي إمكانيات بشرية ومادية كبيرة بما فيها طائرات إخماد النيران للتحكم في تلك الحرائق التي شبت بعدد من غابات البلديات الغربية لولاية تيبازة.

توفير الدعم النفسي والطبي للأسر المتضررة.. تقديم مساعدات عينية للمتضررين من حرائق تيبازة

قامت مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن لولاية تيبازة بتقديم المساعدات العينية وتوفير الدعم النفسي والطبي للأسر التي تم

إجلاؤها بسبب الحرائق التي تشهدها الولاية منذ يوم الخميس، حسب ما أورده، الجمعة، بيان لوزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة. وأوضح ذات المصدر أنه “تنفيذا لتعليمات وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة وتعزيزا لجهود مختلف المصالح بولاية تيبازة، تدخلت مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن بالولاية، بمعية فرق الخلايا الجوارية للتضامن، من أجل توفير احتياجات الأسر التي تم إجلاؤها بصفة احترازية، جراء اتساع رقعة الحرائق التي اندلعت، ليلة أمس (الخميس) ببعض بلديات الولاية”.

كما أشار البيان إلى أنه وبعد تفعيل مخطط التدخل الاستعجالي والنجدة من طرف السلطات المحلية، “باشرت مصالح قطاع التضامن الوطني تدخلاتها لتوفير المستلزمات والأفرشة لفائدة الأسر، مع مرافقتها نفسيا، لاسيما كبار السن والنساء والأطفال”.

كما تم أيضا “تجنيد ثماني خلايا جوارية للتضامن، من ولايات تيبازة والجزائر وبومرداس، لتقديم المساعدات العينية وتوفير الدعم النفسي والمرافقة الاجتماعية والطبية للمواطنين المتضررين من آثار الحريق”، حيث تم تجميع الفرق ببلدية شرشال التي تعتبر المنطقة الأكثر تضررا، وذلك للوقوف على سير عملية التدخل وتنسيقها حيث ستشمل كلا من بلديات مسلمون وشرشال وقوراية وبعض مناطق الأرهاط، أين تم إجلاء العائلات، وفقا لنفس المصدر.

الولاية شهدت هبوب رياح عاتية.. نشوب ثلاثة حرائق غابية بتلمسان

اندلعت سلسلة حرائق في ولاية تلمسان الخميس، تزامنًا مع هبوب رياح قوية تجاوزت سرعتها 90 كلم في الساعة، ما صعّب جهود فرق الحماية المدنية ومصالح الغابات في السيطرة على النيران، وشملت الحرائق مجرى واد بالطريق الوطني رقم 22 قرب الوحدة الجديدة للحماية المدنية، ومنطقتي أولاد بن زيان ببني مستار وعلي مقرن بسوق الثلاثاء.

وأُخمد الحريق الناشب على جانب الطريق الوطني رقم 22 قرب حظيرة السيارات، ووحدة رسكلة النفايات، فيما فتحت مصالح الأمن تحقيقا في ملابسات هذا الحريق، وعمدت مصالح الحماية المدنية إلى وضع حواجز لحماية أعمدة الكهرباء ذات التوتر العالي.

أما حريقا أولاد بن زيان وعلي مقرن بسوق الثلاثاء، فقد تواصلت عمليات إخمادهما هي الأخرى، إلى ساعات متأخرة من مساء الخميس، من قبل فرق الحماية المدنية والغابات، وسط صعوبة التضاريس وتأثير الرياح القوية على سرعة انتشار النيران.

فيما لم يتم بعد تحديد المساحات المتضررة من الحرائق لتحديد حجم الأضرار الناتجة عنها.

وقد تسببت الرياح القوية في سقوط العديد من الأشجار والأعمدة الكهربائية بعدة مناطق، دون أن تخلف إصابات، مع تسجيل سقوط شجرة على سيارة بالقرب من محور الدوران بيني بوبلان ببلدية منصورة.

كما سبّبت الرياح متاعب لمرضى الجهاز التنفسي، إذ أدى الغبار المتطاير إلى تفاقم أعراض الربو ومشاكل التنفس المزمنة، ما جعل كثيرين يلزمون منازلهم لتجنب نوبات ضيق التنفس أو الذبحة الصدرية. وقد سجلت مصلحة الاستعجالات بمستشفى تلمسان توافدًا لعدد من المرضى، خصوصًا من كبار السن والأطفال، نتيجة التهيج الشديد للجهاز التنفسي والاحتقان الناجم عن الغبار، الذي قد يؤدي في بعض الحالات إلى التهابات رئوية حادة أو مشاكل تنفسية مزمنة.

النيران تلتهم مساحات غابية بالشلف

تمكنت فرق الإطفاء الجمعة، من السيطرة على عدة حرائق متفرقة بسلسلة جبال الظهرة الساحلية في ولاية الشلف، منها حريق غابة بوجميل تيطوامين وطريق الميناء ببني حواء.

وعُلم الجمعة من خلية الإعلام والاتصال بالمديرية الولائية للحماية المدنية أنه تم تطويق تلك البؤر والسيطرة عليها بسرعة رغم قوة الرياح وصعوبة مسالك تلك المناطق الجبلية وتوقيف زحفها نحو المساحات الغابية المحاذية وخلايا النحل والأشجار المثمرة.

يشار أن جهود الإطفاء شارك فيها إلى جانب الحماية المدنية، أفراد الجيش الوطني الشعبي، والجماعات المحلية.

وذكر المكلف بخلية الإعلام والاتصال بالقسم الفرعي لمحافظة الغابات بتنس، بأنه جرى التدخل بسرعة في حدود الساعة الخامسة صباحا لإخماد حريق الرياشة بأعالي جبال بوخندق وإيقاف زحفها بعد التهامها مساحة كبيرة من أشجار الصنوبر الحلبي والبلوط الفليني والأحراش. فيما أتت حرائق غابة الدولة ببلدية بني حواء الحدودية مع ولاية تيبازة على مساحات متواضعة من الأحراش وصنوبر حلبي، ورغم إخماد جميع الحرائق إلا أن وحدات الحماية المدنية بفرقة محافظة الغابات لاتزالان مرابطتين بمواقع تلك الحرائق خوفا من عودة اشتعال المواقد المطلة على الواجهة البحرية بسبب هبوب الرياح القوية. يشار إلى أنه إلى غاية الجمعة، لم يتسن معرفة حجم الخسائر الناجمة عن الحرائق في انتظار الإعلان عنها من الجهات المختصة.

إخماد ست بؤر للنيران في البليدة

تدخلت وحدات الحماية المدنية لولاية البليدة، لإخماد 6 بؤر حرائق نشبت بمواقع متفرقة بإقليم الولاية، حيث تمت السيطرة عليها دون تسجيل خسائر بشرية، حسب ما أكدته، الجمعة، ذات المصالح.

وأوضحت خلية الاتصال لمصالح الحماية المدينة لولاية البليدة لوأج، أن الوحدات التابعة لهذا الجهاز تدخلت ليلة الخميس إلى الجمعة، لإخماد 6 بؤر حرائق نشبت بكل من البليدة ووادي العلايق وبوينان وبوقرة والأربعاء ومفتاح.

وقد “مكن التدخل السريع والآني في الحد من انتشارها، رغم الرياح القوية التي شهدتها ولاية البليدة”، مثلما أكده المصدر ذاته.

وفي ذات السياق، باشرت الفرق التقنية للولاية عدة تدخلات لرفع وإزالة الخيوط الكهربائية المتدلية، حفاظا على سلامة المواطنين وتأمين المحيط وذلك بعدة أحياء سكنية.

من جهة أخرى، قامت مصالح الحماية المدنية لولاية البليدة بدعم فرق التدخل لولاية تيبازة بـ”55 عونا إضافيا” و”12 شاحنة إطفاء”، ما ساهم في السيطرة على الحرائق التي اندلعت بعدة غابات بالناحية الغربية للولاية المذكورة.

تسجيل 29 حريقا بـ10 ولايات

تمكن أعوان الحماية المدنية من إخماد العديد من الحرائق التي اندلعت على مستوى عشر ولايات، فيما تواصلت الجمعة عمليات إطفاء الحرائق الأخرى، من خلال تسخير وسائل مادية وبشرية معتبرة، حسب ما أفادت به، المديرية العامة للحماية المدنية.

ووفقا للحصيلة الخاصة بإخماد حرائق الغابات التي شبت خلال الساعات الأخيرة، والبالغ عددها 29 حريقا، بكل من تيبازة، الجزائر، البليدة، بجاية، تيزي وزو، الشلف، المدية، عين الدفلى، جيجل وتلمسان، تم وإلى غاية العاشرة صباحا من نهار الجمعة، إطفاء 20 حريقا، في حين واصل أعوان الحماية المدنية عمليات إطفاء التسعة المتبقية.

ولهذا الغرض، تم، بالإضافة إلى الإمكانيات المادية والبشرية المعتبرة، الاستعانة بطائرة الإطفاء BE200 وبالأرتال المتحركة للولايات المجاورة.

وفي هذا السياق، دعت مصالح الحماية المدنية المواطنين إلى التحلي بالحيطة والحذر وتفادي الاقتراب من مناطق الحرائق والإبلاغ الفوري عن أي بؤرة جديدة، على رقم الطوارئ 14 أو الرقم الأخضر 1021.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here