أفريقيا برس – الجزائر. قال جمال يحياوي، المدير السابق لمركز البحث في تاريخ الحركة الوطنية إن قرار فرنسا بفتح الأرشيف الخاصة بالشرطة والدرك إبان ثورة التحرير قبل الآجال القانونية خطوة ليست بريئة وهي تدخل في سياق معركة فرنسية-فرنسية لربح حرب الذاكرة التي يشهدها الجيل الرابع في الشارع الفرنسي.
الخطوة تستهدف ربح معركة الذاكرة مع الجيل الرابع في فرنسا
وأضاف يحياوي على هامش تدخله، السبت، في منتدى الترجمة التاريخية الذي عقد بالمكتبة الوطنية، أن التعامل مع هذه الوثائق يجب أن يكون بحذر وبمسافة شك وغير متروك للعامة، ومن قبل المختصين الذين يحسنون قراءة الوثائق في سياقاتها التاريخية وبمرجعيتها.
وتساءل المحاضر: لماذا قررت فرنسا فتح الأرشيف الخاصّ بالدرك والشرطة وليس أرشيف مؤسسة أخرى؟ ثم يجيب بأن هذا الأرشيف يحتوي على محاضر وتقارير جلسات الاستنطاق، حيث يمكن للإنسان أن يقول أي شيء تحت التعذيب، مضيفا “من يثبت أن تلك الوثائق لم تخضع للتعديل خاصة أنها تمر حتما عبر المصالح الخاصة للاستخبارات”.
واعتبر جمال يحياوي أن الخطوة الفرنسية التي أفصحت عنها الوزيرة روزلين باشلو الأسبوع الماضي، ليست تنازلا للجزائر، بقدر ما هي سعي من طرف الأوساط الفرنسية لربح معركة الذاكرة لدى الجيل الرابع، خاصة أن الشباب الفرنسي الذي تربى على كون بلاده مصدر الحضارة يكتشف اليوم أن رموزها العسكرية أغلبهم مجرمو حرب.
والدليل -يقول المتحدث- الحرب التي تعلنها الأوساط الفرنسية ضد كل من يقرّ بكون ما اقترفته قواتها إبان حرب التحرير يدخل في خانة الجرائم، ولهذا لا يمكن لهذه الدولة أن تقدم ما يدينها لدى خصومها، مثلما يؤكد جمال يحياوي.
وشدد المتحدث أن التعامل مع هذه الوثائق يقتضي الحذر والخبرة والتخصص، لأن الترجمة والتعامل مع الوثائق التاريخية ليس لعبة، وإذا لم تقرأ في سياقها ولم يتم إسناد المهمة للمتخصصين يمكنها أن تؤدي إلى نتائج عكسية في بلادنا، وتصبح خطرا على الوحدة الوطنية، لذا قال يحياوي إنه يتعين على الجزائر أن تستعد للمرحلة القادمة بإسناد هذه المهمة للمختصين والعارفين بالميدان.
ونبه الرجل إلى الكوارث التي قد تسببها الترجمة في حال لم تكن من طرف العارفين بالميدان والسياقات والخلفيات التاريخية، وضرب بهذا الصدد مثلا بالإمام عبد الحميد بن باديس الذي تمّ تقديمه في بعض الترجمات كلائكي، ومصالي الحاج من الإخوان المسلمين، كما صنعت كوارث الترجمة الجدل المستمر منذ 60 عاما حول مؤتمر الصومام، على حد تعبيره.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس





