طحالب قادمة من المحيط الهادي تغزو شواطئ بالجزائر

2
طحالب قادمة من المحيط الهادي تغزو شواطئ بالجزائر
طحالب قادمة من المحيط الهادي تغزو شواطئ بالجزائر

أفريقيا برس – الجزائر. على امتداد شواطئ بعض المدن الساحلية في الجزائر، تغطي الطحالب البنية اللون الرمال الذهبية وتعكر صفو مياه البحر، مما دفع السلطات الى القيام بحملة تنظيف لمكافحة انتشار هذا النوع الغازي من الطحالب الغريبة عن بيئة البحر الأبيض المتوسط.

وفي سيدي فرج، المنتجع الشاطئي الواقع على بعد حوالي 20 كيلومترا غرب الجزائر العاصمة، يقوم العشرات من المتطوعين وأعضاء الجمعيات البيئية بتنظيف الشاطئ وجمع تلك الطحالب التي تعرف علميا باسم “روغولوبتركس أوكاموراي” (Rugulopteryx okamurae).

ولتجنب تحلل أكوام الطحالب وتكاثرها من جديد على الشواطئ، تقوم الشاحنات والجرافات بنقلها الى أماكن بعيدة، في انتظار، تحليلها ومعرفة آثارها أو كيفية الاستفادة منها.

وحسب وزارة البيئة الجزائرية، تم رصد وجود الطحالب في 3 من الولايات الساحلية الـ14 في البلاد، بما في ذلك الجزائر العاصمة، مع وجود 16 شاطئا متضررا حتى الآن.

وتقول لمياء بحباح، الباحثة والأستاذة في المدرسة الوطنية العليا لعلوم البحر وتخطيط السواحل، إنه تم رصد هذه الطحالب التي يعتبر المحيط الهادي موطنها الأصلي في نهاية العام 2023 على الساحل الأوسط بالبلاد، وسرعان ما تكاثر هذا النوع، مهددا النظام البيئي المحلي.

وتتميز هذه الطحالب خصوصا برائحتها الكريهة، وعندما تنجرف إلى الشاطئ، تغير أيضا لونه وتعكر مياهه، وتعرقل السباحة فيه وسط تساؤلات من قبل المصطافين عن مدى خطورتها على الصحة.

وأطلقت السلطات حملة تنظيف يُنتظر أن تستمر حتى 16 أغسطس/آب كما زارت وزيرة البيئة وجودة الحياة، نجيبة جيلالي، أحد الشواطئ المتضررة وحرصت على طمأنة المصطافين.

وأكدت الوزيرة أن الشواطئ تبقى آمنة وصالحة للسباحة، كما أنه لم يثبت بعد أن هذه الطحالب يمكن أن تسبب حساسية جلدية للبشر، أو اختفاء كائنات بحرية بحسبها.

عوامل مناخية

من جهته، يلفت يوسف سقني المهندس البحري والطبيب المخبري النظر إلى أن الطحالب انتشرت بشكل كبير مقارنة بالعامين 2023 و2024، حيث أصبحت تغزو أماكن في الأعماق، متسببة في فقدان طحالب أصلية غير ضارة، ما أدى إلى اختفاء بعض الأنواع أيضا، ومن بينها أسماك.

وبحسب لمياء بحباح، فإن وقف انتشار هذه الطحالب “مستحيل للأسف في هذه المرحلة”، ويرجع ذلك بشكل خاص إلى طريقة تكاثرها، إذ يمكن لجزء صغير منفصل أن يعيش لفترة طويلة وينمو بشكل منفرد، حسب تقديرها.

وتساهم عوامل كثيرة في وصول الطحالب من المحيطات إلى البحر الأبيض المتوسط، منها ارتفاع درجات حرارة المياه في البحر المتوسط، فضلا عن دور وسائل النقل البحري من الخافرات والسفن الكبرى والتي يمكن أن تلتصق الطحالب بهياكلها ثم تستقر وتنمو في أماكن بعيدة عن موطنها الأصلي.

وتقول فلة زبوج، وهي مهندسة دولة في علوم البحار: “سنحارب هذه الطحالب البنية الآتية من اليابان، فخلية مراقبة الطحالب الكبيرة السامة والغازية تتابع انتشارها وتطورها بانتظام”. ولفتت إلى أنه يتم إجراء دراسات لمعرفة ما إذا كان يمكن الاستفادة منها، خصوصا كسماد عضوي.

وكانت هذه الطحالب نفسها قد ظهرت أيضا في شواطئ مدينة مرسيليا الفرنسية، وكذلك في إسبانيا. وفي فبراير/شباط، أطلق نادي “ريال بيتيس” الإسباني لكرة القدم قميصا جديدا مصنوعا من هذه الطحالب لتعزيز الوعي لدى الجمهور الرياضي للأزمة البيئية التي تسببها على السواحل.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here