غواصة إسرائيلية في مياه الجزائر.. الجيش الجزائري ينفي ومصادر روسية تؤكد

34

بقلم : فريدة شراد

أفريقيا برسالجزائر. نفى الجيش الجزائري الأخبار التي تداولتها بعض وسائل الإعلام الجزائرية والأجنبية، فيما يخص مطاردة غواصة صهيونية كانت بالقرب من المياه الإقليمية الجزائرية.

وأكدت وزارة الدفاع الجزائرية في بيان لها أن التمرين البحري “ردع 2021” الذي قامت به القوات البحرية الجزائرية التابعة للناحية العسكرية الثانية في المرسى عبر الغواصة “جرجرة”، تم تنفيذه بنجاح كبير ولم يسجل خلاله أي حادث يذكر.

الفريق شنقريحة يشرف على تنفيذ تمرين تكتيكي تحت عنوان “الردع 2021”

وجاء في بيان الجيش الجزائري: “تداولت بعض المواقع الإلكترونية وعناوين الصحافة الوطنية خبراً مفاده أن غواصات تابعة لقواتنا البحرية رصدت وطاردت غواصة أجنبية كانت متواجدة قبالة المياه الإقليمية الوطنية تزامنا مع تنفيذ تمرين بحري مركب “الردع 2021″، يومي 29 و30 سبتمبر 2021 على مستوى مضلع الرمي البحري التابع للواجهة البحرية الغربية في الناحية العسكرية الثانية بمشاركة عدة وحدات عائمة لقواتنا البحرية.”

وأضاف البيان “وزارة الدفاع الوطني تكذّب بصـفة قطعية مجمل هذه الأخبار التي تم تداولها من طرف هذه الوسائل الإعلامية، وتؤكد بأن التمرين البحري المذكور والذي تم تنفيذه بنجاح كبير من طرف طاقم الغواصة “جرجرة”، لم يسجل خلاله أي حادث يذكر، بما في ذلك الحادثة التي تطرقت إليها هذه الوسائل الإعلامية”.

ودعت وزارة الدفـاع الوطني، مختلف وسائل الإعلام الوطنية للتقرب من مصالحها المختصة قصد التحقق من صحة مثل هذه الأخبار قبل نشرها تفاديا لتغليط الرأي العام.

غواضة جزائرية في تمرين تكتيكي “الردع 2021”

روسيا مصدر الخبر

تداولت أوساط روسية محاولة غواصة تابعة للاحتلال الإسرائيلي من طراز Dolphin  تتبع إطلاق صاروخ كروز Club-S من طرف غواصة جزائرية أثناء المناورات العسكرية البحرية التي أجرتها البحرية الجزائرية، في مرسى الكبير غير البعيدة عن الحدود المغربية.

ولاحظت غواصتان جزائريتان تحركات الغواصة الصهيونية بالقرب من المياه الإقليمية الجزائرية، وأجبرتها على الابتعاد عن المنطقة، حسب قناة تيليغرام infantmilitario الروسية.

وبحسب ذات المصادر فقد لعبت سفينة القيادة قلعة بني عباس دوراً مركزياً في العملية من خلال نشر طائرتي هليكوبتر Superlynx للحرب المضادة للغواصات، وواصلت الطائرتان بوسائلهما المتطورة ليتم محاصرة الغواصة الاسرائيلية وإجبارها على الظهور إلى السطح ومغادرة المنطقة رغم أنها كانت في المياه الدولية.

ومن جهته قال الصحفي الروسي المختص في الشأن العسكري داركو تودوروفسكي “إن الغواصتين الجزائريتين أجبرتا الغواصة “الإسرائيلية” على التراجع”.

ونشر داركو تودوروفسكي تغريدة له في حسابه على تويتر، كشف فيها محاولة الغواصة الصهيونية تتبع صاروخ تدريبي أطلقته غواصة جزائرية، ما دفع البحرية الجزائرية للتحرك وإجبار الغواصة “الإسرائيلية” على التراجع.

وعبرت ‏غواصة صهيونية نووية الملقبة بـ “يوم القيامة” مضيق جبل طارق في 25 سبتمبر الجاري، بحسب أوساط إعلامية مغربية، وحطت الغواصة الرحال في السواحل الشمالية المغربية.

ولم تحدد الجهات الناقلة للخبر المهمة ولا أسباب هذه الزيارة، بينما تم تناقل صور الغواصة وطاقمها في أحد السواحل المغربية.

وحسب المصادر ذاته، إن الغواصة الصهيونية كانت بصدد جمع معلومات استخبارية وتقنية، خاصة وأن غواصة جزائرية واحدة على الأقل كان من المتوقع أن تطلق صاروخ أو أكثر خلال التمارين التي أشرف عليها الفريق سعيد شنقريحة.

يقظة الجيش الجزائري

يرى العقيد المتقاعد علي بن جانة في تصريحه لـ”إفريقيا برس”، أنه: “اذا كان الأمر صحيحاً فهو سابقة خطيرة وخطيرة جدا، وهو يدل على أن التهديدات الصهيونية أصبحت ماثلة للعيان”.

علي بن جانة – عقيد متقاعد

ولم يستبعد بن جانة مواصلة العدو الصهيوني محاولات زعزعة استقرار المنطقة، بنشر خبثه ومساعيه لتفكيك المنطقة والدول.

وفي سؤال له عن قدرة الجيش الجزائري في مواجهة كل هذه التحديات قال بن جانة: “إن اشتعال الوضع في الدول المحيطة بالجزائر كليبيا ومالي فهي ليست بؤر توتر جديدة بل منذ سنوات، وبالتالي فالجيش الوطني الشعبي متحكم ولديه الخبرة”.

وأضاف أن الأزمة مع نظام المخزن المغربي تبقى أهم نقطة توتر على اعتبار أن المغرب فتح الباب على مصراعيه في هذه المنطقة.

ومن جهة أخرى وصف العقيد قرار الجزائر الأخير القاضي بغلق المجال الجوي الجزائري أمام الطائرات المدنية والعسكرية المغربية وحتى الحاملة لترقيم مغربي بالصائب، موضحا أن هناك من يرى في القرار عقاب وتصعيد من الجزائر اتجاه الجار المغربي.

القرار الوقائي

عمار بلاني – المبعوث الدبلوماسي الخاص مكلف بالمغرب العربي والصحراء الغربية

يرى عمار بلاني المبعوث الدبلوماسي الخاص مكلف بالمغرب العربي والصحراء الغربية أن قرار غلق المجال الجوي الجزائر في وجه الطائرات المغربية اجراء وقائي استباقي.

وقال بلاني إن قرار الجزائر بغلق المجال الجوي أمام الطائرات المغربية أملته أسباب لحماية الأمن الوطني، مضيفا :”هذا القرار الوقائي تمليه أسباب ملحة تتعلق بالأمن القومي، وأملته ضرورات الأمن الوطني الجزائري”.

وأكد بلاني أن الجزائر ستظهر يقظة شديدة وحزماً مطلقاً لحماية وتقديس أراضيها الوطنية.

ومن جهة أخرى رجح بعض المحللين أن الجزائر بمنعها الطائرات الحاملة لترقيم مغربي، تكون قد استبقت أي محاولة تجسس جوي بواسطة طائرات مستأجرة من الكيان الإسرائيلي تعبر المجال الجوي تحت غطاء نظام المخزن وهذا ما يستشف من تصريح عمار بلاني فيما يتعلق بيقظة الجيش الجزائري.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here