تفاؤل بعهدة تشريعية حيويّة.. وتشاؤم من نقص الخبرة

19
تفاؤل بعهدة تشريعية حيويّة.. وتشاؤم من نقص الخبرة
تفاؤل بعهدة تشريعية حيويّة.. وتشاؤم من نقص الخبرة

أفريقيا برسالجزائر. بوزيد بومدين: الكتل التقليدية بقيت مسيطرة على المقاعد النيابية

إسماعيل دبش: ربما سيكون أداء النواب الشباب أقل سوءا من سابقيهم

فاتح قرد: السنة الأولى في النيابة ستكون الأصعب.. ولابد من التكوين

مع ظهور النتائج الأولية لتشريعيات 12 جوان، وانكشاف خارطة برلمان ما بعد الحراك، تفاوتت الآراء بشأن الأداء المتوقع للنواب الجدد، لاعتبارات السن والخبرة السياسية والكفاءة، فصعود ولأوّل مرة فئة الشباب وتحت 40 سنة لقبة زيغود يوسف، قد يجعل شكل البرلمان المقبل مختلفا شكلا وأداء عن سابقيه.

عاشر برلمان في الجزائر، سيكون مُختلفا ومميزا عن سابقيه، فهو أوّل برلمان لفترة بعد الحراك، فالتّغيير الذي طال تشكيلة المجلس الشعبي الوطني المنبثقة من استحقاقات 12 جوان المنصرم، والتي لم تنكشف كامل خيوطها بعد، يُنتظر منها الكثير، فهل سيكون النواب الجُدد، وبينهم من لا يملك أدنى خبرة في الحياة السياسية، في مستوى تطلعات من انتخبهم وحتى من لم ينتخبهم؟ وكيف يتوقع المحللون السياسيون والبرلمانيون السابقون، الأداء النيابي الجديد؟

يرى، المحلل السياسي، بومدين بوزيد، في تصريح لـ”الشروق”، بأن تشكيلة البرلمان المقبل لن تختلف كثيرا عن سابقتها، بسبب سيطرة ما أسماه “الكتل التقليدية ” على المقاعد النيابية الجديدة، والتي اعتبرها جزءا من النظام السابق، حسب ما كشفته المعطيات الأولية لتصويت 12 جوان الماضي.

وقال محدثنا، بأن الرأي العام، كان يراهن على تشكيل برلمان اجتماعي، تقوده القوائم الحرة، لكنها وللأسف أخفقت في ذلك بعد مرورها على مقصلة عتبة 5 بالمائة ولأسباب عديدة، أولها شخصيات القوائم الحرة، وهي فئات صنعها الرأي العام ولا علاقة لهم بالسياسة، كما أن كثرة القوائم الحرة شتّت الأصوات في الولايات، ولم تساعدها على النجاح، وبالتالي، يُؤكد محدثنا، بأن البرلمان الجديد هو “نسخة جديدة من برلمان 2017”.

وعن توقّعه لأداء التشكيلة النيابية “الشبابية”، رأى بومدين، بأنه في حال تحدّثنا عن المعنى البيولوجي، أي أقل من سن 40 سنة “فالقوائم الحرة التي تضم الشباب لم تنجح في الوصول لقبة البرلمان، أما إذا تحدثنا عن تشبيب الأفكار، فنتمنى أن نرى رؤية سياسية شبابية، بعيدا عن الشيخوخة السياسية السابقة” على حدّ تعبيره.

ومن جهته، اعتبر البرلماني السّابق، فاتح قرد عبر “الشروق”، بأنه من السّابق لأوانه، الحديث عن التركيبة البشرية للمجلس الشعبي الوطني الجديدة، بسبب عدم ظهور النتائج النهائية، وتعقد العملية الانتخابية.

وأضاف، بأنه في ظل التحدي الأكبر الذي ينتظر المجلس الشعبي الوطني المقبل، وما يُنتظر منه من نجاح في أداء مهام نوابه بفعالية، خاصة تركيبته البشرية “الشبانية”، بعد منع ترشح النواب لأكثر من عهدتين، وإلغاء نظام القائمة المفتوحة، “وهو ما جلب لنا نوابا جُددا، ليسوا بطبيعة الحال الأقدر والأكفأ”، على حد قوله.

وحسب محدثنا، فعملية التشبيب التي شهدتها مختلف القوائم المستقلة، وغالبية مرشحيها أقل من 40 سنة، “فحتّى لو كانت لهم تجربة سياسية، ولكن لا تجربة برلمانية لهم، والتي ستكون مهمة جديدة عليهم، وقد يجدون صعوبات في أداء السنة الأولى في النياب”.

ويحتاج هؤلاء، حسبه، إلى التكوين والتأهيل والتدريب، وقال “بإمكان الأحزاب السياسية، تكوين نوابهم، بما يملكونه من أمانات وهياكل مكلفة بالمنتخبين، أو يتم تكوينهم تحت قيادة النواب السابقين أو الأطر القيادية، أو الأطر الأكاديمي “.

كما يتكفّل المجلس الشعبي الوطني، يضيف قرد، بما يملكه من وسائل مادية وبشرية كبيرة بالمهمة، بأن يخصص جزءا من الميزانية وكوادره البشرية، على غرار معهد التكوين البرلماني، والذي رغم وجوده، فهو لا يؤدي أدوراه المنوطة به، حيث بإمكانه المساهمة في تكوين وتأهيل النواب الجدد.

ويرى البرلماني السابق، بأن “تطلعات المواطنين كبيرة بشأن التشكيلة النيابية الحالية، باعتبارها أوّل برلمان يأتي بعد الحراك الشعبي، وينتظر أن يُجسد تطلعات الشعب في الديمقراطية،وهذا لن يتأتى إلا بالتكوين والتأهيل” حسبه.

كما دعا النواب الجدد، إلى تكوين أنفسهم ذاتيا، لثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم، مع الاحتكاك ببعضهم البعض، على اختلاف اختصاصاتهم الأكاديمية ومشاربهم.

من جهة أخرى، تساءل أستاذ العلوم السياسية، إسماعيل دبش في تصريح لـ”الشروق”، عما فعله النواب السابقون، حتى ننتظر الجديد من النواب الجُدد؟ وقال بأن نواب العهدات البرلمانية السابقة، غالبيتهم كانوا ذوي كفاءة سياسية ونضال كبير وسن مناسب، ومع ذلك “فشلوا في أداء مهمتهم النيابية، فلربما من خلفهم من جيل الشباب، وغالبيتهم جامعيون ومثقفون، لهم استعداد للتعلم واكتساب التجارب والخبرة، ليكون أداؤهم أقل سوءا من سابقيهم”.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here