الحرّ يكبّد مزارعي الجزائر خسائر كبيرة

8
الحرّ يكبّد مزارعي الجزائر خسائر كبيرة
الحرّ يكبّد مزارعي الجزائر خسائر كبيرة

أفريقيا برس – الجزائر. كبدت موجة الحر التي تعيشها الجزائر منذ مطلع شهر يونيو/ حزيران المزارعين خسائر كبيرة، خاصة في محاصيل الفواكه الموسمية. ويصر المزارعون على تدخل الحكومة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، خاصة أن التوقعات تشير إلى تواصل موجة الحر الى غاية نهاية شهر آب/أغسطس، في وقت ينتقد فيه الخبراء غياب ثقافة التأمين عند المزارعين.

وشكا عدد من المزراعين في مختلف أنحار الجزائر تراكم الأزمات بسبب تلف محاصيلهم وضياع مواسمهم، وذلك فيما يسيطر على البلاد صيف حار غير مسبوق سجلت فيه درجة حرارة قياسية في القارة الأفريقية بلغت 50.2 درجة بمحافظة ورقلة (جنوب شرق الجزائر) قبل أسبوع.

ويقول المزارع خير الدين مازوني، وهو واحد من المزارعين الجزائريين الذين ضاعت محاصيلهم جراء ارتفاع درجات الحرارة، إنه ” خسر قرابة 6 هكتارات من أشجار كروم العنب، كلها جفت وتعرضت للتلف بسبب تواصل ارتفاع درجات الحرارة منذ قرابة الشهر”.

ويضيف المتحدث ذاته أن “الخسائر تفوق 7 ملايين دينار (50 ألف دولار) دون احتساب تكاليف علاج الكروم التي تعد من الأشجار الحساسة والتي تحتاج الى عناية كبيرة”.

وكانت محاصيل العنب والبطيخ والخوخ وبعض الحمضيات كالليمون، أكثر المحاصيل تضررا من ارتفاع درجات الحرارة، في وقت كان فيه المزارعون يستبشرون بموسمٍ وافر بسبب كميات الأمطار المتساقطة هذه السنة والتي استمرت إلى غاية شهر مايو/ أيار المنصرم.

وكباقي المزارعين، يطالب المزارع بشير أيت ميمون المتحدر من محافظة تيزي وزو (100 كلم شرق العاصمة) الحكومة بالتدخل وإمداد المزارعين بوسائل الري لإنقاذ المحاصيل التي لم تتلف بعد، حيث يقول إن “الري باهظ الثمن وشراء الماء مكلف للمزارعين وبالتالي يجب على وزارة الزراعة التدخل لمساعدة المزارعين، وتعويض المتضررين”.

ولم يكن المزارعون وحدهم ضحايا المناخ الحار الذي تعيشه الجزائر ، حيث تكبد مربو الطيور كالدواجن والديك الرومي خسائر لا تقل عن تلك التي سجلها المزارعون، بعد نفوق عشرات الآلاف من الرؤوس.

ومن جهته، يقول عمار حمداش، مربي دواجن من ولاية المسيلة (280 كلم جنوب العاصمة الجزائرية) إنه” فوجئ بهلاك أكثر من 2500 دجاجة في ليلة واحدة بسبب ارتفاع درجة الحرارة الذي أثر على سير مكيفات الهواء المخصصة لتهوية مستودع”.

وحسب مربي الدواجن فإن الخسارة تفوق 3 ملايين دينار (21 ألف دولار) دون احتساب أجهزة التهوية “ولا أدري هل سيتم تعويضي أم سأتحمل الخسارة وحدي”. ويضيف المربي لـ “العربي الجديد” أن “هذا السيناريو بات يتكرر كل سنة، مع المربين وسط تجاهل من وزارة الزراعة الجزائرية التي ترفض كل سنة إقرار حالة الطوارئ لتفادي تعويضنا، وهذا ما بات يقلقنا”.

وأعادت هذه الخسائر التي سجلها مزارعو الجزائر فتح ملف “ثقافة التأمين” الغائبة تماما عند المزارعين، الذين تعودوا على تدخل الحكومة في كل مرة لتعويض الخسائر التي يتكبدونها، يضاف إلى ذلك عدم طرح شركات التأمين عروضا مغرية لجذب المزارعين عبر خطط مجزية.

وحول هذا الموضوع، يكشف عبد اللطيف ديلمي الأمين العام للاتحاد العام للمزارعين الجزائريين أن “عدد المزارعين المؤمنين لا يتعدى 90 ألفاً في سوق ينشط فيها قرابة 900 ألف مزارع وهو رقم ضعيف”.

ويؤكد ديلمي أن أسعار التأمين “تعد مرتفعة لذلك نطلب من الصندوق الجزائري لدعم المزارعين دعم أسعار هذه الخدمات لتكون في متناول كل مزارع، حيث تبلغ مثلا أقساط التأمين متعدد الأخطار للإنتاج النباتي حسب نوع المحصول بين ستة و ثمانية ألاف دينار (53 و 70 دولاراً) للهكتار الواحد سنويا وهو مبلغ لا يستطيع كل المزارعين دفعه”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here