تحضيرات غذائية بديلة تهدد صحة الجزائريين

7
تحضيرات غذائية بديلة تهدد صحة الجزائريين
تحضيرات غذائية بديلة تهدد صحة الجزائريين

أفريقيا برس – الجزائر. تحولت التحضيرات الغذائية رخيصة الثمن إلى بديل “اقتصادي” للكثير من المنتجات الصحية في الأسواق، حيث اكتسحت أنواع مختلفة من الأجبان التي تسوق على أساس “تحضيرات” مشبعة بالمواد الدسمة والعديد من أنواع الحلويات والشكولاطة والمشروبات ومشتقات الحليب التي عوضت العصائر الطبيعية والمنتجات الصحية، رفوف المساحات التجارية، وسط إقبال كبير للمواطنين عليها، دون معرفة مكوناتها، والأضرار الصحية الناجمة عن الإفراط في استهلاكها.

وتعرف بعض المواد الغذائية المركبة والمصنّعة من مصادر غير طبيعية في الأسواق، إقبالا كبيرا من قبل المواطنين على اقتنائها، نظرا لأثمانها التي تقل نوعا ما عن المواد الأصلية، بحسب ما لمسناه خلال جولة استطلاعية بعدد محلات بيع المواد الغذائية، حيث أكد زبائن تلك المحلات أن السبب الرئيسي الذي يدفعهم إلى شراء مثل هذه المواد خلال تسوقهم يوميا، هو الأسعار التي بدت لهم مقبولة إلى حد ما مقارنة بمواد مشابهة لها، إلى جانب اختيارهم لبعض المواد المصنّعة بسبب مذاقها المتميز، وتعدد النكهات المضافة لبعض المواد خاصة الأجبان.

ندرة الأجبان والشكولاطة والعصائر الطبيعية في الأسواق

وتنوعت السلع المعروض بالمحلات التجارية “لمختلف المواد الغذائية، أين تصدرت الأجبان المعالجة صناعيا أو ما يعرف بالتحضيرات الجبنية ومشتقات الحليب “ياوورت” قائمة المواد المطلوبة بكثرة لدى المستهلكين، حيث تحتوي على نسب كبيرة من الدهون والمواد الدسمة تزيد عن 70 بالمائة، كما لجأت علامات معروفة إلى تسويق تحضيرات جبنية بدل الجبن الطبيعي لتفادي رفع الأسعارر، كما تشهد الأسواق بيع عدد كبير من الشكولاطة تحت اسم “فيجيكاو” وهي عبارة عن تحضيرة ومزيد بين مواد سكرية وصناعية تشبه في مذاقها الشكولاطة، غير أنها ليست الشكولاطة التي تعتمد في الأصل على مادة الكاكاو بنسبة تزيد عن 60 بالمائة، وحتى العصائر الطبيعية غابت عن المحلات التجارية التي تحتوي رفوفها على عدد كبير من “العصائر” التي يكتب عليها كلمة “مشروب” وهي عبارة عن مساحيق صناعية وملونات يتم مزجها بالماء أين تقل المادة المركزة للفواكه عن 10 بالمائة، في حين يجب أن يحتوي العصير على أزيد من 70 بالمائة من مركز الفواكه الطبيعي وهو ما تسوقه عدد قليل من العلامات ويزيد سعر اللتر عن 200 دج.

وفي هذا السياق، قال تاجر بمحل لبيع المواد الغذائية، في حديثه معنا، إنه يقوم عادة باقتناء سلع تتناسب مع طلبات الزبائن، وهي المنتجات التي تكون أسعارها منخفضة نوعا ما، دون اعتبار لمكوناتها، مشيرا إلى أن ما نسبته 70 بالمائة من زبائن محله يبحثون عن مواد غذائية رخيصة الثمن، وسؤاله في كل مرة عن فارق السعر بين بعض المواد الغذائية التي تتشابه من حيث المكونات لاقتناء أقلها سعرا، فيما تفضل فئة قليلة من المستهلكين شراء أغذية تناسبهم صحيا رغم ارتفاع أسعارها على- حد تعبيره.

ضرورة الاطلاع على محتوى المنتجات قبل استهلاكها

وفي السياق، قال رئيس جمعية حماية المستهلك، مصطفى زبدي، إن توجه المواطن لاقتناء هذه المواد البديلة والمركبة يكون عادة بحسب احتياجاته وقدرته الشرائية، موضحا أن هذه العادات الغذائية موجودة حتى ببعض الدول والبلدان المتطورة، باعتبار تكلفتها المنخفضة مقارنة بالأغذية الطبيعية ذات النوعية الجيدة.

وأشار زبدي إلى أن استهلاك هذه المنتجات لا يسبب ضررا صحيا مباشرا، وبإمكان المستهلك تناول هذه الأغذية بأريحية شرط ألا يكثر منها أو يبالغ في اقتنائها، تجنبا لأي مضاعفات صحية مستقبلا.

ونوه زبدي في سياق حديثه من تجاهل المواطن والمستهلك الجزائري إلى ضرورة الاطلاع على محتوى المنتجات، خاصة المعلبة، قبل استهلاكها، مشيرا إلى غياب ثقافة الاطلاع ومعرفة مكونات الأغذية التي نتناولها في حياتنا اليومية، ومعرفة مصادرها وكذا الفرق بينها وبين أغذية أخرى قد تكون مشابهة من حيث المكونات الأساسية، مضيفا أن الكثير من الجزائريين يفتقدون لثقافة مطالعة اسم المنتج ومكوناته قبل اقتنائه.

التحضيرات البديلة تسبب فقر الدم وظهور الأمراض المستحدثة

من جهته، حذر المختص في الصحة العمومية، الدكتور امحمد كواش، من بعض الأغذية التي يتم الترويج والتسويق لها عبر الإعلانات المتلفزة والمواقع الإلكترونية، نظرا للأضرار الصحية التي تسببه، وكشف كواش أن هذه الأغذية عبارة عن نظام غذائي اقتصادي ظهر مؤخرا، بفعل عوامل اقتصادية واجتماعية وانهيار القدرة الشرائية للمواطنين، كما يعتبر غلاء بعض مصادر الغذاء المهمة من بين الأسباب التي دفعت للبحث عن مصادر غذائية بديلة بحسب المتحدث.

وتنوع النظام الغذائي الجديد يضيف المتحدث- إلى إنتاج بعض الأغذية الحيوانية من مصادر غير حيوانية والترويج لها من قبل المطاعم وخبراء التغذية، على غرار إنتاج الأجبان ومشتقات اللحوم ذات مصادر مختلفة، ويضيف محدثنا أن الكثير من منتجي الأجبان لجؤوا إلى تقليل كمية الحليب وتعويضها ببعض المضافات الأخرى، كإضافة المواد الدسمة النباتية عوض الحيوانية، وإضافة بعض المنكهات والملونات التي توحي للمستهلك بأنه يتناول جبنا أو ياورت، إلا أنه في حقيقة الأمر، هي مجرد بدائل أقل تكاليف تتمثل في زيوت ومواد دسمة، مع القليل فقط من الحليب.

وأشار كواش إلى أن هذه البدائل لا تعتبر مصدرا غذائيا متميزا ومتوازنا، وتفتقد الأملاح المعدنية والماء والدسم والسكريات والبروتينات بنوعيها “الحيوانية والنباتية” وغيرها من العناصر الأساسية للغذاء الصحي، وحذر المتحدث من خطورتها على الصحة، كما اعتبرها مؤشرا خطيرا لحدوث أمراض مستقبلية ومستحدثة بفعل سوء التغذية، ويرى الدكتور كواش بأن هذه البدائل تتسبب في عدة مشاكل منها فقر الدم والاضطرابات الهرمونية والوظيفية لمختلف أعضاء الجسم، إلى جانب ذلك لا تعتبر مصدرا رئيسا لتقوية المناعة، بما أنها مصدر غذائي كامل، وبالتالي، قد تحدث خلل في وظائف الغدد واضطراب على مستوى خلايا الجسم.

العودة إلى النظام الغذائي الطبيعي للحفاظ على مناعة الجسم

الاعتماد كليا في نظامنا الغذائي على أغذية غير طبيعية وأخرى معدّلة جينيا من بين أسباب الإصابة بمرض السرطان، يقول كواش: “وتلحق هذه التعديلات الجينية على مصادر الأغذية سواء نباتية أم حيوانية، أضرارا بالجهاز المناعي المسؤول عن الحماية من مختلف الأمراض”، ودعا محدثنا إلى العودة للنظام الغذائي الطبيعي المبني على استهلاك الخضر والفواكه الموسمية والبقوليات باعتبارها مصدرا مهما للطاقة ومناعة الجسم، الذي يحتاج إلى مصادر غذائية متنوعة أصلية تحتوي على الفيتامينات والمعادن، عكس الأغذية المصنعة، أو البدائل، التي تؤدي، بعد الإفراط في استهلاكها، إلى الإصابة بعدة أمراض لم تظهر بعد، وقد تكون سببا لظهور أمراض مستحدثة مستقبلا.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here