تثار هذه الأيام وعبر الكثير من الدول الإسلامية، مسألة تعطيل صلاة الجماعة، وخاصة صلاة الجمعة، وهذا بعد تسجيل عدة إصابات بداء كورونا المستجد في هذه المناطق، وخوفا من العدوى صدرت عدة فتاوى، وناشدت عدة جهات حكومية، وعدة مجالس إسلامية، وعدد من المشايخ بتعطيل الصلاة بعد زيادة في أعداد المصابين بالفيروس الجديد وتسجيل حالات وفاة.
وفيما يرى البعض أن انتشار فيروس كورونا لا علاقة له بأداء الشعائر، تستمر الدعوات إلى تعطيل الصلاة، وبعد أن دعت وزارة الشؤون الجزائرية إلى تخفيف خطب الجمعة وتقليص مدتها، يتخوف بعض المصلين من تعطيل الصلاة كليا في الأيام القادمة وخاصة إذا استمرت وزارة الصحة في الإعلان عن إصابات جديدة بـ”كورونا”.
وقال الأستاذ محمد الأمين بلغيث، المختص في التاريخ والحضارة الإسلامية، بجامعة الجزائر، إن الأمة الإسلامية، لم تعرف في تاريخها، اللجوء إلى تعطيل صلاة الجماعة، رغم انتشار منذ القديم عدة أوبئة، مشيرا أن عمر بن الخطاب في عهده، لم يأمر بتعطيل الصلاة في المساجد رغم انتشار الطاعون.
ويرى أن الحجر الصحي للمصاب بـ”كورونا” يبقى الحل الناجح، وخاصة أن الجزائر حسبه، لديها حالات محدودة ومعروفة، كما أن أي شخص مصاب بالأنفلونزا الموسمية، أو حالات مشابهة لها، يمكنه أن يتفادى الصلاة في الجماعة خوفا من انتشار العدوى إليهم، وهذا إيمانا منه بالوقاية وحماية النفس والآخرين.
ودعا إلى العمل بقول الرسول “الطاعون آية الرجز، ابتلى الله به ناسا من عباده، فإذا سمعتم به فلا تدخلوا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها، فلا تفروا منه”، وإكثار الصلاة والدعاء، إذ أن حسبه صلاة الجماعة في هذا الظرف مهمة لدعوة الله حمايتنا من فيروس كورونا.
وفي هذا السياق، حثّ رئيس نقابة الأئمة الجزائريين، الشيخ جلول حجيمي، المساجد على تكثيف الأدعية جماعيا، والتصدي للذين يدعون إلى تعطيل صلاة الجمعة، نافيا أي محاولة لتعطيل هذه الصلاة في الوقت الراهن خاصة في ظل غياب أدلة مقنعة تحتم على المساجد وقف الصلاة الجماعية.
وأوضح الشيخ حجيمي، أن فيروس كورونا ورغم أن المنظمة العالمية للصحة أعلنت أنه وباء عالمي، إلا أنه ليس وباء في الجزائر بالنظر إلى عدد الإصابات به، مشيرا أن الطاعون في تاريخ الأمة الإسلامية ماتت منه حتى الحيوانات، وأن الوباء الذي يحتم على المساجد منع صلاة الجماعة، هو من يقتل الإنسان والحيوان، وينتشر بصورة لا يمكن التحكم فيها.
ويرى رئيس نقابة الأئمة، أن بعض البلدان الإسلامية قد تضطر إلى توقيف الصلاة وهذا حسب درجة انتشار خطر الفيروس وعدم التحكم فيه.
للإشارة، فإن وزارة الأوقاف الكويتية أعلنت أمس الجمعة، أنه تم وقف صلاة الجماعة في المساجد خلال أوقات الخمسة المخصصة لها وذلك لمنع تفشي فيروس كورونا، وكانت قد أوقفت قبلها صلاة الجمعة، وهذا بعد تسجيل 80حالة كورونا” كوفيد 19″.