الزعفران الإيراني .. زراعة تجتاح 11 ولاية جزائرية!

6
الزعفران الإيراني .. زراعة تجتاح 11 ولاية جزائرية!
الزعفران الإيراني .. زراعة تجتاح 11 ولاية جزائرية!

أفريقيا برس – الجزائر. الزعفران أو ما يطلق عليه “الذهب الأحمر”، هو أحد التوابل التي اقتحمت المطبخ الجزائري، خلال السنوات الأخيرة، بعد حالة الوعي بالفوائد الصحية والغذائية لقائمة من التوابل والبهارات، التي استخدمت لتقوية جهاز المناعة في مرحلة وباء “كورونا”.

وفي دراسة ميدانية لمركز البحث العلمي والتقني حول المناطق القاحلة، تبين أن الزعفران الجزائري يتميز بالصنف الأول، وأن 11 ولاية داخلية، تنتج نفس الزعفران الإيراني، وهو ما قد يساهم مستقبلا في وفرته وتراجع سعره، باعتباره من التوابل باهظة الثمن، فالغرام الواحد منه يقدّر بـ2000دج.

وتعتبر المناطق الجبلية في الجزائر من أكثر المساحات ملاءمة لهذا النوع من الزراعات، فحسب بعض الفلاحين المنتجين للزعفران، في يوم دراسي لمناقشة أهمية الجهود المبذولة لتطوير مثل هذه الزراعات في الجزائر، نظم الأحد، بمركز البحث العلمي والتقني ببن عكنون، فإن التسويق وتقلبات المناخ من بين أهم المشاكل المطروحة.

فلاحون يشتكون مشاكل التسويق

وقال مصطفى سعودي، من بريان بولاية غرداية، إن تجربته مع الزعفران بدأها منذ 2016، حيث أنها زراعة في تطور ملحوظ بالجزائر، فهو يملك مساحة هكتار، وينتج منها سنويا واحد كيلوغرام، لكن يعاني من مشكل تسويق المنتوج، وتأثّر نشاطه بالتقلبات المناخية.

وأكد أن سعر الزعفران في السوق العالمية لا يزال مرتفعا، ولكن هنا في الجزائر يقدّر الغرام الواحد بـ2000دج، مشيرا إلى أن توسّع زراعة الزعفران ستساهم في تراجع سعره في السوق الجزائرية.

ويرى مصطفى بلمو، فلاح من عين وسارة بولاية الجلفة، أن المنطقة مناسبة جدا لزراعة الزعفران، فرغم أن لديه مساحة تقل عن نصف هكتار، إلا أنه ينتج سنويا ما بين 300 غرام إلى 500 غرام من هذا النوع للتوابل.

ومن جهته، قال عبد الله رويبي، رئيس جمعية منتجي الزعفران، وهو فلاح من ولاية خنشلة، إن التسويق يعتبر من أكبر المشاكل، فلا يوجد لحد الآن إستراتيجية توزيع منتوج الزعفران على تجار التجزئة، موضحا أن الإنتاج يصل في الهكتار إلى واحد كيلوغرام ونصف، وهو ما أكده محمد العيد منصوري من ذات الولاية، والذي يعتبر الفلاح الأكثر إنتاجا للزعفران، حيث أنه يملك مساحتين واحدة في خنشلة والأخرى في تيارت.

وأفاد محمد العيد منصوري، أن الزعفران، مادة غذائية باهظة الثمن، يتراوح سعره ما بين 30 و35 أورو للغرام الواحد في حال تصديره، أما في السوق الداخلية، فيباع بأسعار تتراوح بين 1500 و2500 دج للغرام الواحد.

وقال إن بلادنا ستصبح رائدة في مجال إنتاج الزعفران، وتتطلع إلى مرحلة التصدير للخارج خاصة أن الجزائر تملك، بحسبه، صنفا أول من هذه المادة الغذائية.

الزعفران.. تجربة ناجحة.. نوعية عالمية

ومن جانبه، كشف مدير مركز البحث العلمي والتقني التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ورئيس مشروع دولي حول زراعة الزعفران، محمد سيف الدين كاشبار، عن تصنيف 11 ولاية جزائرية صالحة لإنتاج الزعفران بنفس خصائص الزعفران الإيراني، من بينها باتنة، وقسنطينة، خنشلة، سطيف، المسيلة، تلمسان، وغرداية وتمنراست وتيبازة، وهذه الولايات تندرج ضمن 26 ولاية جزائرية تنتج الزعفران من الصنف الأول.

وقال محمد سيف الدين كاشبار، إن الدراسة الميدانية التي قام بها مركز البحث العلمي والتقني، أكدت أنه في 11 ولاية جزائرية، تم إنتاج زعفران يحتوي على ما يفوق 19 بالمائة من مادة “كروسين” وهو جزيء يتواجد بنفس النسبة في الزعفران الإيراني المتميز بالجودة العالية والسعر الباهظ.

نحو وضع إستراتيجية وطنية لتطوير شعبة الزعفران

وأكد مدير مركز البحث العلمي والتقني، أن اللقاء مع الفاعلين والمنتجين للزعفران، هدفه التحضير لخطة وضع إستراتيجية وطنية لتطوير شعبة هذه الزراعة في الجزائر، موضحا أنه يشرف على مشروع دولي بالتعاون مع 5 دول أوروبية، للبحث حول زراعة الزعفران، فحسب النتائج الأولية، تبين، بحسبه، أن الجزائر ستكون رائدة في إنتاج مثل هذه التوابل وستنافس إيران والهند وغيرها من الدول المشهورة بهذه المواد الغذائية والعقاقير.

وحسب ذات المتحدث، فإن الهدف من رفع إنتاج الزعفران داخليا، وذلك من خلال تثمين جهود الفلاحين، ووضع إستراتيجية لتوزيع منتوجهم، لا يتوقف عند الجانب الغذائي فقط، ولكن بالتخطيط أيضا لصناعات تحويلية تجعل من الزعفران مادة أولية لصناعة الدواء والمواد التجميلية، والصيدلانية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here