أفريقيا برس – الجزائر. وجهت فرقة البحث والتحرّي التابعة لأمن ولاية وهران، ضربة موجهة لمافيا تدبير رحلات “الحرقة” إلى سواحل إسبانيا، بتفكيكها في ظرف أقل عن أسبوع، شبكة دولية ثانية اختصت في تهريب المهاجرين غير الشرعيين نحو الضفة الأخرى من المتوسط، إضافة إلى استيراد المخدرات الصلبة “كوكايين” يقودها البارون “تشاطو” 29 عاما، شقيق أخطر مهرب وطني المكنى “تروبيكو” الذي أوقفته مصالح أمنت ولاية وهران في شهر جانفي 2019 وتم الحكم عليه بسبع سنوات سجنا نافذا، ومكنت العملية الهامة التي قادتها فرقة البحث والتدخل لوهران مساء الأربعاء الماضي، من ضبط 270 غرام من عقار الكوكايين من نوع “كريستال”.
الإطاحة بشقيق البارون “تروبيكو” المختص في رحلات الـ “في. آي. بي”
وبحسب مصادر أمنية، فإن التحقيق الأمني الذي دام عدة أسابيع، سمح بإحباط مخطط تهريب دولي يقوده جزائريون ومغاربة اختصوا في نقل وتهريب الكيف المعالج والمخدرات الصلبة “كوكايين” على متن قوارب سريعة “أوربور” و”قليسور”، انطلاقا من شواطئ أركمان بالناظور في المملكة المغربية على وجه التحديد. وكللت العملية بتوقيف ستة أشخاص من ضمنهم البارون الخطير “تشاطو” ورعية مغربية كان دوره يقتصر على الملاحة البحرية، إضافة إلى أشخاص آخرين من وهران وعين تموشنت، وعلم أن “تشاطو” كانت قوات الشرطة أوقفته صباح السبت الماضي في حال تلبس بمعية شخص آخر على مستوى مقهى ببلدية عين الترك، ليتم إخضاعهما إلى تحقيق معمّق تحت إشراف النيابة العامة وبحوزة “تشاطو” 270 غ من مخدر كوكايين، لتتوسع التحقيقات مع الشخصين الموقوفين لاسيما العقل المدبر لنشاط تهريب البشر انطلاقا من شواطئ وهران على متن يخوت وقوارب سريعة وزوارق صلبة مقابل أموال باهظة ناهزت 900 ألف دينار جزائري لضمان رحلات “VIP” لتفتك الجهة المحققة، اعترافات هامة من “تشاطو” الذي لم يقو على إخفاء أسرار هويات شركائه خلال التحقيق الذي اجري معه دون انقطاع، بحيث كشف عن هويات 14 شريكا له في شبكته من ضمنهم مغتربون في مدن اسبانية وفرنسية كانوا يقفون خلف دخول كميات الكوكايين .
التحقيقات الأمنية المعمقة قادت “البياري” إلى مداهمة نقاط تخزين سرية لوسائل نقل بحرية ثمينة وضخمة الحجم في بلدية بوسفر الساحلية، في أعقاب الاعترافات التي أدلى بها “تشاطو”، إذ أسفرت المداهمة بموجب إذن قضائي صادر عن محكمة عين الترك، عن حجز مركبتين فاخرتين وقاربين سريعين طولهما بين 5 و7 أمتار ونصف متر مزودين بقوة دفع 115 و200 حصان بخاري علاوة على سيارة رباعية تحمل ترقيم أجنبي ملك لأحد المشتبه فيهم المكنى “شعرة”، متواجد خارج الوطن .
كما تم ضبط كمية من المخدرات (كيف معالج-مخدرات صلبة “كوكايين”) ومؤثرات عقلية، وضبط مبلغ مالي قدره 12.6 مليون سنتيم، إلى جانب معدات وعتاد تستعمل في الإبحار السري ومجموعة من الأسلحة البيضاء المحظورة.
الموقوفون وفروا اعترافات هامة تخص أنشطة غير مشروعة لعدد من المبحوث عنهم في وهران ومدن ساحلية مجاورة وخرائط الإبحار السري، إضافة إلى حيازة عدد من الأشخاص موضوع مذكرات بحث، على قوارب سريعة “فانتوم” منها تضمن رحلات “خدمة مميزة”، بحيث تختزل مسافة الإبحار بين سواحل وهران ومايوركا أو فورمونتيرا أو كاديرا بقادس جنوب شرق إسبانيا في 180 دقيقة، بخلاف القوارب القديمة.
وتأتي قضية الحال بعد أيام قلائل من ضربة أخرى تلقتها شبكة للهجرة السرية، بتوقيف ثلاثة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 33 و40 عاما بحوزتهم قارب سريع “قليسور” وكمية هامة من معدات الإبحار السري وضبط مسدس ناري أوتوماتيكي روسي الصنع مزود ب 15 طلقة من عيار 9 ميليمتر بحوزة أحد الموقوفين وذلك في سياق الحرب المفتوحة على عصابات تسفير “الحراقة” إلى اسبانيا مقابل أموال بالدينار واليورو .
مع العلم أن تشاطو هو الشقيق الصغير للبارون الكبير الوطني “تروبيكو” 31 عاما المتواجد في السجن، الذي تورط في القيام بعدد معتبر من عمليات تهريب الحراقة عبر رحلات إبحار سري من نوع VIP مقابل مبالغ تتراوح بين 50 إلى 55 مليون للحراق الواحد عن طريق البحر باستعمال قوارب نصف صلبة سريعة ونفاثة وشبه مضمونة، وتعد هذه الوسيلة بحسب المتابعين لملف المهاجرين غير النظاميين الوسيلة الأكثر آمانا للهجرة، إذ لا تتجاوز مدة الرحلة 180 دقيقة، فيوصل المهربون المهاجرين إلى السواحل الإسبانية، ثم يعودون بسرعة إلى المياه الإقليمية الجزائرية، وفق معطيات كشفت عنها المصالح الأمنية في الجزائر التي تشتغل على الملف بجدية عالية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس