باريس تغازل الجزائر عشية الاحتفال باليوم الوطني للذاكرة

6
باريس تغازل الجزائر عشية الاحتفال باليوم الوطني للذاكرة
باريس تغازل الجزائر عشية الاحتفال باليوم الوطني للذاكرة

افريقيا برسالجزائر. بينما تحيي الجزائر، السبت، “اليوم الوطني للذاكرة” الذي يصادف الذكرى الـ76 لمجازر الثامن من ماي 1945 الأليمة، وجهت السلطات الفرنسية رسالة لنظيرتها الجزائرية، مفادها أن باريس مستمرة في إجراءات التهدئة بشأن الذاكرة التي باشرها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون.

رسالة باريس إلى الجزائر، حملتها وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس براس)، التي نقلت عن مصدر فرنسي مقرب من الملف، قوله إن “سياسة الاعتراف التي التزم بها الرئيس ماكرون ستستمر، وسيتم تنفيذ توصيات عدة جاء بها تقرير بنجامان ستورا”.

ولم تتحدث الوكالة الفرنسية عن طبيعة التوصيات التي تضمنها تقرير ستورا، ويعتزم نزيل قصر الإيليزي الإقدام عليها، كما لم تقدم أجندة أو مواعيد للخطوة المقبلة التي سيقدم عليها ماكرون، في إطار “سياسة الاعتراف” التي تتحدث عنها باريس منذ مطلع العام الجاري.

وتجري الاحتفالات الرسمية لتخليد اليوم الوطني للذاكرة، التي تعتبر الأولى من نوعها، تحت شعار “الذاكرة تأبى النسيان” في مدينة سطيف، التي شهدت قمع القوات الاستعمارية لتظاهرة طالب خلالها الجزائريون، باستقلال بلادهم بمناسبة احتفال الحلفاء بالنصر على النازية في الحرب العالمية الثانية.

وبحسب بيان لوزارة المجاهدين، سيتم تنظيم مسيرة تجوب شوارع مدينة سطيف، على شاكلة المسيرة التاريخية ليوم 8 ماي 1945 وصولا إلى المعلم التذكاري المخلد لمكان سقوط الكشاف بوزيد سعال أول ضحية في تلك المجازر.

وكان الرئيس عبد المجيد تبون، قد أصدر في جوان المنصرم مرسوما يقضي بترسيم 08 ماي يوما وطنيا للذاكرة، وذلك “عرفانا بالتضحيات الجسام التي قدمها الشعب الجزائري في مجازر 8 مايو 1945 وخلال اندلاع الثورة التحريرية في الفاتح من نوفمبر 1954”.

ويتوقع أن تشهد احتفاليات اليوم مطالب جديدة من قبل السلطات الجزائرية، وعلى رأسها القاضي الأول، الذي اعتاد توجيه كلمات للأمة في مثل هذه المواعيد الكبرى، مثل الاعتذار عن جرائم الاستعمار وممارساته المنافية للأعراف الكونية، والتي سبق له أن وصفها بأنها “جرائم ضد الإنسانية”.

ومنذ تقديم بنجامان ستورا تقريره للرئاسة الفرنسية في العشرين من جانفي المنصرم، لم يقدم ماكرون سوى على خطوات رمزية على صعيد الذاكرة كما سماها هو، من قبيل الاعتراف بمسؤولية الدولة الفرنسية في تصفية المناضل ومحامي الثورة، علي بومنجل، مسقطا أكذوبة انتحاره التي روجت لعقود، وكذا رفع السرية عن الأرشيف الجزائري المنهوب في الأقبية الفرنسية.

وتعيش العلاقات الجزائرية الفرنسية في الأشهر القليلة الأخيرة أزمات متعددة الأبعاد، سياسية تمثلت في إلغاء زيارة الوزير الأول الفرنسي، جان كاستاكس، إلى الجزائر، واقتصادية من خلال عدم تجديد العديد من العقود المنتهية لمتعاملين فرنسيين، فضلا عن المشكلة التي ظلت على مدار عقود تسمم العلاقات الثنائية، وهي مسألة الذاكرة وما تعلق بمخلفات الماضي الاستعماري، وهو الملف الحساس، الذي يحاول الرئيس الفرنسي من خلاله، إصلاح ما أفسده سابقوه.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here