تراجع الجريمة وانتشار اللصوصية في رمضان

2
تراجع الجريمة وانتشار اللصوصية في رمضان
تراجع الجريمة وانتشار اللصوصية في رمضان

أفريقيا برس – الجزائر. يعرف المجتمع الجزائري مؤخرا، انخفاضا ملحوظا في وتيرة الجريمة، بسبب التعزيزات الأمنية وتكثيف المراقبة وانتشار الكاميرات عبر جميع الشوارع وحتى بالأزقة الضيقة، ومع ذلك لا تزال فئة مصرة على الاسترزاق بأموال الآخرين، وهؤلاء غالبيتهم من مدمني المخدرات وبعض أصحاب السوابق العدلية والذين يتخذون من اللصوصية والسرقة مهنة لهم في رمضان.

وتعرّض بعض المواطنين لسرقات في وضح نهار رمضان، المؤسف أن بعض الضّحايا سُلبوا من كل ما يملكونه في رمشة عين. والسؤال المطروح هل هؤلاء اللّصوص صائمون؟

سرقة قفة عجوز عند نزولها من الحافلة

الحالة الأولى، تخص عجوزا صعدت في رمضان إلى حافة متوجهة من بلدية القبة نحو الشراقة بالجزائر العاصمة، ولأنها كانت تحمل قفة ثقيلة اضطرت لتركها فوق لوحة القيادة أمام السائق، وجلست على أحد الكراسي الخلفية.

وفي أثناء وصول السيدة إلى المكان الذي تقصده وهمت بالنزول، تفاجأت باختفاء قفتها، ولما استفسرت من السائق، أخبرها بأن إحدى السيدات حملتها ونزلت، وكان يحسبها صاحبة القفة، وهناك أصيبت العجوز بصدمة كبيرة، لأن القفة تحتوي على كيلو لحم ودجاجة إضافة إلى مستلزمات رمضانية، وتضم أيضا أدوية اشترتها لحفيدتها الرضيعة.

استغلّ انشغال الجزّار وسرق رأس عجل ورجليه..!

وبمنطقة جيمار بالشقفة بولاية جيجل، استغل لصّ انشغال صاحب قصابة مع الزبائن الكُثر في رمضان، وأقدم على سرقة رأس عجل وأطرافه كان موضوعا أمام مدخل القصابة. والحادثة أثارت استياء الشارع الجيجلي، لأنها وقعت في أعظم شهور الله، الذي يفترض أن يتوب فيه المُسيء.

ذهب يصلي وسُرقت درّاجته النارية أمام المسجد

والحالة الثالثة، تخصّ شابا تعرّض لسرقة درّاجته النارية التي أوقفها بالقرب من مسجد التقوى ببلدية درارية لتأدية صلاة العشاء، خلال أواخر شعبان. والمؤسف أن هذا الضحية اشترى الدراجة المسروقة بـ 50 مليونا، عن طريق اقتطاع رب عمله من أجرته الشهرية، زيادة على سلفته من أشخاص، والشاب اليوم ورغم سرقة دراجته لا يزال يسدد الديون المتراكمة عليه، في وقت لم يستمتع بدراجته أبدا، كما يعتبر مُعيلا لأسرته.

كما تعرف بعض وسائل النقل سرقات متكررة لهواتف وأموال المسافرين، خلال شهر رمضان، من طرف عصابات مختصة. فمثلا راكبو ترامواي يشتكون دوريا من سرقة هواتفهم، سواء خلال الزحمة الكبيرة للواقفين داخل العربات المكتظة، أم عندما تفتح أبواب ترامواي في المحطات يتفاجأ المسافر الواقف أمام الباب الذي كان يحمل هاتفه بيده، بخطفه في لمح البصر من طرف لص يستغل سرعة إغلاق أبواب ترامواي وهو ما يعيق عملية ملاحقته.

سرقة سيارات وأحذية المصلين..

والمؤسف، انتشار ظاهرة سرقة أحذية المصلين، خلال صلاة التراويح، بحيث أكد عدد من المواطنين رجوعهم حفاة إلى منازلهم بعد انتهاء الصلاة إثر اختفاء أحذيتهم.

“آلاء”، فتاة تبلغ 16 سنة من عمرها، تفاجأت بعد انتهائها من صلاة التراويح بأحد مساجد بلدية درقانة بالعاصمة، بغياب حذائها الذي وضعته أمام باب المسجد كعادتها، ولأنها لم تجد حتى “بلغة” وضوء تعود بها للمنزل، فقد اضطرت للعودة بالجوارب فقط، رغم طول الطريق..!

وتقول إحدى السيدات، بأن لصوص المساجد وغالبيتهم من المراهقين يستغلون وقت انشغال المواطنين في الصلاة، لسرقة أحذيتهم وبعض أغراضهم حتى لو كانت مجرد “بليغة بلاستيكية” يأخذونها.

وامتدت السرقة إلى موقف السيارات الخاصة بجامع الجزائر أين تعرض العديد من المصلين إلى سرقة سياراتهم.. وهو الأمر الذي أثار سخطا كبيرا على مواقع التواصل.

على السّارق المسارعة إلى التوبة قبل فوات الأوان

وفي هذا الشأن، اعتبر الإمام الخطيب بمسجد القدس بحيدرة الجزائر، قسّول جلول، بأن بعض الصائمين يقبلون على سلوكات محرمة وسلبية، سواء بجهل منهم أم عمدا، مُشيرا إلى أن رمضان مدرسة نتعلم فيها الأخلاق الفاضلة والصفات الحسنة، ونتحلى بها ونتخلى عن المنهي عنها، فيجد الله المؤمن حيث أمره، ولا يجده حيث نهاه، وإن في آية الصيام بين الله- عز وجل- البعد المقاصدي للصيام “لعلكم تتقون”، ووضحها جليا الحبيب المصطفى- صلى الله عليه وسلم- بقوله: “مَنْ لَمْ يَدعْ قَوْلَ الزُّورِ والعمَلَ بِهِ فلَيْسَ للَّهِ حَاجةٌ في أَنْ يَدَعَ طَعامَهُ وشَرَابهُ”، روه البخاري.

وقال المُتحدث بشأن سلوك السرقة في رمضان، بأن اللصوص الذين يسرقون في رمضان، يرتكبون إثما كبيرا، لأن إثم السّرقة يتضاعف في رمضان، مثلما تتضاعف الحسنات في هذا الشهر، وأكد أن السّارق هو شخص انتهك حُرمة رمضان، بسلوك انحرافي يدل على وهن نفسي أمام نداء الشهوة العوجاء، وهي استجابة جامحة للسطو على ممتلكات الآخرين، دون أن يردعه دين أو ضمير أو خُلق.

وأضاف: “على السارق المسارعة للتوبة والاستغفار وردّ المسروقات إلى أهلها غير منقوصة في حال كان يريد النجاة من عقاب الدنيا والآخرة، وأن يندم على فعلته في حال كان يريد توبة نصوحا مع الإقلاع عنها والعزم بعدم العودة إليها”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here