يوسف عجيسة: نحمل مساعدات انسانية لغزة وليس سلاحا أو متفجرات

1
يوسف عجيسة: نحمل مساعدات انسانية لغزة وليس سلاحا أو متفجرات
يوسف عجيسة: نحمل مساعدات انسانية لغزة وليس سلاحا أو متفجرات

أفريقيا برس – الجزائر. يعد النائب البرلماني يوسف عجيسة، المنتمي لحركة مجتمع السلم الجزائرية، التي تحوز على الكتلة النيابية الثالثة داخل المجلس الشعبي الوطني، من الجيل الجديد في حركة “حمس” التي تعول على حضوره ونشاطه من أجل تجديد قوتها الناعمة في التمدد داخل المجتمع عبر العمل الأهلي والتطوعي.

انتُخب النائب يوسف عجيسة في الانتخابات التشريعية التي جرت صيف العام 2020 عن ولاية قسنطينة، حيث رسّخ حضوره النيابي في جرأة المساءلة والرقابة على أداء الجهاز الحكومي، مستفيدًا في ذلك من موقع كتلته النيابية التي اختارت التموقع ضمن خندق المعارضة بعد تمسّك السلطة بتحالفاتها التقليدية الحزبية والأهلية.

ويعد النائب الحمسي من أبرز الناشطين والفاعلين في العمل التضامني والتطوعي مع القضية الفلسطينية، لا سيما قطاع غزة في ظل الهجوم الوحشي الذي تنفذه إسرائيل منذ الثامن من أكتوبر 2023، وكان ضمن المتطوعين في العديد من المبادرات، خاصة التي تستهدف فك الحصار وإيصال المساعدات الإنسانية.

ويشغل حاليًا منصب نائب رئيس المبادرة العالمية لكسر الحصار، ورئيس تنسيقية المؤسسات الجزائرية المتضامنة مع قطاع غزة، ويعد واحدًا من النواب البرلمانيين الجزائريين والشخصيات البارزة المشاركة في أسطول الصمود المغاربية.

وللوقوف على آخر تطورات الرحلة التي انطلقت من تونس وينتظر أن تحط الرحال في إيطاليا، كان رده على أسئلة “أفريقيا برس” على النحو التالي:

كيف هي ظروف الرحلة قبل الوصول إلى إيطاليا؟

ظروفنا طيبة، والكل يحذوه الأمل في تحقيق أهداف الأسطول، وتنفيذ الخطة التي رسمها القائمون عليه. لكن ما يستوجب التركيز عليه الآن هو أن تبقى عيوننا وعيون جميع الأحرار في العالم مصوبة على قطاع غزة، وعلى ما يتعرض له الفلسطينيون هناك من إبادة وتقتيل وتجويع وتدمير وأوامر الترحيل من أجل إخلاء القطاع من سكانه. نحن نحبذ المتابعة والتشجيع والدعوات، لكن الأهم هو التركيز على ما يقع في قطاع غزة والسعي إلى فك الحصار الظالم.

هل تؤكدون أم تنفون ما تردّد عن هيمنة تيار سياسي معين على الوفد الجزائري؟

نحن هنا كوفد جزائري ينشط في إطار تنسيقية رفع الحصار على قطاع غزة؛ ننتمي لمختلف التيارات والفاعلين الذين انصهروا من أجل بلوغ الهدف الذي سطره أسطول الصمود العالمي، حيث اشترك الجميع في عملية التنسيق والتحضير والتجهيز. ولا ننكر أن العملية كانت صعبة ومعقدة باقتناء السفن والمراكب والتجهيزات وجمع وتنظيم المساعدات الموجهة إلى سكان قطاع غزة. ورغم التأجيلات والتأخرات المسجلة لأسباب مختلفة، فإن أعضاء الوفد تحذوهم الإرادة والعزيمة من أجل تبليغ رسالة الجزائريين التضامنية لإشقائنا في فلسطين وقطاع غزة تحديدًا. لقد تغلبنا على الإكراهات التي اعترضت مسار الأسطول، ونحن الآن على مسار ليلتين من الوصول إلى إيطاليا، ولا نعير اهتمامًا لمثل هذه المسائل.

ألم تؤثر التهديدات الإسرائيلية على المشاركين في الأسطول؟

المتعاطفون والداعمون لأسطول الصمود العالمي، والشعب التونسي وحكومة تونس، عبروا عن استعدادهم لأن يفدوا سفن الأسطول بأنفسهم. وما وقع من اعتداءات واختراقات للسيادة التونسية هو من قبيل الوارد في حسابات لجنة التنظيم وجميع المؤيدين للأسطول. الآن تبين للجميع أنه لا خوف من أي شيء، وليس هناك ما يخاف منه المشاركون. فحمام الدم والإبادة والجوع الموجود في قطاع غزة لا يضاهيه خطر أو تهديد، ونحن نريد تحقيق ممر إلى القطاع، مستعينين في ذلك بالتعداد الكبير للسفن وللمشاركين ولنوعية الحاضرين من مختلف ربوع العالم، عكس المرات السابقة التي كانت فيها سفن وحيدة ومشاركون محدودون سرعان ما يتفرد بها الكيان الإسرائيلي.

لكن التهديدات الإسرائيلية هذه المرة تبدو أكثر عدوانية؟

من البداية قررنا أن نحمل أرواحنا على أكفنا، ودماؤنا ليست أغلى من دماء إخواننا في قطاع غزة التي تُسفك يوميًا. هذا الكيان مغتصب ومتوحش وسيستعمل كل الوسائل من أجل منعنا من الوصول إلى مبتغانا، وربما حتى قصفنا وقتلنا أو اعتقالنا كما توعدت حكومته، لكننا ماضون من أجل تحقيق هدفنا وهو كسر الحصار على قطاع غزة وإيصال المساعدات إلى أهلها.

ما هي رسائلكم لسكان غزة وأنتم في رحلة تضامن غير مسبوقة؟

الرسائل الآن باتت تأتيْنا من غزة، وليس نحن من يوجّه الرسائل إليها؛ فهم من يعلّموننا دروس الثبات والصبر والصمود في وجه العدو. وفوق ذلك يخاطبوننا بانتظارنا بشغف ويعدوننا بفتح ما تبقى لهم من بيوت، وذلك ليس بغريب على شعب كريم صقلته المحن.

والرسالة الأساسية موجهة إلى جميع الحكومات، خاصة تلك التي يشارك أبناؤها في الأسطول بحماية وتأمين القافلة ومدّها بالإمكانات اللازمة، خاصة وأن الأسطول إنساني تضامني لا يحمل سلاحًا ولا متفجرات. نحن لا نريد إيذاء الكيان المغتصب، بل نريد توصيل هذه المساعدات إلى سكان القطاع المحاصر ظلمًا وجورًا. وعلى جميع الحكومات والمنظمات والهيئات الدولية أن تدين الأعمال الإسرائيلية من قتل وتجويع وتدمير وتهجير غير مسبوق في تاريخ الإنسانية.

ردّت بعض الأوساط بأن المشاركة العربية غير نوعية في الأسطول، ما رأيكم؟

عكس ما يتردد في بعض الدوائر حول الغياب العربي النوعي عن رحلة الأسطول العالمي، فإننا نؤكد وجود نواب منتخبين في برلمانات الجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا، وناشطين وقادة سياسيين مشاركين في الأسطول. ونحيي الهبة الإنسانية والتضامنية من مختلف أصقاع العالم، ونؤكد أن القضية هي قضيتنا بالدرجة الأولى وهمّنا هو همّنا أولًا. وما عجزت عنه بعض الحكومات العربية تقوم به الشعوب الآن، وهي رسالة تُترجم تعلق الشارع العربي بقضيته المحورية والتضامن مع سكان قطاع غزة. ولو أرادت تلك الحكومات اتخاذ موقف يعبر عن إرادة شعوبها، لكانت جهّزت سفنًا أكثر وأكبر وأقوى من تلك التي تطوّع أحرار العالم لتحضيرها وتجهيزها.

إسرائيل ومعها حلفاء يحاولون إضفاء الطابع الأمني على المبادرة، بماذا تواجهون ذلك؟

نحن ناشطون وفاعلون ومنتخبون في بلداننا؛ نختلف في الخلفيات والمشارب السياسية والأيديولوجية، لكن عقيدة كسر الحصار على غزة وإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكانها المحاصرين تجمعنا وتوحدنا. وعكس ما يُتردد حول هيمنة تيار سياسي أو أيديولوجي معين على أسطول الصمود المغاربي، فإن التنوع يظهر جليًا في انتماءات المشاركين. وحتى التدريبات التي أجريناها تحسبًا لسيناريوهات محتملة من طرف الكيان الصهيوني، تمحورت حول المقاومة السلمية. السفن والمراكب التي يتكون منها الأسطول محمّلة بمساعدات إنسانية كالدواء وحليب الأطفال والطحين، وليس سلاحًا أو متفجرات، ورسالتنا سلمية وتبقى كذلك مهما كانت الإكراهات التي ستعترضنا. ومن يشكك في غايتنا عليه أن يلتفت إلى ما ترتكبه إسرائيل من قتل وتدمير وتجويع وتهجير.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here