أفريقيا برس – الجزائر. في ظل عودة الحديث عن فيروس كورونا عالميا، طمأنت مصالح قطاع الصحة باستقرار الوضع، وأن الحالات المسجلة في الجزائر قليلة جدًا ولا تدعو للقلق، والجهود الحالية متركزة أساسًا على حملات التحسيس بخطورة فيروس الإنفلونزا الموسمية، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء، ومرافقةً ذلك بحملة توعية واسعة حول أهمية التلقيح للوقاية من المضاعفات الخطيرة و”القاتلة” لاسيما لدى الفئات الهشة ككبار السن وذوي الأمراض المزمنة.
ولأنّ أعراضه تتداخل مع أعراض الأنفلونزا، عاد الحديث مجددا عن فيروس كورونا، إثر تسجيل حالات تتشابه أعراضها مع ما يُسببه “الكوفيد”، لتطمئن مصالح الصحة في الجزائر، بأن فيروس الكورونا حقيقة لا يزال موجودا، ولكن بأعراض أخف وأقل خطورة مقارنة بأعراض بداية انتشاره، وحالات الإصابة به حاليا قليلة جدا، ومع ذلك لا يزال العاملون بقطاع الصحة، مدعوون لارتداء الكمامات، تجنبا لأي عدوى من أمراض معدية سواء كانت كورونا أم الأنفلونزا، لأنه بإمكان شخص واحد مصاب بفيروس معدي نقله إلى قرابة 20 آخرين.
ومن جهة أخرى، ومع اقتراب فصل الشتاء، كثفت مديريات الصحة عبر الوطن، حملاتها التوعية والتحسيسية بأهمية أخذ لقاح الأنفلونزا الموسمية، في وقت لا يزال فيه كثير من المواطنين يتجاهلون هذا الإجراء الوقائي البسيط، رغم خطورة الفيروس وتضاعف مضاعفاته الصحية على الفئات الهشة.
ففيروس الإنفلونزا لا يقتصر على نزلات البرد البسيطة كما يعتقد البعض، بل قد يؤدي إلى التهاب رئوي حاد أو مضاعفات تستدعي الاستشفاء.
وفي هذا الإطار، تنظم مديريات الصحة عبر الوطن، حملات ميدانية وورشات تحسيسية في المراكز الصحية، الصيدليات، وحتى المدارس ومقرات العمل، لتوعية المواطنين بخطورة التهاون في أخذ اللقاح. كما دعت المواطنين إلى عدم انتظار ظهور الأعراض، بل المسارعة إلى التلقيح قبل ذروة انتشار الفيروس، أي خلال الأسابيع الأولى من الخريف، بحيث يبقى اللقاح درع الوقاية الأول ضد هذا الفيروس الذي قد يكون بسيطًا في نظر البعض، لكنه خطرٌ صامت يهدد حياة الفئات الهشة إن لم تتم مواجهته بالوعي والمسؤولية.
وانخرطت مديرية الصحة والسكان لولاية الجزائر، مبكرا في حملة التحسيس بلقاح الأنفلونزا، وتوعية المواطنين بخطورة هذا الفيروس، وهو ما أكده الأمين العام لمُديريّة الصحة والسكان لولاية الجزائر، ماهر قنديل، لـ “الشّروق”، الذي كشف على أن ولاية الجزائر استفادت من كمية لُقاحات مقدّرة بـ 75 ألف جرعة، التي سيتم توزيعها ابتداء من يوم الثلاثاء 21 أكتوبر 2025 وتُوجّه نحو الفئات المُستهدفة، والمتمثلة في الأشخاص البالغين أكثر من 65 سنة، كبار السن، النساء الحوامل، إضافة إلى الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، ومنها السكري والقلب وأمراض الرئة.
تركيبة اللقاح تتغير كل سنة..
كما يستفيد الحجاج من كوطة في هذه الجرعات، وأيضا العاملون في القطاع الصحي، باعتبارهم من أكثر الفئات إصابة بعدوى الإنفلونزا، بحكم اختلاطهم مع المرضى.
وذكر قنديل، أن الجرعة المخصصة لولاية الجزائر، ستوجه نحو 10 مراكز للصحة الجوارية، والتي تغطي كل بلديات العاصمة الـ 57، كما يتواجد بكل بلدية عيادة متعدد الخدمات.
وكشف محدثنا، بأن كمية اللقاح الموجه للجزائر العاصمة، عرفت زيادة هذه السنة، بعدما تراوحت بين 65 إلى 70 ألف جرعة خلال الموسم المنصرم، ارتفعت إلى 75 ألف جرعة خلال هذه السنة، ّ وذلك بسبب الإقبال الكبير من المواطنين على أخذ اللقاح، على حدّ قوله.
وأكد الأمين العام لمديرية الصحة للجزائر العاصمة، بأنه منذ جائحة كورونا زاد إقبال الجزائريين من مختلف الأعمار على أخذ لقاح الإنفلونزا ” وهذا دليل على امتلاك المواطنين لوعي صحي حول مخاطر الأمراض المعدية، وعدم استسهال أعراض أي مرض أو فيروس معدي مهما كانت درجة خُطورته”.
الجزائر تحصي وفيات بالأنفلونزا
ولأنّ الإقبال على أخذ اللقاح يكون أحيانا أكثر من المُتوقع، تقوم السلطات باستيراد كميات إضافية منه خلال شهري فيفري ومارس، وأيضا لتمكين جميع الحجاج منه.
ومن جهة أخرى، يناشد قنديل، جميع الفئات المستهدفة الموجه إليها اللقاح، لعدم الاستهتار بخطورة الأنفلونزا،فلونزا، والتي تتسبب في وفيات كبيرة عالميا سنويا، وحتى في الجزائر، وقال: “لا يمكننا تقديم إحصائيات دقيقة حول وفيات الأنفلونزا بالجزائر، لأنها تتداخل مع أعراض أمراض مزمنة أخرى، ولكننا نؤكد وجود وفيات بها سنويا”.
وبخصوص ضرورة تكرار أخذ جرعة اللقاح كل سنة، بحسب ما يعتقده كثيرون، أوضح محدثنا، بأن فيروس الأنفلونزا يتغيّر كل عام ولديه متحورات، مما يجعل من الضروري تجديد اللقاح سنويًا ليتناسب مع السلالة المنتشرة، وهو ما يُفسر أهمية التلقيح في كل موسم شتوي، ومن الأفضل على الفئات المستهدفة خصوصا أخذه دوريا، بسبب هشاشة مناعتهم.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس