أفريقيا برس – الجزائر. تفتقر سوق الأسماك في الجزائر خلال عطلة الصيف، إلى أنواع كثيرة من الأسماك، في الوقت الذي تشهد الأنواع المتوفرة ارتفاعا في أسعارها، خاصة السردين الذي تجاوزت أسعاره هذا الصيف سقف 1600 دج، وهو الذي يعتبر سيد موائد المطاعم في المدن الساحلية.
ويتزامن الطلب في كبريات المطاعم السياحية على الحوت والسمك، مع فترة الراحة البيولوجية للصيد البحري، والخاصة ببعض الأصناف البحرية، التي لا تنتمي إلى أنواع الأسماك الزرقاء بينها السردين، هذا الأخير الذي رغم اصطياده صيفا، إلا أن أصحاب السفن يرجعون ارتفاع سعره إلى ظروف العمل وبعض الصعوبات المتعلقة بتوفير إمكانات ومواد يستعملونها في عمليات الصيد، حيث يبقى الكيلوغرام منه فوق 500دج في اغلب الموانئ.
وقال في السياق، رئيس الجمعية الجزائرية للصيد في أعالي البحار والمحيطات، عبد الرحمان الثعالبي عمارة، إن الثروة السمكية في الجزائر تبقى غير كافية لتغطية السوق، وكسر الأسعار، وتمكين المستهلك الجزائري، من تذوق مختلف الأنواع السمكية، خاصة المصنفة في قائمة الأسماك البيضاء.
وأكد أن نحو 50 بالمائة إلى 60 بالمائة من السفن الخاصة بالصيد تحتاج إلى ترميم، قائلا إن اغلب المناطق او الحقول الخاصة بالصيد في الساحل الجزائري، يتداول عليها الصيادون ومستنزفة، إلى درجة أن الثروة السمكية لا تتجدد فيها. وأوضح أن الثروة السمكية ذات النوع الأبيض والأغلى ثمنا، موجودة في أعالي البحار والمحيطات، ولكن الجزائر لا تملك سفنا فولاذية خاصة بهذه المساحات الصيدية، علما أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، كان قد أكد على استيراد هذا النوع من السفن التي يبلغ طولها 40 مترا وبطاقة 1000 حصان.
ويجري، حسب عبد الرحمان الثعالبي عمارة، التحضير لمؤتمر وطني ينعقد قبل نهاية 2025، حول موضوع إدماج قطاع الصيد البحري في الصيد الخاص بأعالي البحار والمحيطات، بهدف تطوير وتنويع الثروة السمكية في الجزائر، مشيرا إلى أن جمعيته، تعمل على قدم وساق لإنجاح هذا الملتقى.
وقال ذات المتحدث، إن الصيد في أعماق 700 متر، خطوة جريئة ستمكن السوق الجزائرية للأسماك من توفير أنواع متعددة وبأسعار اقل من تلك التي كانت خلال سنوات ماضية، شريطة أن يتم استيراد سفن صالحة لخوض معارك الصيد في أعالي البحار والمحيطات.
وأشار في السياق، إلى أن الشريط الساحلي الجزائري يتميز بأعماق صخرية، ويحتوي أحراشا، ومسالك صعبة، لكن هذه الأعماق غنية بالقشريات، والتي هي متنوعة، وغير متوفرة بكثرة في السوق المحلية، داعيا إلى ضرورة تهيئة مسالك وموانئ صغيرة تطل على هذه المناطق التي فيها أعماق صخرية وأحراش من اجل تسهيل ولوج السفن الصغيرة إليها، لصيد قشريات تتواجد على عمق 200 متر في البحر، مع تطوير التكوين في مثل هذه الحالات الخاصة بالصيد المعقد.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس