افريقيا برس – الجزائر. تعرف مداخل ومخارج وشوارع الجزائر العاصمة، خلال الأيام الأخيرة، ظاهرة اختناق مروري غير مسبوقة، سواء خلال الفترات الصباحية أو المسائية. يعيش الوافد إلى العاصمة أو الخارج منها أو حتى سكانها، جحيما مروريا،، بحيث يقضي كل من يرغب في التنقل بين بلدياتها ساعات طوال في الازدحام المروري قبل بلوغ مقصده.
وحسب ما تم رصده على مستوى شوارع العاصمة، يعرف الطريق السريع الرابط بين شرق العاصمة وغربها من الدار البيضاء مرورا بلدية بن عكنون وصولا الى زرالدة والبلديات الغربية، شبه شلل يقضي فيه مستعمله ساعات طويلة.
وقد عزز هذا الأمر، من عودة الظواهر السلبية على مستوى طرقات العاصمة بشكل كبير، بسبب القلق الذي يرافق السائق خلال ساعات الانتظار داخل مركبته، بحيث يلجأ العديد من السائقين الى إرتكاب مخالفات مرورية خطيرة، والقيام بتجاوزات جنونية على مستوى الشريط الاستعجالي قصد تفادي الازدحام، وهو الأمر الذي قد يخلف كوارث مرورية.
وعاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إلى رصد هذه الظواهر السلبية، من خلال نشر تسجيلات فيديو لتجاوزات خطيرة، على مستوى مختلف شوارع العاصمة يرتكبها بعض السائقين المتهورين.
العاصمة تسير بمخططات مرورية وهمية
بالمقابل تبقى المخططات التي يتم الإعلان عنها، من أجل التحكم في تدفق حركة المرور التي تعرف زيادة ملحوظة عبر الطرق الرئيسية والثانوية غير مجدية تماما. وكانت ولاية الجزائر، في وقت سابق قد أعلنت عن مخطط لتسيير حركة المرور بالعاصمة بالشراكة مع اسبانيا قصد القضاء على النقاط السوداء.
وكان من المفروض، أن يشمل المشروع الجزائري-الاسباني الخاص بتنظيم حركة المرور بالجزائر العاصمة من 200 إلى 500 مفترق طرق على مستوى الجزائر العاصمة، وهو المشروع الذي رصد له غلاف مالي يقدر بـ 15 مليار دينار جزائري، لكن هذا الأخير بقي حبيس أدراج الادارة ولم ير النور إلى غاية الساعة، ليبقى المواطن يعاني الأمرين بسبب هذه الظاهرة، والسلطات تلعب دور المتفرج.
1.5 مليون سيارة تدخل العاصمة يوميا
وبشأن أزمة الإختناق المروري بصفة عامة، وفي أوقات الذروة خاصة بالمدن الكبرى، قال العميد غزلي رشيد نائب مدير الأمن المروري بالمديرية العامة للأمن الوطني، في تصريح سابق أن هذه الأخيرة تسير الحركة وفق مخطط تشارك فيه الحوامات ودوريات راجلة ومركبات على الأرض.
واعتبر أن الأزمة مطروحة منذ سنوات وتتفاقم، حيث تستقبل العاصمة يوميا قرابة 1.5 مليون سيارة. وأوضح أن هذا التدفق المروري، الذي يعد من أهم أسبابه تمركز أهم الإدارات في العاصمة، يتفاقم في أوقات الذروة مع موعد دخول الموظفين وفتح المؤسسات التربوية.