السّردين أضحى بمرتبة اللحوم الحمراء!

42
السّردين أضحى بمرتبة اللحوم الحمراء!
السّردين أضحى بمرتبة اللحوم الحمراء!

افريقيا برسالجزائر. يدقّ صيادون ناقوس الخطر، بسبب الارتفاع الرهيب في أسعار مختلف أنواع السّمك، وخاصة السردين، ما جعل هذه المادة الغذائية المهمة، تهجر موائد غالبية العائلات بعدما وصل سعرها 1000 دج للكلغ. وتؤكد نقابة الصيادين، بأنّ سبب التلاعب في أسعار السّمك، هو غياب دوريات الرقابة التابعة لوزارة التجارة.

كشف رئيس النقابة الوطنية للصّيادين، حسين بلوط في تصريح لـ “الشروق” بأنّ سعر السردين وصل بالعاصمة، خلال الأسبوعين الماضيين الى 1000 دج للكلغ الواحد، بعدما وصل سعر صندوق السردين 3 ملايين سنتيم بالموانيء، وهو سعر خيالي، ويجعل السّمك في نفس مرتبة اللحوم الحمراء في الجزائر، حسب تعبيره.
ويتأسّف محدثنا، لكون السردين “موجود، ولا صحة لإشاعات ندرته بالبحر، كما أن ظروف الصيد مواتية”. ويؤكد أن أسباب الارتفاع “الرهيب وغير العقلاني” في أسعار السّمك عموما والسردين خصوصا، هو الغياب الكلي لأي رقابة من وزارة التجارة، باعتبارها المُخول الوحيد بمراقبة الصيادين بالموانئ.

وحسبه، بات كثير من الصيادين أو كما أطلق عليهم تسمية “العصابات”، يخرجون للصيد ليلا وفي الوقت الذي يشاؤون، وبعضهم لا يملك سجلا تجاريا، ويخرجون حتى في أوقات الراحة البيولوجية للسمك، مستعملين الديناميت والشباك المحرمة، ثم يبيعون صندوق السمك، بالسعر الذي يريدون دون مراقبة من أي جهة وصية. وهو ما يجعل بائعي السمك بدورهم يبيعون السردين بسعر مرتفع في الأسواق.

وتأسف بلوط، لغياب أعوان الرقابة التابعين لوزارة التجارة عن الموانئ، باعتبارها الجهة المسؤولة على عملية المراقبة والأسعار وحجم السردين، مؤكدا بأن جميع دول العالم تحترم مواقيت الصيد “إلا عندنا “. وحتى حراس الشّواطئ، وباعتبارهم شرطة البحار “فتجدهم ينشطون في سواحل معينة ويغيبون في شواطئ أخرى” على حدّ قوله.

أعوان التجارة غائبون عن مراقبة الموانئ

ولطالما ندّدت النقابة الوطنية للصيادين، حسب قول المتحدث “بهذه التصرفات غير القانونية، ورفعت شكاوى للجهات المسؤولة، ولكن لا حياة لمن تنادي”. وهو ما جعله يناشد تدخل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون شخصيا، لإيجاد حل للمشكلة، وإعادة النظر في قوانين الصيد البحري، بعدما بات المواطن الجزائري محروما من أكل السمك، ومؤكدا بأن الأمور ستتدهور أكثر مستقبلا، لو تستمر الأوضاع على حالها.

والمؤسف، حسبه، أن الثروة السمكية وبعدما كانت تقدر بـ 320 ألف طن سنويا بالجزائر، انخفضت حتى 72 ألف طن، ما جعل الحكومة تستورد 400 ألف طن سمك من الخارج. وبلغة الأرقام، يستهلك الجزائري أقل من 100 غرام سمك سنويا، في وقت تستهلك شعوب دول جارة، قرابة 10 كلغ سنويا. إلى ذلك، أكد كثير من المُواطنين، تحدثت معه “الشروق”، بأنهم لم يتذوّقوا طعم السمك منذ قرابة سنة كاملة، وهو ما يجعل السردين في مرتبة أضحية العيد، التي تزور المنازل مرة واحدة في السنة.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here