أفريقيا برس – الجزائر. وقع الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والجزائري عبد المجيد تبون، السبت الـ27 من أغسطس (آب)، إعلاناً من أجل “شراكة متجددة” بعد 60 عاماً من انتهاء الحرب واستقلال الجزائر.
وقال تبون خلال مؤتمر صحافي عقب توقيع الإعلان في قاعة التشريفات بمطار “هواري بومدين” إن زيارة نظيره الفرنسي “الناجحة” التي بدأت الخميس وتنتهي السبت “أتاحت تقارباً لم يكن ممكناً لولا شخصية الرئيس ماكرون”، وأضاف متحدثاً بالفرنسية “اتفقنا على مستقبل يهم الطرفين”.
حقبة جديدة
وينص “إعلان الجزائر من أجل شراكة متجددة” على رغبة البلدين في “افتتاح حقبة جديدة” وتبني “مقاربة ملموسة وبناءة تركز على المشاريع المستقبلية والشباب”، وجاء في الإعلان أن “الشراكة المميزة الجديدة” باتت “مطلباً يمليه تصاعد التقلبات وتفاقم التوترات الإقليمية والدولية”.
ويوفر الإعلان “إطاراً لوضع رؤية مشتركة ونهج تنسيق وثيق لمواجهة التحديات العالمية الجديدة (الأزمات العالمية والإقليمية وتغير المناخ والحفاظ على التنوع البيولوجي والثورة الرقمية والصحة)”.
إضافة إلى هذا الإعلان، أبرم البلدان عدداً من اتفاقات التعاون شملت خصوصاً التعليم العالي والصحة والرياضة ووقع عليها وزراء من الجانبين.
وأشار تبون إلى الاجتماع رفيع المستوى الذي جمع قادة أجهزة الأمن من كلا البلدين بما فيها الجيش، أمس الجمعة، “للمرة الأولى منذ الاستقلال” وقد انبثقت منه قرارات مشتركة “لمصلحة بيئتنا الجيوسياسية”.
وستنشئ باريس والجزائر “مجلساً أعلى للتعاون” على مستوى الرئيسين من أجل “تعزيز مشاوراتهما السياسية”.
مواجهة شجاعة
من جهته، اعتبر الرئيس الفرنسي أن “إعلان الجزائر” سيتيح “تعزيز العلاقة المتقاربة من خلال إجراء حوار دائم حول جميع الملفات، بما في ذلك المواضيع التي منعتنا من المضي قدماً”.
ونشب خلاف عميق بين البلدين في الخريف بشأن مسألة الذاكرة حول الاستعمار الفرنسي (1830-1962)، وتقرر خلال زيارة ماكرون إنشاء “لجنة مؤرخين” مشتركة من أجل تسوية الخلافات ومواجهة الماضي “بشجاعة” على حد تعبير الرئيس الفرنسي، و”يمكن تنصيبها في غضون الـ15 إلى 20 يوماً المقبلة”، وفق تبون الذي أوضح أن عملها ربما يستغرق عاماً قابلاً للتمديد.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس