أفريقيا برس – الجزائر. أتاحت الشركات الوطنية بسواعدها وصناعاتها المحلية، الفرصة لتجهيز المنازل وتهيئتها بتقنيات عصرية وأسعار تنافسية، فتمكّن بعض الجزائريين من جعل سكناتهم تحفا وفضاءات تنوعت فيها الديكورات، ومنهم من أصبحوا يعيشون في بيوت ذكية تخدم فيها التكنولوجيا الأفراد وتضمن لهم حياة مريحة وآمنة!
ومن خلال الجولة الاستطلاعية، في صالون السكن والبناء والديكور “سكنتاك إكسبو” الذي فتح أبوابه للزوار بفندق “قولدن توليب” بباب الزوار منذ الجمعة الماضية، تبين مدى اهتمام الجزائريين بما يتعلق بالسكن، حيث الإقبال كان واضحا على أجنحة مؤسسات الديكور، والدهان، والخشب، والعقارات، وإكسسوارات تجهيز البيوت، كأعمدة الألمنيوم، والرخام، والسيراميك، والمصابيح العصرية، وكل ما هو عصري ومصنوع بأياد جزائرية.
..ومصابيح عصرية واقتصادية
والبداية كانت من جناح شركة “وال ماكس” الكائن مقرها بسطيف، حيث انبهر الزوار بأصناف مصابيح التزيين الاقتصادية والذكية، وأشكالها، وأحجامها، والتي تتناسب مع الديكور، سواء العصري أو التقليدي.
وفي جناح هذه الشركة، عبّرت سيدة قائلة: “الكل يبحث عن الجديد، واللمسة العصرية والتميّز في بيته، والحمد لله، يوجد ما يعجبنا ومصنوع بسواعد جزائرية”.
وفي السياق، قال محمد جبلي، مسؤول التخزين بشركة “وال ماكس”، إن صناعة المصابيح المتطورة والصغيرة جدا، هو مشروع الإنارة المستقبلية في بلادنا، مضيفا أن هناك مميزات جديدة لهذه الصناعات، علما أن شركته هي فرع في الجزائر لشركة صينية، حيث ساهم الفرع في الصناعة بنسبة 50 بالمائة.
وأوضح أن هناك مصابيح تحافظ على الطاقة الكهربائية وتبقى مشتعلة عندما ينقطع التيار الكهربائي، كما أن هناك مصابيح ذكية ستتوفر في السوق الجزائرية قريبا، ومصابيح “جيو ديس” الاقتصادية التي يمكن أن يتم تغيير الجزء التالف فيها دون نزع إطارها من المكان المثبت فيها، إلى جانب مصابيح الفطريات.
وأكد المتحدث، أن التزيين والبحث عن حصول أجمل الديكورات، سيوفر مصابيح لديها عدة مميزات، وتتماشى مع رغبة الزبائن.
حلول لضمان الراحة والأمن والجمال داخل المنازل
وبات، حسب بعض زوار الصالون، استغلال المساحات الصغيرة والزوايا الميتة في المطابخ والغرف، من خلال خزانات، وأدراج، مثبتة على الحائط في جمالية، وبطرق سهلة لسحبها إلى الأسفل، وبإمكانها احتواء الكثير من الأشياء، أمرا مهما عند بعض العائلات، حيث وفرت شركة “داس سشون”، وهي اسم ألماني، ما يعجب ويلبي حاجيات المستهلك الجزائري.
وفي هذا الصدد، قال أنيس حباش، ممثل شركة “داس سشون”، إن المواد الأولية تأتي من ألمانيا، ولكن التركيب يتم هنا في الجزائر وبمعايير عالمية، حيث يمزج الزجاج بالحطب ويعطي شكلا جميلا للأدراج، والخزانات، وديكورا للمطابخ تتحرك فيها بعض الأجزاء وتسحب بسهولة وبليونة، وهي موجهة خصيصا، حسبه، لأصغر المساحات والزوايا، ويبلغ ثمن بعض الديكورات الخشبية وهي عبارة عن خزائن أو أدراج مثبتة على الحائط بين 40 مليون و80 مليون.
ومن جهته، أكد مولود سلطاني، ممثل شركة “واجهة الجزائر”، أن دور هذه الأخيرة يتمثل في تزيين الواجهات، كواجهات مداخل الشقق والبيوت والفيلات، وكذا العمارات، وكل المقرات والبنايات، حيث سهّلت مهمة الديكور الذي كان قديما يعتمد على الحجارة أو الرخام، من خلال توفير أعمدة وقطع جاهزة وسهلة التركيب تحمل زخرفة، ورسومات وأشكال حسب الطلب.
وتصنع هذه الأعمدة من مواد خفيفة توفر الوقت والجهد، والمال، كما توفر الشركة نوعا جديدا من الدهان، يصنع لأول مرة في الجزائر، وهو دهان عازل للحرارة والبرودة والرطوبة.
وتعمل الشركة، بالتنسيق مع مصنعين أتراك، وهي تسعى، حسب السيد سلطاني، إلى تطوير صناعات الدهان، والواجهات.
تطلعات للتصدير نحو الخارج
وانتعش في الآونة الأخيرة سوق مواد البناء، خاصة بعد زيادة مشاريع السكن الترقوي الفاخر، والسكنات نصف الجاهزة، حيث قال خالد حمداش، ممثل شركة “تزيغي سراميكا” الكائن مقرها بالبويرة، إن الطلب يعرف زيادة ملحوظة، وخاصة بعد توفير قطع كبيرة من “السيراميك” تصل إلى أكثر من متر على 60 سنتيمترا، مشيرا إلى أن الشركة تعتمد على سواعد جزائرية، والتصدير للخارج سيبدأ خلال 2024.
وأكد راشد أنيس باهي، ممثل شركة “سبال” الدولية لإنتاج الألمنيوم، لتصدير المنتوجات للأسواق الدولية، أن لديها أكثر من 10 سنوات خبرة في إنتاج الألمنيوم، وأن المقاولين والمرقيين العقاريين الذين لديهم مشاريع سكنية ترقوية، ساهموا في رفع صناعات أعمدة الشرفات، والسلالم والواجهات من الألمنيوم.
وقال: “لقد بات الألمنيوم لتزيين الشرفات والأبواب والواجهات مطلوبا حتى من طرف الجزائريين البسطاء، وهذا لمقاومة الألمنيوم للصدأ”.
ومن جانبه، أوضح حسين بورشاك، ممثل شركة حرفة الرخام المتواجدة بسكيكدة، أن الرخام والكريستال مادتين عرفتا اهتماما في تزيين البيوت، كاستعمالهما في نافورات صغيرة داخل مساحات الفيلات، وأطراف السلالم، وحتى أعمدة حاملة للفوانيس، حيث بدأت الشركة تحتاج إلى هذه المادة الأولية لزيادة الإنتاج.
التوجه نحو بيوت آمنة وذكية
ويسعى الكثير من المرقين العقاريين، وأصحاب مشاريع السكنات العصرية، وحسب ما لمسناه من استطلاعنا في صالون البناء والديكور، إلى إضفاء اللمسة العصرية في إنجازاتهم، وتنويع التصاميم والهندسة في التشييد وكذا توفير التكنولوجيا، وتقنيات الحماية من السرقات وتسرب الغاز، وغيرها من المخاطر الداخلية التي تحدق بالمقيمين في الشقق أو الفيلات.
وقال موسى بابا عدون، مهندس معماري ومرقي عقاري، أن مؤسسته تقوم ببناء 14 شقة وتحقيق منازل ذكية من خلال استعمالات عديدة للتكنولوجيا، كالتحكم في الإضاءة، التهوية، والأمن من تسربات الغاز، والسرقات، وكانت أول تجربة نموذجية، حسبه، تم تطبيقها في فيلات شيّدتها شركته في برج الكيفان.
وتصل تكلفة تجهيز الشقق بالتقنيات الذكية إلى أكثر من 50 مليون سنتيم، علما أن سعر أقل شقة يتعدى المليار سنتيم.
وقالت جيهان بوشلمة، مهندسة معمارية، ممثلة لشركة “كيوبيكس دزاير”، إن الحصول على تصاميم هندسية عصرية بات الشغل الشاغل للشركات العقارية، ففي كل مرة يتطور البناء، وتتطور المستجدات والظروف التي تجعل من هذا البناء يواكب العصر، وقابل لتحدّي بعض الأزمات والظواهر الطبيعية كالزلزال، وكذا الوسط الحياتي الجديد.
وحول ذات الموضوع، أوضح أيوب أوكليلي، مهندس معماري في الترقية العقارية، ممثل شركة “وارسنيس” للبناء بالسويدانية، التي لها مشروعين قيد الإنجاز في المنطقة، أن اللجوء إلى بناء شقق نصف مصنعة، هدفه إتاحة الفرصة لاختيار الزبون للديكور والهندسة التي يراها مناسبة داخليا، حيث تترك له حرية التهيئة داخليا.
وقال إن التركيز على السكن نصف المجهز، هو لمساعدة الفئات حسب قدرتها المالية والمعيشية، حيث يبلغ سعر شقة من غرفتين دون تهيئة داخلية 600 مليون سنتيم، على الأقل.
مشاركة 65 مؤسسة.. وآفاق لإطلاق أفكار جديدة
ومن جهته، أكد أحمد حنيش، محافظ الطبعة الثالثة للصالون الدولي للترقية العقارية والبناء والديكور، أن الصالون عرف مشاركة 65 مؤسسة عمومية وخاصة وبعضها فروع لشركات أجنبية، حيث يساهم ذلك، حسبه، في إبراز المنتوج الجزائري، ويهدف إلى عقد اتفاقيات وشراكات من أجل إطلاق مشاريع استثمارية جديدة، وقال إن الصناعة الجزائرية في تطور مستمر لتواكب العصر، فهي توفر الجودة لمنتوج يمكن أن يغزو الأسواق الأجنبية بكل سهولة.
وأفاد أحمد حنيش، أن الجزائر تصدّر حاليا أكثر من 20 مادة من مواد البناء والديكور، فهناك آفاق جديدة لإطلاق الأفكار وتبادل المشاريع.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس