أسعار النفط والغاز يتحالفان لصالح الحكومة

11
أسعار النفط والغاز يتحالفان لصالح الحكومة
أسعار النفط والغاز يتحالفان لصالح الحكومة

أفريقيا برسالجزائر. وجدت حكومة الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمن، نفسها في وضع مالي أكثر أريحية مقارنة بسابقتها، بالنظر لمستويات أسعار النفط والغاز التي تحالفت لصالحها وارتفعت بشكل لافت في الأسابيع الأخيرة.

وتخطت أسعار النفط الخام مستوى 80 دولارا للبرميل، وهو الأعلى منذ أكتوبر 2018، مدفوعة بزيادة الطلب العالمي وبداية تعافي عديد الاقتصادات الكبرى، واتساع دائرة التلقيح عالميا ضد فيروس كورونا المستجد، في وقت تستمر فيه أسعار الغاز هي الأخرى في الارتفاع إلى مستويات قياسية.

وسجل مزيج خام برنت بحر الشمال، النفط المرجعي للبترول الجزائري “صحارى بلند” 80 دولارا للبرميل ووصل إلى 80.32 في حدود العاشرة صباحا بتوقيت الجزائر، بارتفاع قدر بـ1 بالمائة (0.79+ دولار).

الخبير لغليل: النفط يمكن أن يصل 86 دولارا قبل نهاية السنة

وحذت أسعار خام غرب تكساس الأمريكي (WTI) على نفس النحو وصعدت هي الأخرى إلى مستوى 76.21 دولارا للبرميل بزيادة قدرت بـ1.19 بالمائة (+0.0.90 دولار).

وتعتبر هذه المستويات من أسعار الخام الأعلى للذهب الأسود منذ أكتوبر 2018 حين تخطت حاجز 80 دولارا للبرميل لأول مرة منذ 2014، وبلغت وقتها 86 دولارا للبرميل، لكنها عاودت التراجع فيما بعد.

بدورها، بلغت أسعار الغاز مستويات قياسية في السوق الأوروبية، إذ بلغ سعر مليون وحدة حرارية بريطانية في السوق الهولندية “TTF” الثلاثاء، التي تعتبر مرجعية القارة الأوروبية، 85 أورو، وهو مستوى تاريخي غير مسبوق، ساهمت فيه طفرة في الطلب وندرة في المعروض حسب متابعين.

ويتوقع مراقبون أن يبلغ سعر مليون وحدة حرارية بريطانية من الغاز 100 أورو في القارة الأوربية مع نهاية العام الجاري، خصوصا إذا كان الشتاء باردا في ظل نقص المعروض وطفرة غير متوقعة في الطلب.

وبالنظر للوضعية الحالية سواء للغاز أو النفط، فإن الحكومة ستتنفس اكثر في قادم الأشهر بالنظر إلى أن مورد الدخل الرئيس للبلاد من العملة الصعبة يتواجد في مستوى أسعار لا بأس بها، وحسب متابعين فإنه لحسن حظ الحكومة الجديدة، فإن أسعار النفط والغاز في تحالف لصالحها بعد سنوات عجاف.

ومع وصول أسعار النفط إلى هذا المستوى، فإن الحكومة تكون قد ربحت نحو 40 دولارا إضافية عن كل برميل يتم تسويقه، بالنظر إلى أن السعر المرجعي في قانون المالية هو 40 دولارا، في حين أن الأسعار تخطت مستوى 80 دولارا للبرميل.

في هذا السياق، يرى خبير شؤون النفط والغاز لدى بورصة ستوكهولم السويدية، نور الدين لغليّل، في تصريح هاتفي لـ”الشروق”، أن المؤشرات التقنية لهذه الوضعية تبين ان هناك طلبا يفوق بكثير ما هو معروض، ولذلك الوضعية الحالية تشير إلى ان الأسعار قد تصل إلى 86 دولارا للبرميل.

وأوضح خبير شؤون النفط والغاز نور الدين لغليل أن هيكلة السوق ومنحنى الأسعار يشيران إلى فارق بين وضعية شهر ديسمبر المقبل وجوان 2021 بـ5 دولارات، ما يعني ان الأسعار ستعود إلى نوع من الاستقرار في السداسي الأول من السنة المقبلة، وتوازن في العرض والطلب.

وأرجع الخبير، هذا الارتفاع اللافت في أسعار النفط الخام إلى عدة عوامل منها العامل المناخي وخصوصا في أمريكا بعد موسم الأعاصير وتضرر منشآت النفط بالولايات المتحدة، وأدى ذلك لتناقص المخزونات.

ومن عوامل ارتفاع أسعار النفط أيضا، يبرز اتساع دائرة التلقيح ضد فيروس كورونا والانتعاش الاقتصادي العالمي الذي كان أكبر من المتوقع، في حين أن المخزونات كانت في مستويات أقل بالنظر للتوقعات السابقة للنمو، وهو ما أدى إلى وجود طلب كبير وعرض أقل وخاصة مستويات المخزونات.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here